تقرير هدنة بين الفرقاء في العيد‏

الساعة 08:06 ص|16 أكتوبر 2013

غزة-خاص

جاء العيد ليحمل في طياته أيام مباركة، تستقبل فيه العائلات المهنئين والمعايدين من كل حدب وصوب، فيوزعون العيدية ويأكلون الحلوى ويجتمعون على العزائم التي تُميز عيد الأضحى المبارك.

فالعيد يجمع ما تفرقه الأيام، فرغم اختلافات البعض، إلا أنهم يتفقون على أن هذا اليوم مبارك من عند الله تنتهي فيه الخصوم، معلنين هدنة معلقة بين الفرقاء في العيد, ولعل ابرز ما حدث المكالمة الهاتفية التي أجراها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بالرئيس محمود عباس مهنئًا بالعيد . 

اختلافات سياسية وأخرى اجتماعية تعصف بأبناء الشعب الفلسطيني، نتيجة الانقسام الحاصل بين حركتي فتح وحماس خَلَفَ العديد من المشكلات الاجتماعية، والفرقة بين أبناء الوطن، ناهيك عن مشكلات أخرى لأسباب عديدة، نتيجة الإغلاق والحصار الخانق على قطاع غزة.

الشاب مؤيد اللوح (31 عاماً) من مدينة غزة، أوضح أن ما يميز العيد أنه يجمع المتخاصمين حتى لو لفترة بسيطة، حيث يعتبر الكثيرون أن العيد فرصة سانحة للصلح وتناسي المشاكل العالقة بينهم كونها أيام مباركة.

وأضاف اللوح، أن الجميع في منطقته ينتهز فرصة العيد للتصالح فيما بينهم، خاصةً المنقسمون والذين دبت المشكلات بينهم نتيجة الخلاف حول "حماس وفتح"، وتكون بالفعل فرصة جيدة لهم.

أما المواطنة سعاد منصور، فتمنت أن يكون كل يوم عيد، نظراً للتسامح الذي يظهر عند الكثير من المواطنين، مشيرةً إلى أن الكثير من المواطنين يشكل العيد بالنسبة لهم فرصة سانحة للصلح فيما بينهم، والتزاور والمعايدة.

وأعربت عن أملها أن تنتهي الخصومات بين المواطنين، مطالبةً بضرورة العمل على رفع الحصار الخانق على قطاع غزة، باعتبار عامل أساسي لخنق المواطنين اقتصادياً الأمر الذي يرفع البطالة والفقر ويؤدي لمشكلات اجتماعية واقتصادية.

من ناحيته، أكد الشيخ الداعية سميح حجاج، في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الأصل، أن تكون المناسبات فرصة للصلح ونسيان الماضي، والوضع الطبيعي أن تزال العداوات والمشاحنات بين المواطنين، لكنه تأسف لأن اليوم لم تعد المناسبات تؤثر في العلاقات.

وأوضح الشيخ حجاج، أن سوء العلاقات وعدم تأثير المناسبات باتت خطر كبير يداهم ويؤثر في العلاقات يتطلب تغييرها، وأن تكون الأعياد فرصة مقصودة، حيث أن الله جعل المناسبات حكمة، كفرصة لنسيان وانتهاء الخصومات.

ودعا الشيخ حجاج، المواطنين للتزاور وصلة الأرحام ومقابلة الإساءة بالإحسان، والتعالي على عذاباتنا وجراحنا وآلامنا وأن نفرح بيوم العيد، برغم كل ما يتعرض لها شعبنا.

وتطرق الشيخ حجاج، لقضية العيدية، خاصةً في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، حيث رأى أن الكثير من المواطنين يحول الوضع الاقتصادي بينه وبين صلة الأرحام وزيارة الأقارب فيمتنع عنهم لسبب مالي وعدم قدرته على توفير العيدية، داعياً إلى عدم تكليف النفس بغير طاقتها