خبر مصر وروسيا في الطريق الى عهد جديد -اسرائيل اليوم

الساعة 11:21 ص|12 نوفمبر 2013

بقلم: رونين اسحق

(المضمون: إن التقارب المصري الروسي تريد به قيادة مصر الجديدة أن تُبين للولايات المتحدة أنها حرة في البحث عن بديل أو أكثر وإن كان ذلك لا يعني أنها ستتخلى عن حلفها مع الولايات المتحدة - المصدر).

"لم يعد ممكنا الاعتماد على الامريكيين ونحن الآن متجهون الى العمل مع الروس في أسرع وقت"، أعلن رئيس مصر المؤقت عبد الفتاح السيسي، بعد نهاية الزيارة الخاطفة لوزير الخارجية الامريكي جون كيري للقاهرة في نهاية الاسبوع الماضي. وبذلك عبر السيسي تعبيرا متطرفا عن خيبة أمله من سياسة الولايات المتحدة نحو بلده في السنوات الاخيرة.

إن الازمة في العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر قد زادت حدة في المدة الاخيرة ولا سيما بعد عزل الرئيس محمد مرسي عن الحكم في تموز من هذا العام. وقد أعلنت الادارة الامريكية في 1 تشرين الاول عن تجميد المساعدة العسكرية لمصر التي تبلغ 260 مليون دولار وتعليق امداد القاهرة بالمعدات العسكرية التي تشتمل على طائرات ومروحيات ودبابات ومدافع وغير ذلك على أثر القمع العنيف لمؤيدي الاخوان المسلمين في شوارع مصر الذي جبى مئات الضحايا.

يبدو أن تصريح الفريق السيسي كان يرمي الى تقديم تفسير للزيارة المرتقبة لوفد روسي رفيع المستوى للقاهرة في نهاية هذا الاسبوع. ففي الاشهر الاخيرة، أجرت روسيا ومصر تحت السطح وفي سرية شديدة اتصالات سرية بينهما يفترض أن تفضي الى بناء حلف استراتيجي جديد في المنطقة مع تنحية الولايات المتحدة ومنح روسيا موطيء قدم في مصر، لاول مرة منذ اربعين سنة.

في الشهر الماضي زار وزير الخارجية المصري نبيل فهمي موسكو ويفترض أن يزور القاهرة في هذا الاسبوع وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان على رأس الوفد الروسي. ويبدو أن فلادمير بوتين سيزور هو نفسه القاهرة تتميما لزيارة الوزيرين الروسيين. إن لزيارة الوفد معنى تاريخيا كبيرا لأن هذه هي أول مرة منذ طرد أنور السادات الخبراء السوفييت من مصر في مطلع سبعينيات القرن الماضي، يفترض أن يأتي فيها وفد رفيع المستوى جدا لمحادثات رسمية مع القاهرة. وبحسب تقرير لصحيفة "الشرق الاوسط" التي تصدر في لندن باللغة العربية، يفترض أن تتمتع مصر بمساعدة عسكرية روسية واسعة وسلاح متقدم تبلغ قيمته 4 مليارات دولار. ومقابل ذلك ستمنح مصر روسيا وجودا عسكريا بحريا في ميناء الاسكندرية يُمكنها من تعميق تغلغلها الاستراتيجي في المنطقة ويكون ذلك وقت الحاجة بديلا عن الميناء الروسي في طرطوس اذا ما انهار نظام بشار الاسد.

كانت زيارة كيري ترمي الى أن تثني مصر عن البحث عن حلفاء آخرين والى محاولة اعادة علاقات الولايات المتحدة بمصر الى مسارها مع وعود بافراج محتمل عن بعض الوسائل القتالية التي جُمد التزويد بها ووعدت مصر بها، هذا فضلا عن تناول محادثات كيري مع السيسي في الاسبوع الماضي في مستقبل الرئيس المخلوع مرسي.

وأعلن وزير الخارجية المصري مع ذلك أن مصر دولة مستقلة واستقلالها يعني "البديل"، أي أنها لم تعد ملزمة للولايات المتحدة.

وبرغم هذا الكلام يبدو أن مصر لا تنوي أن تستبدل روسيا بحليفتها الاستراتيجية لكن لا شك في أنها تريد بواسطة روسيا أن تزيد مجال حيلتها السياسية والعسكرية أكثر مما اعتادت عليه منذ كان اتفاق السلام مع اسرائيل في 1979، ومنذ أن استقر رأيها على أن الولايات المتحدة هي المزودة وحدها لمصر بالسلاح، وراعيتها السياسية ايضا.