خبر من الافضل متأخر - يديعوت

الساعة 12:02 م|21 أكتوبر 2013

ترجمة خاصة

من الافضل متأخر - يديعوت

بقلم: سيفر بلوتسكر

 (المضمون: كل المنتقدين لـ د. كرنيت بلوغ اليوم مدعوون لان يقرأوا بتمعن اقوالها هذه والا يخطئوا في مظهرها الرقيق والهش. العامود الفقري للمحافظة الجديدة لبنك اسرائيل، قوي جدا. خذوا رجاء بحسبانكم: فهي نمرة بشكل غزال" - المصدر).

من الافضل متأخر على الا يكون ابدا – هكذا يمكننا ان نجمل احدى القضايا المضنية التي شهدناها: قضية تعيين د. كرنيت بلوغ محافظا، أي المحافظة، الجديدة لبنك اسرائيل. أي محافظة ستكون د. بلوغ؟ محافظة مهنية، مستقلة، غير قابلة للضغط، غير متزلفة للشعب، غير متعالية، غير مرتجلة، تقيم سياسة بنك اسرائيل على الحقائق وليس على الشعارات. في نهاية مقابلة رأس السنة التي منحتها لـ "يديعوت احرونوت" – المقابلة الوحيدة التي اعطتها في الاشهر الاخيرة – سألتها ماذا سيكون رد فعلها اذا كان بعد كل شيء، بعد أن ييأس من مرشحين آخرين، يتوجه اليها بنيامين نتنياهو باقتراح ان تكون محافظة بنك اسرائيل. رشفة لاحت في عينيها وشفتيها وكادت تفلت الرد العاطفي اللازم: فلينسى هذا، بعد ان رفضني كمحافظة المرة تلو الاخرى، دون أي سبب.

غير أن د. بلوغ كبحت جماح نفسها في تلك اللحظ، تغلبت على العصف الوجداني، وفي لحظة توصلت الى الاستنتاج بانها لا يمكنها أن تسمح لنفسها ان ترفض طلب رئيس الوزراء – حتى وان كان مس بها في سلوكه. لا يمكنها أن ترفض لان الكثير من الناس يريدونها على رأس بنك اسرائيل ويعلقون عليها الامال. لا يمكنها ان ترفض لانه لا يمكن لاي اقتصادي – او اقتصادية – اسرائيلي مسؤول ان يكون من حقه رفض الاقتراح بان يشغل منصب المحافظ في لحظات حرجة لاقتصاد الدولة بسبب شعور بالاهانة الشخصية. وعليه، وخلافا للاحساس الغريزي الاولي لديها، قالت لي. د. بلوغ: "اذا توجه لي رئيس الوزراء، فاني سافكر بالعرض. رغم كل شيء. كنت سأفكر فيه".

كانت هذه د. بلوغ في افضل مزاياها: لا تقع في الفخ الوجداني، تفكر بالامور بوزن العقل، ترى الاساس وتستعد للتجاهل التافه. لقد عينت د. بلوغ محافظة لبنك اسرائيل بفضل مؤهلاتها وقدراتها، ولكن ذاك الجواب الموضوعي غير الحماسي الذي اعدته في المقابلة التي كانت مخصصة للنشر في موعد بدا في حينه كيوم اخير لولايتها كمحافظة بالوكالة لبنك اسرائيل، ابقت مفتوحا الباب للتغيير في موقف نتنياهو تجاهها. بيبي قرأ وتأثر: ها هي امرأة ذات رأي ومستقلة تفضل مصلحة الاقتصاد على كبريائها الشخصي. وعلى الرغم من ذلك، استغرقه عدة اسابيع اخرى للتغلب على نفوره السابق منها، والمخاطرة بهزء الرأي العام كي يخرج من القوة الى الفعل النية التي نضجت فيه لان يعين رغم ذلك د. بلوغ محافظة.

وها هي الحقيقة: نتنياهو غير رأيه وبدأ يتبنى فكرة تعيين د. بلوغ قبل نحو شهر. كان في حينه لا يزال يتطلع الى أمريكا على أمل ان يجد هناك بروفيسور رائع ما يحل في المكان الدولي للبروفيسور ستانلي فيشر، ولكنه اساسا طلب من مساعديه ومستشاريه ان يعرفوا ماذا سيكون رد فعل الجمهور والاعلام على التغيير في موقفه. وقد بحث عن تفسير مقنع للتغيير. في 1 تشرين الاول كتبت في "يديعوت احرونوت": "رئيس الوزراء يمكنه أن يستند الى نجاحات د. بلوغ في اداء منصب المحافظة كي ينزل عن رفضه وان يشرح التغيير في رأيه فيها. سيكون هذا ايضا تفسير حقيقي".

وهكذا فعل هو ايضا. في هذه المناسبة، علم نتنياهو وزير المالية يئير لبيد فصلين في نظرية التلاعب السياسي: مرة حين استخدم الفيتو ضد د. بلوغ ومرة اخرى حين نزعه دون أن يبلغ لبيد. في نهاية المطاف بيبي هو الذي عين د. بلوغ محافظة، رغم انه منذ منتصف نيسان (وقبل نصف سنة!) قال وزير المالية ان د. بلوغ هي خياره للمنصب. في نهاية نيسان التقى لبيد مع د. بلوغ وتعزز استعداده لاختيارها. غير أن نتنياهو قاده من الانف – ولبيد لم يصر على رأيه.

في خطاب اعتزاله اوصى البروفيسور فيشر بتعيين د. بلوغ محافظة. واكل قلبه من شدة الاسى والغضب عندما ساءت حالة عملية التعيين. ولكن يخطىء من يرى في د. بلوغ نسخة نسوية عن البروفيسور فيشر. فهي ستطبع البنك بخاتمها المميز. وهي لن تتردد في ان تعرب عن رأي غير شعبي في المسائل موضع الخلاف، مثلما فعلت في مقابلة رأس السنة تلك في "يديعوت احرونوت". هكذا قالت د. بلوغ عن الضريبة: "لا يمكننا أن نحسن الخدمات للمواطن اذا لم نرفع الضرائب"، "من يريد تعليما وصحة عاميين بجودة عالية، يجب ان يكون مستعدا لان يدفع مقابلهما بضرائب عالية".

وعن الخطاب الاقتصادي: "أنا بالتأكيد قلقة من التطرف والديماغوجيا اللذين سيطرا على الخطاب الاقتصادي. يتعاظم فيه ميل الى الحماسة. صعب أكثر فأكثر اجراء بحث اقتصادي مهني في البدائل. يرون كل شيء بالاسود – الابيض"، "الحسابات التي بموجبها المالية تخسر ظاهرا مليارات الشواكل في السنة بسبب قانون تشجيع الاستثمار تعتمد على فرضيات مدحوضة وغير صحيحة".

وعن ضائقة السكن: "لا يمكنني القول انه توجد فقاعة في أسعار الشقق، لا يزال هناك نقص واضح في جانب العرض"، "بنك اسرائيل كان الراشد المسؤول في سوق السكن". "البنوك هادئة جدا في مجال قروض السكن".

وعلى الاحتجاج الاجتماعي: "سهل على الاقوياء تنظيم الاحتجاج"، "الطبقة الوسطى الاسرائيلية تحافظ على مكانها وقوتها وكمجموعة ليس لها ما تشكو منه". "في السنوات الاخيرة الفقر يتسع ليشمل عائلات عاملة".

وعن الفقر: "تقليص مخصصات الاولاد كان شرا لا بد منه، وليس مدعاة للفخار"، "الفقر أصبح مشكلة استراتيجية بالنسبة لدولة اسرائيل".

كل المنتقدين لـ د. كرنيت بلوغ اليوم مدعوون لان يقرأوا بتمعن اقوالها هذه والا يخطئوا في مظهرها الرقيق والهش. العامود الفقري للمحافظة الجديدة لبنك اسرائيل، قوي جدا. خذوا رجاء بحسبانكم: فهي نمرة بشكل غزال".