خبر سرايا القدس: اختراق الهواتف « حرب أدمغة » حطمت أسطورة العدو

الساعة 09:44 ص|17 نوفمبر 2013

غزة

شهدت حرب "السماء الزرقاء" أواخر عام 2012 تطوراً نوعياً في أداء "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، التي أدخلت خلالها أسلحة جديدة لأول مرة في معركة الصراع المتواصلة والمفتوحة مع العدو الصهيوني، أدت لتغيير المعادلة، وسطرت انتصارات مشرفة وعظيمة، تمثلت بنجاح جهاز الاستخبارات التابع لـ "السرايا" باختراق قاعدة بيانات وأرقام هواتف لآلاف الجنود الصهاينة الأمر الذي ترك تأثيرات نفسية كبيرة على العدو، وأحدث نقلة نوعية تقنية وتكنولوجية على صعيد العمل المقاوم في الأراضي الفلسطينية.

كانت سرايا القدس قد نشرب أثناء الحرب الأخيرة "عمود السحاب" ملفات وبيانات لـ5000 هاتف خلوي للضباط وجنود صهاينة، تتضمن بيانات جديدة دقيقة حول أعمالهم ورتبهم العسكرية وأرقام هواتفهم، وعلى إثرها قام الجهاز الاستخباراتي التابع لـ"السرايا" بإرسال رسائل تحذيرية للجنود عبر الهواتف خلال المعركة كتب فيها:"سنحول قطاع غزة إلى مقبرة لكم و(تل أبيب) كتلة لهب"، واعترف الاحتلال في حينها بقدرة "السرايا" على اختراقه. 

وأكد الناطق الإعلامي باسم سرايا القدس أبو أحمد أن معركة "السماء الزرقاء" كانت صراع أدمغة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال ، على المستوى الاستخباراتي والإعلامي والأمني، مشددا على أن تلك المعركة سجلت معجزات الزمان بأن تقوم المقاومة بإمكانياتها المتواضعة بالتصدي للآلة العسكرية الصهيونية.

إعجاز يدرس

وقال أبو أحمد خلال حديث له:" كانت معركة فارقة في تاريخ المقاومة الفلسطينية فهي نوعية بكل معنى للكلمة، وإعجاز يمكن أن يدرس على المستوى العسكري، رغم العدوان (الإسرائيلي) الكبير الذي استهدف القطاع في ذلك الوقت".

وأضاف" تمكنت سرايا القدس اختراق أكثر من 5000 هاتف خلوي للضباط والجنود الصهاينة والوصول على معلوماتهم الشخصية الحساسة، حيث تم التعامل مع البيانات المخترقة من ناحية توقيت النشر، ودفعات الأسماء، وإرسال الرسائل لهم، الأمر الذي أحدث مفاجأة كبيرة لدى الساسة والعسكريين الصهاينة"، مشيرا إلى أنه لأول مرة يتم اختراق أجهزة بهذا العدد والحصول على معلومات قيمة قد نُشر بعضها والبعض الآخر لم ينشر.

عملية نفسية معقدة

وبين أبو أحمد أن هذا الاختراق يعد عملية نفسية معقدة -حرب أدمغة- استخدمتها "سرايا القدس" على المستوى الاستخباراتي، حيث أدخل ذلك الخوف والضعف على الجنود وحطم أسطورة السرية التي تكتنف المؤسسة العسكرية الصهيونية، لافتا إلى أنه بعث رسالة إلى الجنود والضباط أنهم مكشفون لدى المقاومة الفلسطينية، فكيف والجندي الذي يخاف أن يكشف اسمه فكيف ويكشف بريده الالكتروني، وحسابه البنكي وسكنه وكل هذه المعلومات الدقيقة والحساسة المتعلقة بهم.

وأوضح الناطق باسم سرايا القدس أن هذه العملية النوعية تضاف ضمن ملفات العمل الاستخباراتي للشهيد القائد رامز حرب الذي كان المسؤول الإعلامي لسرايا القدس في لواء غزة، مشددا على أنه اغتيل في عملية أمنية من قبل العدو، حيث كان في اجتماع مع كوكبة من قيادات السرايا.

واعتبر أبو أحمد على أن عملية "تل الربيع" البطولية التي كان العقل المدبر لها الشهيد القائد في سرايا القدس "محمد عاصي"، بالإضافة إلى صمود المقاومة كانتا من الأسباب المركزية لإيقاف العدوان الصهيوني على غزة وطلبه التهدئة مع المقاومة .

ذكاء عسكري

وفي السياق ذاته، أوضح الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي أن حرب "السماء الزرقاء" أعطت (إسرائيل) انطباع عن المقاومة، بأنها تتعاظم وقادرة على الدفاع عن نفسها، وحماية وجودها وسلاحها في قطاع غزة، مشددا على أن المقاومة في تلك الحرب كانت تتمتع بالذكاء العسكري أفضل من السياسي.

وأكد الشرقاوي في حديثه له على أن المقاومة دخلت في حرب أدمغة مع العدو الصهيوني من جميع النواحي، وذلك من خلال عملية اختراق الهواتف الخلوية للضباط والجنود الصهاينة، والتي استطاعت فيها أن تغير قواعد اللعبة جيدا، معتبرا هذه العملية نقلة نوعية تقنية وتكنولوجية على صعيد العمل المقاوم.

عملية جديدة

وأشار إلى أن هذه العملية الجديدة استطاعت المقاومة من خلاها أن تلعب بنفسية العدو الصهيوني وتقلب كيانهم، مضيفا " شاهدنا بعض الجنود الذين أجروا مقابلات مع التلفزة العبرية، فكانوا متفاجئين ومصدومين من هذا الاختراق النوعي، الذي استطاعت فيه المقاومة الوصول إلى معلوماتهم الشخصية".

وتابع" استطاعت المقاومة أن تصل قلب عاصمة الكيان الصهيوني، وأجبرت مليون ونصف صهيوني من جنوب "(تل أبيب)" على النزول إلى المخيمات، وعطلت الدراسة والعمل وهذا يصنف من انجازاتها"، مبينا أن العملية الحربية لا تقاس بالانتصار والهزيمة، بل بمقياس الفشل والنجاح الذي استطاعت المقاومة إثباته في تلك المعركة.

وكانت (إسرائيل) شنّت هجومًا واسعا على قطاع غزة، بدأته في 14  نوفمبر 2012م، واستمر ثمانية أيام استشهد خلالها 190 فلسطينيًّا وأصابت 1500 آخرين، ودمرت 1500 منشأة بينها 92 منزلاً مدنيًّا بشكل كامل.