خبر الأحمد يُعلق على خطاب « هنية » وينتقد « أبو مرزوق »

الساعة 11:23 ص|26 أكتوبر 2013

رام الله

قال عضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح'، مسؤول ملف الحوار الوطني عزام الأحمد، إن الرئيس محمود عباس، وحركة 'فتح' ومنظمة التحرير الفلسطينية، 'قدموا الكثير من أجل إنجاز المصالحة وطي صفحة الانقسام البغيض الذي دفع شعبنا وقضيتنا ثمنا باهظا له'.

وأشار إلى أن التاريخ لم يشهد حالة تقوم من خلالها قوة سياسية بالسيطرة على جزء من الوطن وتقسمه، فما بالك إذا كان هذا الوطن يخضع للاحتلال.

وأكد الأحمد في سياق رده على تصريحات عضو المكتب السياسي لحركة 'حماس' موسى أبو مرزوق، أن المتغيرات التي حصلت في مصر بعد ثورة 30/6، لم تؤثر على موقف الرئيس وحركة فتح فيما يتعلق بإنجاز المصالحة.

وقال مخاطبا أبو مرزوق 'أنت اعترفت بأنني قمت شخصيا بالاتصال معك من أجل تنفيذ آخر اتفاق تم بيننا، والمتعلق بإنجاز تشكيل حكومة التوافق الوطني، وفق إعلان الدوحة والذي كان من المفترض أن ينفذ في موعد أقصاه 14 آب الماضي، ووعدت بالاتصال بعد ثلاث أيام من اتصالي وبادرت بعد ذلك بإطلاق تصريحات تتهم الرئيس وحركة 'فتح' بأنهم اختاروا المفاوضات وليس المصالحة'.

وأكد 'أن هذا افتراء على الحقيقة وتشويها لها ومحاولة مكشوفة للتهرب من الاتفاقات الموقعة لأن مبدأ المفاوضات، لا يتعارض إطلاقا مع مبدأ المصالحة، وربط 'حماس' بين كلا الأمرين ما هو إلا تهرب من استحقاقات المصالحة ورغبة منها في استمرار الانقسام وهذا ما اختارته 'حماس' في حينه'.

وشدد على أن حركة 'فتح' لم تقل أن 'حماس' في مأزق بالرغم من كل ما قيل وما كتب فلسطينيا وعربيا ودوليا عن ذلك.

وفيما يتعلق بما قاله أبو مرزوق عن مبعوثين ذهبا لغزة، قال الأحمد 'إن أيا منهما لم يكن مبعوثا مكلفا من قبل الرئيس محمود عباس، ووجودهم في غزة كان أمرا طبيعيا ولمهمات لها علاقة بطبيعة عملهم، والرئيس بحكم مسؤولياته لا يمانع بل ويشجع الجميع لمحاولة تقريب وجهات النظر'، مضيفا أن غازي حمد اتصل والتقى بهم ونحن نعلم جيدا أنه غير مخول من قيادة حماس.

وتابع 'أن عددا من هؤلاء الإخوة نقل أفكارا من إسماعيل هنية للرئيس لكنها لم تكن تحمل أي جديد، وطلب الرئيس من أحدهم في آخر زيارة له لغزة بأنه إذا كان هنالك شيء جديد فليكتبه لي هنية، وإذا كان إيجابيا بعد 6 ساعات سيصل عزام الأحمد المخول بهذا الملف إلى غزة لإعلان الاتفاق'.

وأضاف الأحمد 'أن حماس بدل أن تقوم بخطوات جوهرية لإنهاء الانقسام خرج علينا هنية باقتراح يدعوا فيه القوى والفصائل للمشاركة في إدارة غزة، وكأن غزة شيء وفلسطين شيء آخر، وهذا ما نرفضه وسنتصدى له لأن من شأنه إدامة الانقسام'.

وفيما يتعلق بالاتهامات التي سبقت حول تأثير موقف الولايات المتحدة من ملف المصالحة، ذَكر الأحمد الجميع بموقف أميركا الرافض لتوقيعنا على اتفاقية المصالحة (اتفاقية القاهرة) عام 2009، لكننا ذهبنا ووقعنا رغم ذلك، وأن الطرف الذي لم يوقع في حينه هي حماس وأخرت توقيعها حتى عام 2011، وبعد التوقيع على إعلان الدوحة بين الرئيس وخالد مشعل بادرت قيادات من حماس ومنهم أبو مرزوق وهنية ليعلنوا عن رفضهم لهذا الإعلان.

وفيما يتعلق بخطاب هنية، جدد الأحمد تأكيد موقف حركة فتح بأن هذا الخطاب (لم يأت بجديد) وهو تكرار لدعوته السابقة للفصائل للمشاركة في إدارة غزة، والقفز عن الأطر الشرعية الفلسطينية وفي مقدمتها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مؤكدا أنه لا شرعية في الساحة الفلسطينية إلا شرعية واحدة وحكومة واحدة ورئيس واحد وقانون واحد؛ وما دون ذلك فهو خارج الأطر الشرعية مهما كانت صفاته.

وقال 'إننا لسنا بحاجة لحوارات جديدة بل المطلوب أن تمتلك حماس الإرادة لإنهاء الانقسام وتنفيذ ما اتفقنا عليه حرفيا من خلال تشكيل حكومة توافق وطني برئاسة الرئيس محمود عباس، ومن كفاءات وطنية مستقلة وتحديد موعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، وأي حديث آخر هو عبث وتقليد للطريقة الإسرائيلية في المفاوضات (مفاوضات من أجل المفاوضات)، ويبدو أن البعض في الساحة الفلسطينية يريد أن يكون الحوار من أجل الحوار'.

وأضاف الأحمد 'أنه لا يوجد شيء اسمه (إطار قيادي مؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية) بل هناك لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية وفق إعلان القاهرة 2005 من أجل إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، لفتح الطريق أمام مشاركة حماس والجهاد الإسلامي في المنظمة ولإعادة تشكيل كافة الأطر القيادية على ضوء ذلك'.

ورداً على مطالبة أبو مرزوق للرئيس (بالخروج عن صمته)، أكد الأحمد أن الرئيس عندما يتحدث عن المصالحة فإنه لا يتحدث باسمه الشخصي وإنما يتحدث باسم الرئيس وقيادة حركة فتح ممثلة باللجنة المركزية باعتباره مفوضا منهم بتحمل مسؤولية هذا الملف.

وقال الأحمد مخاطباً أبو مرزوق 'إذا ما زلت قائما على ملف المصالحة والحوار من قبل حركة 'حماس' فأنا ومنذ اتصالي الأخير معكم ما زلت على استعدادي للقاء والبحث في كيفية تنفيذ الاتفاقات الموقعة وفق جدول زمني محدد، وبدون أي اجتهادات جديدة، ولنكف عن تحويل قضية المصالحة إلى ملهاة يعبث بها العابثون الذين لا يريدون الخير لشعبنا'.