خبر حفل كمامات -يديعوت

الساعة 11:06 ص|13 نوفمبر 2013

بقلم: اليكس فيشمان

 (المضمون: يُحذر نتنياهو ووزير دفاعه يعلون الجمهور الاسرائيلي من جهة من أن السلاح الكيميائي السوري قد ينتقل الى حزب الله، لكن وزارة الدفاع الاسرائيلية تريد من جهة اخرى وقف توزيع الكمامات على المواطنين ووقف انتاجها وتُبين أن سوريا لم تعد تهديدا، فأي الطرفين يُصدَّق؟ - المصدر).

 

حتى لو استقر رأي المجلس الوزاري المصغر على الكف عن التزود بالكمامات فلن يحدث ذلك في صباح الغد. فوزارة الدفاع مرتبطة بعقود مع الشركات التي تنتج الكمامات الى نهاية 2014، وهكذا فانه حتى لو تم اتخاذ هذا القرار فسينفذ في 2015 فقط. وماذا يكون الى ذلك الحين؟ الله عظيم. يمكن أن يتحول الوضع في سوريا، وقد يصل سلاح كيميائي الى حزب الله، وقد تزداد الازمة مع ايران عمقا لأن سنة في الشرق الاوسط تشبه عشر سنوات في منطقة سليمة العقل.

 

إن توصية وزارة الدفاع بوقف التزود تنبع قبل كل شيء من الازمة المالية. فلاتمام تزود السكان جميعا بكمامات واعادة تأهيل الكمامات التي تم توزيعها من قبل على الجمهور يجب إنفاق نحو من 1.5 مليار شيكل من ميزانية الدفاع في السنوات الخمس القريبة، أي 300 مليون شيكل كل سنة. وقد خلصوا في وزارة الدفاع الى استنتاج أن مادة الكمامات يمكن أن يكون لها تفضيل أدنى ويمكن نقل المال الى مواد ذات أدوات تفضيل أعلى بسبب التغييرات الاستراتيجية في المنطقة.

 

إن وزارة الدفاع تُبلغ المجلس الوزاري المصغر في الحقيقة أن مواطني اسرائيل في المدة القريبة ما عاد يهددهم سلاح كيميائي من أية جبهة. مرحى لنا. هذا قول بعيد المدى يزيد في حدة الرسائل المزدوجة التي يتلقاها الجمهور، فهم من جهة يخيفونه من الصباح الى المساء بتهديد تسرب سلاح كيميائي من سوريا الى لبنان، واسوأ من ذلك تهديدهم إياه بامكانية أن تسيطر القاعدة على السلاح الكيميائي في سوريا وحينها سنُحرق جميعا في الجحيم. ويقولون لنا من جهة اخرى إن التهديد الكيميائي قد تلاشى وأصبح نظريا. فمن جهة يسخر رئيس الوزراء ووزير الدفاع من التسوية التي أحرزها الامريكيون في سوريا. ويعلنان من جهة اخرى بناءا على التسوية نفسها زوال التهديد المركزي غير التقليدي. فليقررا اذا. إننا نستحق بصفتنا مواطنين دافعين للضرائب أن نعلم الحقيقة وهي متى يحسن أن نخاف ومتى لا يحسن ذلك.

 

إن الوقف المطلق لانتاج الكمامات يعني تخليا عن خطوط الانتاج. ومعنى ذلك أنه اذا حدث تغيير في السنوات الخمس القريبة في الوضع الاستراتيجي يوجب تزودا بهذه الكمامات فلن يكون في البلاد من يُنتجها. فاغلاق خطوط الانتاج يعني أن الكمامات الموجودة عند الجمهور ايضا لن يُعاد تأهيلها. وهكذا ستزول جدوى نصف الكمامات التي مع الجمهور في السنوات الخمس القريبة.

 

تغير المحيط الاستراتيجي حول اسرائيل وهو يوجب اتخاذ قرارات في سلسلة طويلة من المواضيع تشمل قضية التزود الشخصي بالكمامات. إن سوريا اتخذت في الحقيقة قرار التجرد من السلاح الكيميائي. لكن سوريا قد فككت الى الآن مصانع انتاج هذا السلاح ومزجه. وما زال يوجد على ارض سوريا ألف طن من المواد الحربية الكيميائية يمكن أن تكون منتشرة في اماكن اخرى يُستطاع فيها خلطها واطلاقها. والروس في الحقيقة يبذلون جهدا لنقل المواد الكيميائية الى الساحل السوري لنقلها من

 

هناك الى دولة توافق على حلها فوق ارضها، لكن الاسد يراكم الصعوبات. إن الاسد يدرك أن موافقته على التجرد من السلاح الكيميائي هي شهادة تأمينه التي تحميه من تنحيته عن الحكم. ولهذا سيبذل كل ما يستطيع كي تبقى هذه المادة على ارضه أطول وقت ممكن. ولم توافق الى الآن أية دولة في العالم على أن تستوعب في ارضها المواد الحربية الكيميائية لسوريا، ويحاولون الآن اقناع البانيا التي قد تكون مستعدة لذلك في مقابل تعويض مناسب، لتتقبل هذه السموم فيها.

 

للايرانيين سلاح كيميائي، وللمصريين سلاح كيميائي، وقد يكون لحزب الله ايضا سلاح كهذا. فصحيح اذا أن جزءا كبيرا من التهديد الكيميائي لاسرائيل قد زال لكن هذا التهديد لم يختفِ. ولهذا هناك مكان لأن يوزن الابقاء على خطوط انتاج استراتيجية ليوم امتحان. ولا يُحتاج الى كميات ضخمة لأن 60 بالمئة من السكان اليوم مزودون بكمامات. هذا الى أن معظم السكان الذين تزودوا بها موجودون في مناطق خطر – مناطق مكتظة بالسكان مثل غوش دان وخليج حيفا. ويمكن في الظروف التي نشأت اليوم بيقين اتخاذ قرار منطقي يقوم على ترتيب أولويات مختلف وهو التخلي عن توزيع كمامات في مناطق تعتبر أقل تهديدا مع الاستمرار في انتاج القدر الأدنى الضروري الذي يحافظ على خط انتاج.

 

إن القدرة على النزول الى أدنى قدر من الانتاج مدعومة بانشاء منظومة الدفاع الفعالة وهي الصواريخ المضادة للصواريخ من أنواع مختلفة. وفي مقابل ذلك يوجد ايضا تحسن في البناء الحديث، فهم اليوم يبنون شققا مع غرف واقية مزودة بمصافي هواء. تستطيع دولة اسرائيل أن تخاطر مخاطرات محسوبة. والسؤال الأكبر هو هل الوقف المطلق للانتاج هو مخاطرة محسوبة؟.