خبر خطاب وطني ينتظر رداً وطنياً.. عماد الافرنجي

الساعة 07:19 ص|20 أكتوبر 2013

تميز خطاب رئيس الوزراء إسماعيل هنية أمس بالهدوء والثقة والشمولية، ويمكن وصفه بالخطاب الوطني المسؤول الذي جاء في مرحلة اتسمت بالملابسات والاتهامات والتشويه وحرف البوصلة.

ويلحظ المراقب بوضوح أن هنية تحدث بلغة وطنية شفافة بعيدة عن التوتر والتشنج، أو الشعور بالضغط أو الأزمة نتيجة التغيرات في الإقليم، ورفضه لأي ابتزاز وتمسكه بالقضايا الوطنية الكبرى التي تمثل الثوابت.. القدس والأسرى وتحرير الأرض، وركز على اللاجئين وضرورة التعاون بين الجميع لتخفيف معاناتهم والوقوف إلى جانبهم، وأعلن استعداده لاستقبال اللاجئين الهاربين من جحيم الحرب السورية في غزة المحاصرة!!.

الخطاب لم يكن خبريًا، بل أوضح مواقف حماس وسياساتها الاستراتيجية التي لم تتغير، وانحيازها للمبادئ لا المصالح- وهو ما دفعت ثمنه غاليًا جدًا، وأعجبني الرجل في ثقاته الستة وهي الثقة بالله أولًا، ثم بشعبنا والمقاومة والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم وأخيرا الثقة بحماس ومشروعها الوطني الجهادي، ووحدتها وتماسكها القيادي والتحامها الجماهيري، وتمسكها بالمقاومة خيارًا استراتيجيًا للتحرير.

تجاوزت حماس في خطاب نائب رئيس مكتبها السياسي كل الخلافات والأزمات على الساحة الفلسطينية وأطلقت نداءات ودعوات عدة من أجل إنقاذ الوطن، وخاصة ما يتهدد القدس والأسرى وعودة اللاجئين، وضرورة إنهاء الانقسام.

لا أستطيع في تعليق صغير التطرق لكل القضايا في الخطاب، لكن استوقفني حديثه عن المصالحة عندما حدد خطوات عملية لتحقيقها تبدأ بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتحديد موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني وتوفير الأجواء الداخلية والحريات العامة، ودعا الرئيس أبو مازن إلى سرعة تشكيل الحكومة.

ودعا إلى تفعيل الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير إلى حين إجراء انتخابات المجلس الوطني واللجنة التنفيذية للمنظمة، علمًا بأن صاحب قرار دعوة الإطار القيادي هو الرئيس أبو مازن، كما دعا إلى التفاهم والتوافق على البرنامج الوطني وإدارة القرار السياسي الفلسطيني لمواجهة الاحتلال.

بالعناصر السابقة وضع هنية النقاط على الحروف، وجذر أساس المصالحة وهي تحقيق الشراكة الوطنية، أليس سبب الانقسام هو رفض وانقلاب حركة فتح على نتائج الانتخابات التشريعية ورفضها للشراكة؟!!.

فتح وحماس ليستا بحاجة إلى اتفاقات جديدة بل الشروع الفعلي بتنفيذ دقيق وأمين لما اتفق عليه وبنية صادقة وإرادة صلبة بعيدًا عن الضغوط الدولية، وتنفيذ الاتفاقات الموقعة من الطرفين رزمة واحدة دون انتقائية حتى نستطيع كفلسطينيين القناعة والثقة أن ممثلنا منظمة التحرير تضم الكل الوطني الفلسطيني.

إن إعادة بناء المنظمة لتعبر عن جميع الشعب الفلسطيني وتوافق الكل الفلسطيني على برنامج وطني واحد وشامل يعني الشراكة الوطنية بامتياز وقبول وتفهم الآخر، وتفسح المجال بقوة لنتفرغ جميعا لإدارة المعركة مع الاحتلال ومجابهته، والتصدي لجرائمه العدوانية ضد شعبنا وأرضنا وأسرانا ومقدساتنا بكل الوسائل المتاحة.

بتقديري إن الأمور أصبحت واضحة وبقوة لمن أراد تحقيق مشروع التحرر الوطني الذي يبدأ بتنفيذ المصالحة بشراكة وطنية ورزمة كاملة، وبناء عليه فإن الكرة الآن في ملعب الرئيس وحركة فتح بالتجاوب مع متطلبات المصالحة والذهاب نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية متزامنًا مع تحديد مواعيد الانتخابات وتفعيل الإطار القيادي المؤقت للمنظمة، فهل نرى تجاوبًا من الرئيس وحركة فتح يقفز عن المصالح الحزبية والعلاقة مع الاحتلال من أجل تحقيق المصالحة وإنقاذ الوطن والمقدسات؟؟.. هذا ما ستكشفه قابل الأيام!!.