تقرير الاهتمام الكبير بالمرأة في فكر الشقاقي وثقافته

الساعة 04:34 م|25 أكتوبر 2013

غزة

بالرغم من اهتمام الشهيد القائد "فتحي الشقاقي" بالمقاومة والجهاد كخيار وحيد للدفاع عن القضية الفلسطينية, ولكنه لم يتوانى لبره من الزمن من ايلاء المرأة مكانة خاصة في أحاديثه وأقواله وأفعاله, التي ترجمها على أرض الواقع من خلال مطالبته المستمرة لها بالقيام بدورها تجاه دينها ووطنها ومجتمعها، وكذلك تحدثه المستمر عن المرأة الفلسطينية الشهيدة وزوجة الشهيد وأمه، وصبرها وصمودها وبطولاتها الممتدة من التضحيات ومقاسمتها للرجل المعاناة عبر سنوات النضال المختلفة.

كان الشهيد "الشقاقي" يؤمن بدور المرأة المسلمة وأهميتها في توعية وتربية جيل قرآني يحمل همّ القضية الفلسطينية ويدافع عن مسرى( رسول الله صلى الله عليه وسلم), وكان حريصا على تربية المرأة وتنشئة أمهات قادرات على حمل المسؤولية من خلال عقد الندوات الأسبوعية في منزله.

ومن أقواله التي تجسد دور المرأة الهام "إن المرأة المسلمة هي أهم تيارات الحركة الإسلامية المعاصرة ونحو مزيداً من الوعي لمشكلاتها ودورها، ونؤكد على دور المرأة الهام، بل نطالب الأخت المسلمة أن تقوم بدورها تجاه دينها ووطنها ومجتمعها وأن تنفض غبار الجهل عن العقول التي طالما اعتقدت أن الإسلام جاء ليعتقل طاقات المرأة وليدمرها وليحولها فقط إلى امرأة تكون وسيلة هدم في المجتمع، و على الأخت المسلمة اليوم أن تصرخ في وجه أولئك المهزومين فكرياً وتقول أن لا عزة ولا كرامة إلا بالإسلام.

قالت الأسيرة المحررة أم محمود الزق" إن الكلمات تعجز عن وصف الشهيد أبا إبراهيم وفكره ونهجه المقاوم ووعيه الذي لا مثيل له, فهو معلم وقائد كبير, فكان رجلا في زمن عزت فيه الرجولة، وبرحيله فقدت القضية الفلسطينية شخصا مدافعا قويا عن حقوق الشعب الفلسطيني".

وتضيف المحررة الزق في حديثها لـ"الاستقلال" أبا إبراهيم ترك الرسالة للأجيال القادمة من بعده والذين ستنجبهم النساء المتمسكات بالدين الإسلامي, لحمل الأمانة وهي تحرير الأسرى والمسرى والوطن الحر بأكمله ".

بصمة قوية وفاعلة

 

وأشارت الزق إلى أن "الشقاقي" أعطى المرأة مساحة واسعة من فكره الممتد من جذور أصيلة للإسلام واهتم بها طوال حياته من خلال ندواته وخطاباته, بحثه على أن تكون لها بصمة قوية وفاعلة على أرض الواقع , وتربية أبنائها على الانتماء الصادق للدين الإسلامي وتطبيق تعاليمه, وتربيتهم على الجهاد ضد أعداء المسلمين وقضية فلسطين.

وعبرت الزق عن أسفها من ظلم المجتمع اليوم للمرأة لان الفكر الإسلامي الذي حمله "الشقاقي" ودونه في كتبه ومجلداته وتحدث عنه مغيب اليوم، والمرأة أصبحت مضطهدة بسبب النظرة الخاطئة التي ينظرها البعض لها ولدورها الحقيقي، في حين أن مثيلتها في المجتمعات الأخرى بدأت تشق طريقها نحو المشاركة الحقيقة التي كفلها لها الإسلام، بل وصلت إلى مراكز صنع القرار في العالم.

الاهتمام المادي والمعنوي

 

"لم تلده أم حتى الآن ولن يمر بعصر أو بتاريخ على حركة الجهاد مثل الدكتور المعلم أبا إبراهيم , فكان إنسانا متواضعا مجاهدا, يهتم بأمور المسلمين والوطن وحمل الدين والجهاد فكراً يمتد من ينبوع القرآن والسنة", بهذه الكلمات بدأت الخمسينية رضا المشوخي حديثها عن سيرة  "الشقاقي"الحافلة بمحطات اهتمام طويلة بقضايا المجتمع بأسرها وخاصة قضية المرأة الفلسطينية, مضيفة" أولي الشقاقي اهتماما كبيرا للمرأة معنويا وماديا,حيث كان يقف بجانبها كما الرجل, ولم يفرق بينهما في أمور الجهاد والكفاح والعلم والتنشئة الإسلامية".

وأكدت المشوخي في حديثها "الاستقلال" الدكتور الشقاقي ساند المرأة وعمل على تقويتها ماديا من خلال بناء مؤسسات رياض الأطفال على مستوى القطاع ومصانع الخياطة, وساندها معنويا من خلال كلماته المتعددة كقوله المرأة "تعد العمود الفقري للرجل", ومستشهدا دائما بالمقولة الشهيرة "وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة تساعده على أمور الحياة والجهاد".

الانبهار بفكرة

 

بدورها، قالت أم محمود عابد التي عاصرت الشهيد "الشقاقي" في حياته " إنني انبهرت كثيرا بشخصية المفكر الإسلامي الشقاقي, من خلال قراءة مؤلفاته كما أحببت كل ما قال وما فعل، ولكننني انبهرت أكثر فأكثر عندما تعاملت معه أثناء سفري للأردن والتقرب من فكره والنهل من علمه الذي لا ينضب".

وأضافت عابد في حديثها لـ"الاستقلال " يوم استشهاده كان صعبا للغاية على, فتأثرت برحيله كثيرا , رغم فقداني أخي الذي استشهد من قبله, لكن لم أصادف حزنا وآلما مثل ذاك اليوم"، مشيرة إلى أن فلسطين والأمتين العربية والإسلامية فقدتا اليوم رجلا كالشقاقي، كيف لا وهو الأب الحنون الذي احتضن هذه الحركة الإسلامية لكنه رغم ذلك فهو باق في ذاكرتها بفكره وكتبه ونهجه.

ولفتت إلى أن الدكتور الشقاقي أينما حل وتواجد كان يتعامل مع الناس بتواضع , فلم يبخل على أحدهم بمد يد المساعدة له حين طلبه.

ويصادف يوم السادس والعشرين من أكتوبر الحالي الذكري الثامنة عشر لاستشهاد القائد والمعلم فتحي إبراهيم الشقاقي, مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين,حيث اغتاله الموساد الصهيوني في جزيرة "مالطا".