خبر هآارتس: إيران وسوريا ستشاركان حزب الله في الحرب المقبلة

الساعة 02:54 م|17 نوفمبر 2013

القدس المحتلة

أفصح المحلل العسكري في صحيفة هآارتس "عاموس هرئيل" عن تقديرات الاستخبارات "الإسرائيلية" والتي تشير إلى أن الصراع السوري الداخلي قد عزز من التحالف الإيراني والسوري وحزب الله، وقوى التزام النظام السوري تجاه حليفيه، بسبب الدعم الذي حظي به منهما  خلال المواجهة الداخلية، حتى بات حزب الله وسوريا يشكلان جزء من جبهة مشتركة يمكن تفعيلها ضد "إسرائيل" عند الضرورة.

ويوضح المحلل العسكري بأن التغير المذكور ينعكس على رد الفعل السوري في حال المواجهة بين حزب الله و"إسرائيل" أو توجيه ضربة "إسرائيلية" لإيران، حيث أصبح من الصعب على سوريا أن تقف متفرجة، وقد يترجم إسهام سوريا في حالة حرب مع حزب الله بإشعال صدامات إطلاق نار معتدلة نسبيا على طول الحدود في هضبة الجولان، بشكل يستنزف جهد القوات "الإسرائيلية" هناك ومنع نقلها إلى الجبهة اللبنانية وحتى بإطلاق صواريخ دقيقة الإصابة إلى قواعد سلاح الجو "الإسرائيلي" في الشمال.

ووصف "هرئيل" في تحليل نشرته الصحيفة على موقعها  نقلا عن مصادر استخبارية عسكرية علاقات الشراكة المتبلورة داخل الجبهة التي تقودها إيران وتتشكل أيضا من حزب الله وسوريا بالحميمية، مشيرة إلى الدور الإيراني في قيادة هذا التحالف، التي منعت حزب الله فتح النار على "إسرائيل" بعد حرب عام 2006م ما دفعته للتدخل في الصراع الدائر في سوريا العام الماضي، الأمر الذي أوقف الزحف الذي هدد بانهيار النظام.

في المقابل، تشير المصادر الاستخبارية إلى تغيرات في حزب الله، ففي حين كان حتى عام 2006 يختص بإطلاق صواريخ ضد العمق "الإسرائيلي" والدفاع عن قرى جنوب لبنان وإغلاق المحاور الرئيسية أمام الجيش "الإسرائيلي"، فقد طور، بفضل الحرب في سوريا، قدراته على المبادرة في تنفيذ هجمات موضعية وفي الحرب على القصير شغل مقاتلو الحزب دبابات سورية واستعانوا بطائرات بدون طيار واستخدموا استخبارات بمستوى متطور واكتسبوا خبرة وتجربة في حرب المدن، من خلال تفعيل منسق لوحدات بمستوى كتيبة وأكثر.

إلى جانب ذلك فان الحزب لم يهمل الاستعداد أمام "إسرائيل" في الجنوب وهو ما زال قادرا على إطلاق كمية كبيرة من الصواريخ عليها، دون ترك بصمات استخبارية.

التقديرات "الإسرائيلية" تشير أيضاً إلى تغيير في التوجه الإيراني والمحور الراديكالي للحرب المستقبلية، فإذا كان العرب يفكرون في الماضي انه من الأفضل لهم خوض حرب استنزاف تنهك العمق "الإسرائيلي"، فان الإيرانيين وحزب الله ولعلمهم بأن عمليات القصف "الإسرائيلي" ستؤدي إلى أضرار بالغة باتوا يفضلون توجيه ضربة قوية ومركزة خلال الأيام الأولى، على أمل أن يتدخل المجتمع الدولي ويلجم "إسرائيل" لاحقا.

في ضوء ذلك فان على "إسرائيل" أن تستعد لسقوط آلاف الصواريخ في الأيام الأولى للحرب، ما يستدعي، حسب الصحيفة، إلى اتخاذ قرارات سريعة من قبل القيادة السياسية بعكس ما حدث خلال حرب 2006.

إلى ذلك فان قوة الردع المتبادلة الكامنة بالقوة التدميرية الكبيرة التي يمتلكها الجيش "الإسرائيلي"، من جهة، وعشرات آلاف الصواريخ التي يمتلكها حزب الله، من جهة أخرى، تضمن الهدوء على الجبهة الشمالية حتى إشعار آخر.