خبر من فرانسوا الى فرانسوا- اسرائيل اليوم

الساعة 09:24 ص|19 نوفمبر 2013

من فرانسوا الى فرانسوا- اسرائيل اليوم

بقلم: بوعز بسموت

(المضمون: يحاول الرئيس الفرنسي أولاند أن يقفز على أكثر من حبل، فهو يؤيد اسرائيل في موقفها من ايران ويؤيد الفلسطينيين في رفض المستوطنات ويريد أن يجذب دول الخليج ايضا - المصدر).

 

رسمت زيارة الرئيس الاشتراكي الفرنسي فرانسوا الاول (ميتران) لاسرائيل في 1982 طريق سياسة فرنسا في القضية الفلسطينية. وتُثبت زيارة فرانسوا الثاني (أولاند) هذا الاسبوع ذلك فقط: فقد ذكر أولاند أمس في زيارته لرام الله أن فرنسا تعارض فكرة المستوطنات، وتطمح الى العودة الى حدود 1967 مع تبادل اراضٍ وقت الحاجة، وتريد في الأساس أن تكون القدس عاصمة الدولتين.

 

بيد أنه كان بين فرانسوا الاول والثاني 17 سنة لرئاسة يمينية (شيراك وساركوزي) لم تُغير السياسة الفرنسية كثيرا نحو الصراع. وكان في الفترة بين الرئيسين تقدم في المشروع الذري الايراني. إن القضية الايرانية والموقف الفرنسي المتشدد هما اللذان أفضيا الى أن يُستقبل فرانسوا الثاني في القدس بصورة حميمة جدا. كان التصفيق الذي ناله أمس في الكنيست بسبب الموقف الفرنسي قبل عشرة أيام، لكنهم في القدس عالمون بأن احتمال أن تمنع فرنسا اتفاقا جديدا ضعيف.

 

إنقسم أولاند في اسرائيل الى ثلاثة. فكان في البدء أولاند الاسرائيلي الذي تحدث عن ايران وكأنه رئيس وزراء اسرائيل. وكان أمس أولاند الفلسطيني الذي تحدث وكأنه أبو مازن. وعندنا اليوم أولاند الثالث وهو رجل المبيعات الذي يطمح الى أن يرى نماءا أكبر لاقتصاد فرنسا في اسرائيل.

 

جاء أولاند لزيارة شرق اوسط متغير. وقد خلفت واشنطن فراغا عظيما في العالم السني، فتريد فرنسا أن تستغل مكانتها في العالم العربي لزيادة تأثيرها. إن التغيير في السياسة الامريكية في الشرق الاوسط والتهديد الذري الايراني يجعلان الفرنسيين يحلمون فجأة أن ينجحوا لأول مرة في التاريخ في تحقيق ما قاله وزير خارجيتهم ذات يوم في فترة

 

ميتران وهو كلود شيسان، أنه يمكن أن يكونوا اصدقاء اسرائيل والفلسطينيين ايضا. ونضيف في هذا الوقت ايضا: دول الخليج... وهذا هو حلم أولاند.