خبر الشارع الفلسطيني يغلي.. اسرائيل اليوم.. بقلم: دان مرغليت

الساعة 05:19 م|18 أكتوبر 2013

(المضمون: القليل الذي يمكن قوله هو انه يحتمل أن يكون تحرير السجناء الامنيين يوقظ الارهاب من سباته، حاليا بحجوم جزئية - المصدر).

 

تسلل مخرب فلسطيني يقود جرافة أمس الى معسكر للجيش الاسرائيلي قرب رام الله فاطلقت النار عليه. مبادرة شخصية، خطوة خاصة، وربما مجرد جنون. من قبل قتل فلسطينيون اسرائيليا سكن في بيت بعيد في غور الاردن. واعتقلت المخابرات مشبوهين ويبدو أنها تبحث عن مساعدين آخرين، والكثيرون ينشغلون في مسألة ذات أهمية هامشية – هل الدافع جنائي أم قومي. ويحتمل أن يكون العاملين تسببا بالفعلة الفظيعة.

 

قناص أطلق النار من مسافة بعيدة على جندي كان في وردية حراسته في الخليل. أطلق النار وفر. حاليا. طفلة اطلقت النار عليها أو طعنت على شرفة بيتها في مستوطنة. ومن يدري اذا كان هذا قاتلا ام سارقا؟ ماكث غير قانوني حرض رفيق عمل في مطعم في بات يام ليأتي معه الى قريته. يحتمل أن يكون أغواه بقصة هاذية عن كنز كبير. عملية قتل اخرى سجلت.

 

اسرائيل الرسمية تدعي بان الحديث لا يدور عن ارهاب مخطط له، وهذا صحيح. لا توجد مؤشرات على ان القيادة برئاسة ابو مازن، التي تتخذ من المقاطعة في رام الله مقرا لها، قد صعدت على طريق سفك الدماء. وتستند انجازات ابو مازن في الساحة الدولية الى قلة أعمال القتل. فمن جهة لا يمكن تجاهل تكاثر عمليات الارهاب. لا يوجد خط ولكن يتراكم باستمرار مخزون النقاط التي تدل على اعمال العنف. ماذا يجري هنا؟

 

الحقيقة المزدوجة هي أنه منذ ترسخ مكانة ابو مازن الدولية، وتحقق خطوات بتحسين مستوى المعيشة في المناطق تحت حكم سلام فياض، خبا الارهاب لدرجة انتهائه. ولعدة سنوات برز تعاون امني اسرائيلي - فلسطين نشط للقضاء على شبكات الارهاب وهي في اجنتها، وبنجاح. ولا تبلغ اسرائيل عن تغيير في سلوك قوات الامن الفلسطينية، ولكن توجد مؤشرات على أنه يظهر انخفاض في مستوى تمسكهم بتقديم المساعدة في هذا المجال. يحتمل أن تكون صدرت تعليمات باننا نواصل، ولكن ليس بتميز. موقف خفي كهذا من القيادة الفلسطينية يلمح لاسرائيل بان استئناف الانتفاضة هو خيار للمستقبل. وان من يريد الحفاظ على الهدوء في مستواه الحالي يجمل به أن يتقدم في المفاوضات السياسية، التي يبدي فيها الطرفان بالفعل عدم اهتمام بايجاد حل وسط.

 

استنتاج مشابه يمكن استخلاصه من اتجاه آخر: صحيح أن اعمال الارهاب، التي سجلت في الاشهر الاخيرة، ليست مؤطرة. فهي ثمة افعال لافراد. ولكنها عندما تكون تغلي في الشارع الفلسطيني فانها تعكس الاستياء المتعاظم. وفي نهاية النهار فان الانتفاضتين لم تندلعا كنتيجة قرار من ياسر عرفات بل من استيقاظ الجمهور في ميدان المدينة وجره للقيادة لتبني العنف.

 

أبو مازن لن ينزلق الى انتفاضة حتى نهاية الاشهر التسعة من المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية برعاية الامريكيين. وهو سيحترم التزامه. ولكن افعالا فردية كهذه تعد التربة لاستئناف للعنف بالجملة. ومن جهة الاخرى لا يمكن لبنيامين نتنياهو أن يخرق التزامه بتحرير سجناء امنيين في سياق المفاوضات. القليل الذي يمكن قوله هو انه يحتمل أن يكون تحرير السجناء الامنيين يوقظ الارهاب من سباته، حاليا بحجوم جزئية.