خبر الولايات المتحدة تبحث عن طريق سهل.. معاريف ..بقلم: أمنون لورد

الساعة 10:48 ص|03 نوفمبر 2013

          (المضمون: الركض نحو المفاوضات مع ايران على حساب العقوبات ينم عن رغبة واشنطن في لملمة آخر أمورها في الشرق الاوسط والذهاب الى الديار - المصدر).

 

          يؤمن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق اللواء عاموس يدلين بأن مفترق الطريق الاخير للحسم بين "القنبلة والقصف" هو نهاية هذه السنة أو بداية 2014. اذا ما اتضح في ذات الموعد بان المفاوضات مع الايرانيين لا يحقق النتائج المرغوب فيها، فانه سيؤيد خروج اسرائيل لحملة تصفية النووي الايراني، وهو متأكد تماما من قدرتنا على عمل  ذلك بنجاح. هذا ما قاله يدلين في مقابلة مع مجلة "نيو ريببلك" نشرت قبل نحو عشرة ايام.

 

          ولكن ينبغي أن يكون واضحا بان الخيار الاكثر نجاعة لا يزال هو ضغط العقوبات. ولهذا فان الوهن الامريكي وغياب الامريكيين عن المنطقة لا يبشران بالخير. فادارة اوباما لم يكن لديها التصميم على عملية عسكرية لتدمير القدرات النووية الايرانية. والان يأتي الركض نحو المفاوضات على حساب العقوبات لينم عن الرغبة في اغلاق آخر الترتيبات في الشرق الاوسط والانصراف الى الديار. شيء ما على نمط الانسحاب المتسرع، باقل تقدير الذي أجرته اسرائيل من جنوب لبنان في العام 2000.

 

          وعليه، فان رغبة اوباما ورجاله في السيطرة على يهود امريكا كي لا يفرضوا المصاعب  على الادارة في مجال العقوبات ضد ايران، تثير القلق. فاستعداد قادة المنظمات اليهودية لمنح اوباما ما يسمى "بالهدوء الصناعي" في موضوع العقوبات في الفترة القريبة القادمة هو أمر مخجل. ينبغي الفهم بان الامريكيين يبحثون عن الطريق السهل لقطع الاتصال عن كل الموضوع النووي الايراني. وهم يبثون رغبة في استئناف التقارب بين البلدين، وهم لن يسمحوا لبضعة أجهزة طرد مركزي وبضع مئات من الكيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بازعاجهم. فلماذا يفعلون هذا؟ الجواب هو في سؤال آخر: لماذا نشروا تقرير أجهزة الاستخبارات في تشرين الثاني 2007، قبل ست سنوات، والذي قضى بان الايرانيين اوقفوا نشاطهم لتطوير سلاح نووي؟ هذا بالمناسبة كان في عهد الرئيس بوش الابن. ليس اوباما. وهذا التقرير كان على ما يبدو الضرر الاكبر الذي لحق بوقف الركض الامريكي نحو النووي. إذن لماذا تبدي المؤسسة الرسمية ليهود أمريكا الاستعداد للانثناء هكذا امام البيت الابيض ولماذا ينشغل البيت الابيض – ولا سيما في عهد اوباما – في محاولة التحكم بسلوك اليهود؟ قادة المنظمات الذين التقوا بمستشارة الامن القومي سوزان رايس كان يمكنهم أن يجيبوها بطريقة جد بسيطة: نحن مواطنون امريكيون ونحن سنهاجم الرئيس في كل مرة يظهر لنا فيها أنه لا يعمل حسب المصلحة الامريكية أو مصلحة حلفائها – مثل اسرائيل.

 

          في الماضي لم يتردد يهود امريكا في خوض كفاح عنيد من أجل يهود الاتحاد السوفييتي، الى جانب اسرائيل، رغم تهديدات البيت الابيض بانهم يجعلون السياسة الخارجية الامريكية رهينة لموضوع الهجرة. واليوم، رغم أن التأييد في الشارع الامريكي لاسرائيل ارتفع، فان اليهود يخفضون المستوى ويتصرفون بشكل جبان. والسبب هو أنه نشأت في الولايات المتحدة طائفة من يهود البلاط، ليس اكثر من حفنة من النخبة نجحت في خلق الانطباع في وسائل الاعلام بالانشقاق في الرأي العام  اليهودي. ويؤدي الانشقاق الى الاستقطاب. فحتى مؤيدي اسرائيل الكبار من بين الزعماء اليهود لا يريدون أن يظهروا كمن يخدمون مصالحها.

 

          وحسب يدلين، فان النتيجة المرغوب فيها في نهاية المفاوضات مع الايرانيين هي سحب مشروعهم النووي الى مسافة سنتين عن القنبلة. وهذا يعني مثلا اخراج كل اليورانيوم المخصب الى 3.5 في المائة من ايران. في وضع اليوم، حين تكون الادارة الامريكية مصابة بعلاقاتها مع اوروبا، يتملكها الوهن، تفشل في كل جبهة، يقود استراتيجيتها هواة فاشلون، من الصعب ان نرى الايرانيين يرتدعون وينفذون المطالب. السبيل الوحيد لحملهم على اخذ الموضوع بجدية هو الاثبات لهم بان كل تسويف في الزمن يكلفهم غاليا. ولا يمكن عمل ذلك الا اذا كان المزيد من العقوبات الشالة في فوهة المدفع. هذا ما يستطيع الكونغرس الامريكي عمله، وسيكون من السخف أن يقوم "اللوبي اليهودي" بوقفه، بالضبط مثلما دفعوا الى تنظيم الكونغرس في صالح الهجوم في سوريا. اذا كان احد ما يبحث عن الجوهر الانتهازي لاوباما – فهذا هو. في كل مفترق للقرارات تبدو رسالته تقريبا على النحو التالي: هذا ليس لنا، بل اليهود.