تقرير « الشقاقي » نقطة تحول حقيقية و خسارة للمشروع الإسلامي و « الجهاد »

الساعة 05:02 م|26 أكتوبر 2013

رام الله - خاص

في ذكرى الـ 18 لإستشهاد المؤسس و المعلم فتحي الشقاقي، الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، يتسلط الضوء على هذه الحركة التي تميزت بفعلها الكبير بالرغم من حجم كوادرها و مناصريها مقارنة بالحركات الكبرى على الساحة الفلسطينية.

هذه النجاحات للحركة و التي استمرت منذ تأسيسها و حتى الأن كرأس حربة للمقاومة الفلسطينية وشوكة في حلق الإحتلال الذي لاحق كوادره و مؤسسه بالقتل و الاعتقال و المطاردة، كان أخرهم الشهيد محمد العاصي و الذي سقط قبل أيام بعد مطاردة لأكثر من عام، تلقي الدور على الحركة حاليا، و مدى تأثرها بالمتغيرات على الساحة الفلسطينية وتأثير استشهاد مؤسسها.

حول ذلك يقول البروفسور عبد الستار قاسم أن الحركة لم تخسر بريقها، على العكس دورها في تصاعد مستمر و هذا ما كان واضحا خلال الحرب على القطاع في العام 2012 فكمية الصواريخ التي تم إطلاقها على إسرائيل كانت أكثر من 500 صاروخ و هذا الدور الكبير يؤكد قدرتها على التجنيد و خاصة في غزة و التي تطورت في الفترة الأخيرة بصورة كبيرة.

و تابع قاسم في تصريحات خاصة لفلسطين اليوم:"رغم ذلك تبقى الحركة محاصرة في الضفة و ذلك نظرا للظروف المحيطة و عددها المحدود، ناصحا إياها بعدم التصرف كالفصائل الأخرى، و أن تكسب ود الشارع الفلسطيني أكثر من خلال الالتزام بالسلاح الشريف الموجه للإحتلال.

و قال قاسم أن الجهاد الإسلامي مؤخرا تحظى بدور كبير و دعم كبير و هذا يعني أن الحركة ستكسب مزيدا من التأييد و القوة مستقبلا.

و حول إستشهاد أمينها العام، قال قاسم:" كل حركة تخسر بإستشهاد أمينها العام، و لكن في حاله الجهاد و رغم خسارتها القوية كانت هناك كوادر و قادرة استطاعت استلام القيادة جيدا، و عبد الله مضان شلح قائدا ناجح وخير خلف للشقاقي.

من جهته قال القيادي طارق قعدان في الجهاد الإسلامي أن الحركة مرت بإنعطافة خطيرة حين إستشهاد أمينها العام ومؤسسها الدكتور فتحي الشقاقي، فإن خسارة الشقاقي نقطة تحول حقيقية و خسارة فادحة جدا للمشروع الإسلامي و لحركة الجهاد الإسلامي.

و تابع قعدان في حديث لفلسطين اليوم:" بتوفيق الله سبحانه و تعالي و ببركة دماء الشهيد أبو إبراهيم، انتقلت حركة الجهاد الإسلامي لتدب في أوصالها، مظاهر و أمارات العافية و الحيوية و التطور، هذا التحول النوعي قاد حركة الجهاد الإسلامي، فميزة روح الإيثار و العطار و التفاني في هذه الفكرة و الطليعة العميقة و التيار الإسلامي التجديدي الأصولي الكبير".

فإذا كان مؤسسة أبو إبراهيم الذي نادى و بشر بملامح هذا التيار و ضحى من أجله فيا مرحبا بالشهادة في سبيل الله، و أصبح هذا التنظيم الشبابي المعطاء الذي يمتاز بالتفاني و العطاء في سبيل الجهاد و الإسلامي و القضية الفلسطينية، أصبح بمقدوره أن يتنافس أبنائه على الشهادة و العطاء و ينذروا أرواحهم في سبيل هذا المشروع.

و أكد قعدان على أن هناك نسبه عالية من التأييد للحركة، فالجهاد الإسلامي أبنائها جاهزون دائما للعطاء و المثابرة في درب العطاء، كما أنهم لم ينافسوا أحد على سلطة، و لم يقاتلوا أحد على سلطة ولم يشرعوا أسلحتهم في وجه أبناء شعبهم وبقي سلاحهم طاهرا مقدسا مصوبا نحو الإحتلال.

وحول ما خلفه الشقاقي لإبناءه قال قعدان:" تركه الشقاقي هو هذا الفكر و الإرث و التحليل الواعي لطبيعة الصراع و أدوات الصراع و كيف نواجه الصراع و هذا التحدي الغربي الصهيوني لأمتنا، الدكتور الشقاقي ترك فينا موروثا أخلاقيا و منظومة قيم و فكر خلاقا مستنيرا هو زادنا و قوتنا و الذي يعطينا الأمل".

و من المحطات المضيئة في تاريخ الحركة مؤخرا، و التي زادت في تأييدا في الشارع الفلسطيني بحسب ما يقول قعدان، هيى الإضرابات التي خاض غمارها أبناء الجهاد الإسلامي، بدءا بالشيخ المجاهد خضر عدنان و انتهاءا في أكرم الفسيسي و الذي بدء إضرابه مؤخرا.

هذه الإضرابات التي قادتها الأسيرة عطاف عليان وهو ما قاد إلى تحرر كبير و نضوج كبير في قدرة الإضرابات، حيث برهن أبناء الجهاد الإسلامي المرة تلو المرة على أنهم تفوقوا على المراحل كلها، و نحت و أشتقاق أساليب و مبدعة من النضال لا يقوى الإحتلال على مواجهتها.

و أكد قعدان على أن هذه الأحداث و المفردات النضالية المتلاحقة أثبتت من جديد أن أبناء الجهاد الإسلامي يمتازون بروحية و تعداد النضال و العطاء بلا حدود، فلا يحدهم حد و لا يسقفهم سقف، وهو ما سيثمر تأييدا و نصرة و أمتدادا، و إنتشارا لسيف الجهاد الإسلامي المشرع.