خبر الرأفة باطفال الروضة- هآرتس

الساعة 10:19 ص|30 أكتوبر 2013

الرأفة باطفال الروضة- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

سافر وزير التعليم شاي بيرون الى جولة في معسكرات الابادة في بولندا لاحياء الذكرى الـ 25 لجولات المنظمة التي يجريها تلاميذ الثانوية في هذه المعسكرات. وفي أثناء الجولة نشرت وزارة التعليم بيانا جاء فيه ان بيرون سيعمد الى اعداد منهاج تعليمي جديد يلزم بتعليم الكارثة من سن الروضة وحتى الثانوية.

 

الأمر واجب الواقع، ذلك لان بحثا أجري بين المعلمين والتلاميذ في الصفوف السابع حتى الثاني عشر ونشر في 2010 يظهر أن العديد من المعلمين طلبوا الحصول على تأهيل في مجال تعليم الكارثة التي لا تعلم حاليا بشكل مرتب الا في اطار دروس التاريخ في الصفين الحادي عشر والثاني عشر. وفي تقرير مراقب الدولة من العام 2009 جاء أن "تعليم الكارثة في الصفوف العليا بدأ دون أن تحدد الوزارة لذلك أهدافا تربوية، دون منهاج تعليمي محدد ودون كتب تعليم".

 

ومع ذلك، غير قليل من الباحثين يشكون في الحاجة الى تعريض الاطفال في سن غضة لحدث فظيع كالكارثة، وكذا في مدى قدرتهم على احتمال الحمل العاطفي الذي ينطوي عليه ذلك. يكفي أن يتعرض هؤلاء الاطفال الى الموضوع في اثناء السنة كلها – ولا سيما حول يوم الكارثة والبطولة حين تطلق الصافر – ليس هناك ما يبرر القاء عبء اضافي عليهم. ليس غنيا عن التوقع من وزارة التعليم ان تحمي بالذات أطفال الروضة وتمنع تعريضهم لما سيطلعون عليه في سن ملائمة.

 

 

 

يمكن وينبغي تعلم الكارثة في صفوف اعلى، في ظل التشديد على القيم الكونية، الانسانية والصهيونية. بالمقابل فان تعريض الاطفال في سن صغيرة لتعلم الكارثة – والذي يستمر بعد ذلك في عدد لا يحصى من الطقوس والصافرات والرحلات المنظمة لمعسكرات الابادة – هو خطوة خطيرة من شأنه أن يغرس فيهم وعي الضحية ويسلل اليهم الاحساس بانهم يتعرضون دوما لخطر الابادة.

 

تستخدم الكارثة اليوم كنقطة اهتمام مركزية في تصريحات العديد من السياسيين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء، وهي ترتبط على اساس شبه يومي بوضع دولة اسرائيل. من خطابات بنيامين نتنياهو في المحافل الدولية يمكن الاستنتاج بان السنة هي دائما 1938، وان اسرائيل توجد دائما في خطر الابادة.

 

الكارثة هي الحدث الافظع في تاريخ الانسانية، ولكن لا صلة لها بالوضع الامني لاسرائيل اليوم. ينبغي حفظ وتقدير ذكرى ضحاياها، ولكن محظور خلطها بالحليب الذي يشربه الاطفال. لكل طفل في اسرائيل الحق في ان يعيش حياة عديمة الصدمات الجماعية وان يواجهها عندما يكون جاهزا لذلك.