خبر الصحفيون والتطبيع والحذاء

الساعة 08:20 ص|19 نوفمبر 2013

لأول مرة في تاريخ نقابة الصحفيين يقوم وفد رسمي من النقابة بزيارة الأراضي المحتلة وصولا إلي القدس‏,‏ وسط علامات استفهام كثيرة وتداعيات خطيرة حول مصير قرار الجمعية العمومية للنقابة بعدم التطبيع مع إسرائيل‏.‏

وفي البداية لابد من توضيح بعض المعلومات المهمة, فليس صحيحا أن الذهاب إلي رام الله بدعوة من السلطة الفلسطينية ليس له أي علاقة بالسلطات الإسرائيلية, والصحيح أن السلطة الفلسطينية تبلغ الأجهزة الإسرائيلية ببيانات أي شخص ترغب في دعوته قبل قيامه بالزيارة, وبعد موافقتها ترسل الدعوة, والدخول إلي الأراضي الفلسطينية من الإردن ـ عبر جسر الملك حسين ـ يمر في نهاية الجسر بمنفذ الدخول الإسرائيلي, وهو منفذ ليس للفلسطينيين أية ولاية عليه, ويقوم مندوب السلطة بإنهاء إجراءات دخول الضيوف مع مسئولي الجوازات والجمارك الإسرائيليين, ويتم وضع خاتم الدخول الإسرائيلي علي ورقة منفصلة, وليس علي الجواز, وتبقي هذه الورقة مع المندوب الفلسطيني حتي خروج الضيوف من نفس المنفذ, وختم الورقة بخاتم الخروج الإسرائيلي, وحتي في الأراضي الفلسطينية فإن الدخول أو الخروج من رام الله لابد أن يمر عبر حاجز قلنديا الإسرائيلي.

أما زيارات ضيوف السلطة للقدس القديمة المحتلة, فهي ـ وفقا لبعض الأصدقاء الفلسطينيين ـ لا تتم بعيدا عن أعين الموساد أو بتلبس روح رأفت الهجان, وإنما تجري بسيارات المخابرات الفلسطينية التي تحمل لوحات معدنية معينة ومعروفة للإسرائيليين, وبتنسيق مسبق معهم بحيث لا يتم توقيفها علي أي حاجز إسرائيلي في الطريق من رام الله للقدس الذي يصل طوله إلي نحو51 كيلو مترا, وجميع أبواب القدس القديمة والاقصي عليها وجود أمني إسرائيلي مكثف لملاحظة أي غرباء. وبعيدا عن أي تفضيلات أخري, وهي كثيرة, فإن مجلس نقابة الصحفيين مطالب بتحقيق فوري في هذه الواقعة وإعلان التفاصيل كاملة بشفافية, علي أن يشمل التحقيق تهديدات رئيس الوفد الصحفي بالتعامل بالحذاء مع معارضي الزيارة أو وصف زميلته عضو مجلس النقابة لهم بعملاء حماس.

لا نخون أحدا ـ رغم هذه الشتائم ـ لكن الجمعية العمومية للصحفيين لن تتنازل عن كشف كل ملابسات الموضوع أو أن يرحل هذا المجلس غير مأسوف عليه.