خبر ليست الذرة الايرانية وحدها على الباب-هآرتس

الساعة 09:31 ص|14 نوفمبر 2013

بقلم: آري شبيط

 (المضمون: إن اتجاه الادارة الامريكية الى إتمام صفقة مع ايران أثار غضبا شديدا في الدول السنية الكبيرة وفي اسرائيل وقد يتعاون هذان الطرفان على إفشال خطة الرئيس الامريكي اوباما - المصدر).

حينما تحدث امريكيون كبار هذا الاسبوع الى اسرائيليين كبار زعموا أنهم غير مغفلين. قال الامريكيون لسنا سُذجا فنحن نعلم من الذين نعاملهم. ونحن ندرك أن الايرانيين سيحاولون أن يأخذوا الكثير ويعطوا القليل. لكن ما نحاول فعله في جنيف هو أن ننظم اطارا زمنيا ضيقا يُمتحن فيه الايرانيون امتحانا حقيقيا. وفي نصف السنة المتحدث عنه لن يتقدم البرنامج الذري الايراني ولن ينهار نظام العقوبات. وفي نصف

السنة هذا سيجري تفاوض كثيف سيتضح في نهايته هل توجد صفقة كبيرة مع ايران أم لا. ولهذا لا مكان للخوف ولا مكان للذعر. لأنه اذا لم يقدم خامنئي السلعة فسيواجه في الربيع القادم الولايات المتحدة الحازمة التي ستكون مستعدة لاستعمال القوة اذا ما احتيج حقا الى استعمال القوة. ويقول الامريكيون إتكلوا علينا فلسنا أولادا صغارا ونحن نعلم ما نفعل. إن دبلوماسيتنا الايرانية الجديدة هي دبلوماسية محسوبة موزونة تخدم المصلحة القومية الاسرائيلية ايضا.

 

إن الامريكيين ليسوا حمقى في الحقيقة، ولهذا يفترض أن يعلموا أن دعواهم المعلنة حسنة لكنها ضعيفة. فالاتفاق المرحلي الذي يصوغونه في جنيف اشكالي جدا. لكن ما يقود امريكيين أذكياء يقظين الى تأييد الاتفاق هو القلق لا الوهم. فعلى حسب تحليل عميق لادارة اوباما فان وضع الغرب في مواجهة ايران ليس حسنا. أفحق هذا؟ لا يوجد خيار عسكري. فقد تقدم الايرانيون كثيرا جدا وبلغوا الى بعيد جدا ولا سبيل لجعلهم لا يعلمون ما أصبحوا يعلمونه. أفحق هذا؟ إن آلات الطرد المركزي أسرع من العقوبات. والعقوبات الاقتصادية تضر بالاقتصاد وتُثقل على نظام الحكم، لكنها لن تجعل نتناز وفوردو تختفيان. أفحق هذا؟ ويجب علينا أن نتحدث عن أن كل الخيارات على الطاولة، لكن يجب أن نعلم أنه لا توجد خيارات ولا طاولة منذ زمن بعيد. إن التوجه الى جنيف محاولة حزينة لتأخير النهاية كي لا يحدث وصول ايران الى القدرة الذرية في وقت ولاية اوباما بل بعدها فورا.

 

ليس الامريكيون حمقى لكنهم مُرهقون. ولهذا فان مزاجهم العام هو المزاج العام لنكسون الذي مضى الى الصين. وهم يرعون اعتقادا صادقا أنهم سيصنعون سلاما مع طهران في 2014 كما صنعوا سلاما مع بجين في 1972. ويأملون أن تكون المصالحة الامريكية الايرانية التاريخية هي تراث اوباما الدولي، وأن يُسوغ متأخرا جائزة نوبل التي حصل عليها مقدمة قبل أربع سنوات. لكن ما لا يأخذه الامريكيون في

 

حسابهم هو حقيقة أنه في الوقت الذي يتجهون فيه الى الصين الجديدة يثيرون على أنفسهم خمسا أو ستا جديدة تشبه تايوان وهي: السعودية وامارات الخليج ومصر والاردن وتركيا واسرائيل. فهي تشعر الآن بأنها مخدوعة ومُخانة ومهددة. وهي أقوى من تايوان الأصلية بما لا يقبل المقارنة، ولهذا ستفعل كل ما تستطيع لافشال رحلة اوباما الى روحاني. إن أبناء الأخ الذين هجرهم العم سام سيثورون على العم سام ويحاولون أن يُعلموه درسا.

 

كانت القصة الكبيرة في 2012 هي قصة الهجوم الاسرائيلي الردعي الذي لم يُنفذ في آخر الامر، وقد تتكرر هذه القصة في الربيع أو الصيف القادمين وقد لا تتكرر. وسيجعل اتفاق مرحلي من الصعب على اسرائيل أن تعمل ويحشرها في زاوية.

 

لكن القصة الجديدة الكبيرة في 2014 قد تكون قصة حصول السعودية على قدرة ذرية ردعية. فليس من الممتنع أن تكون أول قنبلة اسلامية في الشرق الاوسط عربية لا فارسية. وليس من الممتنع ايضا أن يتجه ملك السعودية الى الصين الحقيقية في الوقت الذي يتجه فيه الرئيس الامريكي الى الصين الجديدة.

 

ستكون الحال مُفرحة أيها الاصدقاء. إن السنيين واليهود يغلون غضبا ولهذا يتشاركون الآن ويخرجون في معركة على المسيحيين والشيعة الذين يُتمون صفقة في جنيف.