خبر هارتس تحذر... تسخين اليمين المتطرف في الحرم القدسي ينذر بانتفاضة اخرى

الساعة 01:21 م|01 نوفمبر 2013

القدس المحتلة

حذرت صحيفة "هارتس" من محاولات مجموعات يمينية اسرائيلية تغيير الوضع القائم (ستاتوس كفو) في الحرم القدسي الشريف، مذكرة ان تأجيج التوتر في الحرم القدسي الشريف انتهى في المرة السابقة بانتفاضة. الصحيفة اشارت الى ان هذه المحاولات تعاظمت بشكل ملحوظ بتأثير زيادة قوة كتلة البيت اليهودي في الائتلاف الحكومي، لافتة الى مبادرات متنوعة بعضها مغامر وخطير، كما قالت، لا تتم تغطيتها في الاعلام الرسمي الاسرائيلي، في حين يراقب الجانب العربي: الفلسطينيون في الاراضي المحتلة، والحركة الاسلامية في اوساط الفلسطينيين في اسرائيل، وحتى الدول العربية المجاورة يراقبون التطورات هناك بقلق كبير.

وبغض النظر عن اسباب القلق العربي الذي ينبع من منطلقات سياسية بعيدة عن الادعاءات الايديولوجية اوالدينينة، فان ذلك لن يغير شيئا في واقع ان الاشتعال في الحرم الذي قد ينفجر ايضا بنتيجة صدام موضعي من شأنه ان يجر الفلسطينيين والاسرائيليين الى صدام اوسع ويحبط المفاوضات السياسية بين الطرفين التي تبدو احتمالات نجاحها ضعيفة اصلا، كما تقول "هارتس".
  الصحيفة تلفت الى ان الأجهزة الأمنية الاسرائيلية ورغم وعيها لما يجري في الحرم القدسي، فانها في هذه المرحلة، لا تحرك ساكنا لتهدئة الاوضاع، علما ان القيادة السياسية تسعى لمنع الاحداث التي من شأنها ان تفضي الى الصدام.

المحللان في "هارتس"عاموس هارئيل ونير حسون ذكرا في تحليلهما، ان الحرم القدسي سبق وكان الفتيل الذي اشعل صدامات عنيفة في القدس والاراضي المحتلة، فقد حدث ذلك بعد مقتل 20 فلسطينيا بأيدي جندي حرس الحدود علم 1990، حيث ادى الى موجة عمليات في اسرائيل والاراضي المحتلة، وحدث عام 1996 عندما دشن النفق، وكذلك في الانتفاضة الثانية، التي سميت انتفاضة الاقصى، والتي اندلعت مباشرة يعد زيارة شارون، الذي كان رئيس المعارضة في حينه، الى المسجد الاقصى.

الحرم القدسي هو اكثر من القدس نفسها، يشكل بتعبير "هارتس" مغناطيس تطرف ديني، من الطرفين الذين يتصارعان للسيطرة عليه اليوم والقلقين من الاضظرار الى تقاسم السيادة عليه في تسوية سياسية قادمة.

"هارتس" تعدد سلسلة احداث وقعت، في الاشهرالاخيرة، في الحرم، مشيرة الى انه لايمر يومدون وقوع حدث داخل الحرم، او  مرتبط به ولافتة الى وجود عشرات المنظمات اليهودية التي تعمل تحت قيادة مشتركة، هي "قيادة حركات المعبد"، ناهيك عن تحول الحرم الى قلب النشاط السياسي لما يسمى بالصهيونية الدينية واقسام كبيرة من القوس السياسي الاسرائيلي.

ورغم ان تغير علاقة الصهيونية الدينية بالحرم القدسي ليست ظاهرة جديدة، حيث ينتقل بشكل بطيئ من الهوامش الى مركز الخارطة السياسية، بين مرتدي "الكيبا" ولكن في الكنيست الحالية وفي الحكومة الحالية هناك لوبي سياسي نشط وجدي، ومن بين اعضاء الكنيست الذين يدفعون باتجاهت غيير الوضع القائم، النائبة عن الليكود ميري ريغف، نائب الوزير الليكودي زئيف الكين، وزير الاسكان اوري ارييل، نائب وزير الامن داني دانون من الليكود، موشيه فايغلين وعضوتي الكنيست شولي معلم واييلت شكيد من البيت اليهودي.

ويتمحور نشاط هذا اللوبي حول تغيير الوضع القائم، بأن الحرم القدسي هو مكان صلاة للمسلمين فقط، والسماح لليهود بالصلاة فيه، مستندين الى قرار للمحكمة العليا الاسرائيلية يسمح للليهود بالصلاة ويودع الصلاحية بايدي قائد الشرطة ليقرر السماح بذلك اذا لم يكن هنالك خطر لنشوب اعمال عنف.

     وفي محاولة للالتفاف على هذا القرار، لا تكتفي المجموعات اليمينية بكسر هذا القرار واقتحام الحرم بشكل استفزازي، في كثير من الاحيان، بل تضع خططا تمهد لتقاسم الزمان والمكان في الحرم، ابتداء من تخصيص ساعات معينة الى تخصيص مكان لصلاة اليهود، بالقرب من باب الرحمة، وصولا الى تقاسم الحرم فعليا،على غرار ما هو حاصل في الحرن الابراهيمي في الخليل.

"هارتس" ورغم انها ترجح  ان يقوم مكتب رئيس الحكومة، والشرطة و"الشاباك"، بقطع الطريق على هذه المخططات الا انها تلفت الى صعوبة تقدير كيفية تعامل الجانب الاخر مع هذه المبادرات، وتشير الى الاهتمام البالغ الذي يوليه الاعلام الفلسطيني لنشاط المنظمات اليهودية في هذا المجال.