خبر قائد كبير في سرايا القدس يروي تفاصيل مثيرة قبل لحظات من اغتيال حرب

الساعة 08:39 م|18 نوفمبر 2013

غزة-خاص

"لم يترك غرفة العمليات العسكرية منذ اليوم الثاني للمعركة.. جُل حديثه خلال تلك الفترة عن الشهداء والشهادة والجنة.. الابتسامة لا تفارق وجنتيه والمزاح لا يغادره حتى في أحلك الظروف.. شارك في الكثير من المهمات.. ويعتبر أداة مهمة في التواصل مع الإعلام، لنقل الحقيقة ووقائع معركة السماء الزرقاء أولاً بأول..".

هكذا هو الشهيد القائد رامز حرب أخر أيامه كما يرويها "أبو سليم" أحد أبرز قادة سرايا القدس في قطاع غزة وأحد الناجين من عملية الاغتيال التي استشهد فيها "رامز حرب"، حينما سرد لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية" تفاصيل مهمة ولحظات مؤثرة قبل عملية الاغتيال بلحظات.

ومن الجدير ذكره أن العدو الصهيوني اغتال الشهيد رامز حرب بتاريخ 19-11-2012 خلال معركة السماء الزرقاء، وتصادف ذكراه الأولى اليوم الثلاثاء.

بداية اللقاء..

"انضم رامز في اليوم الثاني للمعركة إلى غرفة العمليات العسكرية التابعة لسرايا القدس وكان لقائنا حميمٌ وجميل، فكانت البسمة لا تفارقه وهذا أعطانا الكثير من المعنويات في اتخاذ القرارات ضد العدو الصهيوني في معركة السماء الزرقاء" القول للقيادي "أبو سليم".

وتابع أبو سليم بشخصيته القوية حديثه قائلاً: "رامز من أكثر الشباب المجاهدين تواضعاً فكان يجهز الطعام والشراب لقادة السرايا داخل غرفة العمليات، وكان أحد المستشارين المميزين للقادة في اتخاذ القرارات، إضافة إلى أنه ينتقل من الغرفة إلى الميدان ليشرف بشكل مباشر على إطلاق صواريخ فجر5 وفجر3 على المغتصبات الصهيونية".

وأضاف "أبو سليم": "أشرف رامز على معظم العمليات في معركة السماء الزرقاء فكان إعلامياً وعسكرياً في نفس الوقت يوجه القادة ويرشدهم في قراراتهم المصيرية، وله دور بارز في عمليات أخرى نفذت، وكان أبرزها عملية ناحل عوز التي قتل فيها ثلاثة جنود صهاينة".

إني جاهز للشهادة..

وزاد أبو سليم: "قبل ساعات من استشهاد رامز وكأنه يشعر بالشهادة.. يقول لنا –قادة غرفة العمليات- ، :"من أي المنافذ سيدخل الصاروخ ويفتت أجسادنا من الشمال أم الجنوب أم الشرق"، وقبل أن يكمل حديثه دخل إلى دورة المياه، فـ"استحم" ولبس ملابس جديدة ووضع العطر على جسده فسأله أحد المجاهدين :"هل أنت جاهز للشهادة" فقال بابتسامة "إني جاهز إني جاهز للجنة إني جاهز".

وأمضى يقول: "حينها وبخاصة بعد حديث الشهيد حرب شعر قادة الغرفة العسكرية لسرايا القدس بالضغط الكبير وبأنهم سيستهدفون عما قريب ويجب أن يتم تغير المكان وكالعادة كان أول من اقترح الفكرة وقرار تغير المكان هو الشهيد رامز فخرج يستكشف المكان وعاد بعد ساعتين يقول: "لا يمكن أن نخرج من هنا في هذا الوقت فطائرات الاستطلاع تحلق بشكل كثيف والعملاء يحيطون بنا".

كمين محكم..

ويضيف القائد "أبو سليم": "قرر قادة الغرفة العسكرية بتغير تكتيكي في المكان وقبل أن يتحرك الجميع أطلقت طائرات الاحتلال الصاروخ الأول الذي دخل من النافذة كما توقع الشهيد رامز، وبعد دقائق خرجنا من تحت الركام نبحث عن أنفسنا، حينها سألت عن رامز فقال أحد القادة بهدف التخفيف عن هول المشهد: "إن رامز خرج من هنا" لم يكمل القائد حديثه حتى شعرت بفرحة كبيرة تغمر قلبي لأن رامز نال ما كان يبحث عنه قبل دقائق، فوجدته ملقى على الأرض شهيداً".

ولفت أبو سليم :" إلى أن تلك اللحظات كانت صعبة ومؤثرة على استشهاد أحد قادة الغرفة العسكرية لسرايا القدس، قائلاً: "رفعنا رامز ووقفنا على باب البرج فأطلقت طائرات الاحتلال صاروخها الثاني فصعدنا مرة أخرى وكان الصاروخ الثالث، حينها شعرت بأننا في كمين محكم لطائرات الاحتلال حتى تم نقلنا إلى المستشفى ومنها إلى مكان أخر لنكمل المعركة مع العدو الصهيوني".

العميل معروف..

وبين أبو سليم أن عملية الاغتيال كانت مدبرة من أحد العملاء، قد تم اكتشافه وتبليغ الجهات المسئولة عنه، خاصة وأن العميل خرج من السجن أثناء معركة السماء الزرقاء خوفاً من قصف السجون واستشهاد المسجونين الأبرياء.

وأكد القائد أبو سليم "أن اغتيال رامز حرب دفع قادة السرايا لشحن طاقاتها وقوتها فزادت من ضرباتها وحمم صورايخها المظفرة على مغتصبات العدو الصهيوني، وعلى العكس مما توقع العدو الصهيوني باغتيال رامز ومحاولة اغتيالنا – قادة الغرفة العسكرية في سرايا القدس- فإن سرايا القدس زادت وكثفت من رشقات الصواريخ على المغتصبات وخاصة "تل أبيب".

الاستنجاد بالتهدئة..

ولفت القائد "أبو سليم"، إلى أن اغتيال حرب أعطى الضوء الأخضر لابن سرايا القدس في الضفة المحتلة الشهيد محمد عاصي لتنفيذ عملية داخل الأراضي المحتلة، فكانت العملية البطولية في قلب "تل أبيب" ما أدى لوقوع العشرات من الإصابات في صفوف الصهاينة"، مشيراً إلى أن الأوضاع الأمنية في الضفة خشية على الشهيد عاصي لم تكن تسمح بتبني العملية".

وشدد على أن أكثر ما أربك العدو الصهيوني أخر أيام معركة السماء الزرقاء، هو قرار سرايا القدس للانتقام لدم الشهيد القائد رامز حرب فكثفت السرايا من إطلاق الصواريخ واتساع رقعة الأهداف داخل الكيان الصهيوني، مؤكداً أن أكثر من 2 مليون صهيوني كانوا تحت مرمى صواريخ السرايا، إضافة إلى العملية البطولية التي نفذها ابن السرايا محمد عاصي في قلب "تل أبيب".

وأوضح أن تكثيف عمليات إطلاق الصواريخ دفعت العدو الصهيوني للاستنجاد بالحكومة المصرية لإنهاء المعركة في قطاع غزة .

رسالة للعدو..

وفي رسالة إلى العدو الصهيوني قال القائد "أبو سليم" نذكر العدو بما قاله الناطق باسم السرايا أبو أحمد حين قال: "نحذركم بني صهيون من اختبار قوتنا فسرايا القدس والمقاومة الفلسطينية على جهوزية تامة للمعركة القادمة التي ستكون معركة أشباح".