أشارت صحيفة معاريف اليوم الجمعة، أنه هناك بوادر أزمة تلوح في الافق بين رئيس الحكومة الاسرائيلية "بنيامين نتنياهو" ووزير ماليه "يائير لابيد"، عقب تصريحات للأخير قال فيها بانه لا يتوجب على "إسرائيل" الطلب من الفلسطينيين الاعتراف (بالدولة اليهودية) خلافاً لموقف نتنياهو، الذي رد على هذه التصريحات خلال محادثات مغلقة، قائلاً: أن لابيد يعبر عن مواقف اليسار وليس الحكومة.
واوضحت الصحيفة أن هذه التصريحات اثارت سخط نتنياهو الذي ربط خلال الجلسة المغلقة بين تصريحات لابيد ومسؤولة وفد المفاوضات الاسرائيلي "تسيفي ليفني"، مشيراً أنه في كل جولة مفاوضات يلح عليها من أجل تقديم طلب الاعتراف بإسرائيل أمام الفلسطينيين –كما ذكرت الصحيفة-.
الجدير بالذكر أن لابيد الذي يزور الولايات المتحدة في هذه الايام، قال خلال مقابلة أجراها الأربعاء الماضي مع القناة التلفزيونية الأمريكية "بلومبرغ"، قال إنه يريد أن تكون للفلسطينيين دولة.
وخلافًا لموقف نتنياهو، لا يظنّ أنه يجب اشتراط الاتفاق مع الفلسطينيين باعترافهم بـ(إسرائيل دولةً يهودية)، وقال: "لا أريد الزواج بهم، بل الطلاق المعقول. علينا أن نعطي الفلسطينيين دولة مستقلة، وتحديد حدودنا".
وأضاف: من جانب آخر، أخالف نتنياهو على المستويَين العام والشخصي، بأنني لا أظنّ أننا نحتاج أن يعترف الفلسطينيون بنا كدولة يهودية. لم يأتِ أبي من الغيتو في بودابست إلى حيفا لينال اعتراف أبي مازن. كل الفكرة خلف "إسرائيل"، حسب رأيي، هي أننا نعترف بأنفسنا. بعد ألفَي سنة من التبعيّة لشعوب أخرى، نحن الآن مستقلون ونحدّد قوانينا الخاصّة".
وشدّد لبيد في المقابلة على أنّ نتنياهو يدرك مواقفه في هذا الشأن، لكنه رفض تفصيل مواقفه حيال إنهاء النزاع لأنه لا ينوي المسّ بالمفاوضات الجارية حاليًّا. مع ذلك، كرّر لبيد أنه يرفض أيّ حل يشمل تقسيم القدس، وقدّر أنّ الفلسطينيين سيتنازلون عن مطالبهم في (العاصمة) الإسرائيلية.
وقال لبيد أيضًا إنه "يوافق نتنياهو الذي يريد دولة يهودية مع حقوق للأقليات، إلى جانب دولة فلسطينية. السبب الذي يجعلني أظنّ أنّ حل الدولتَين هو الحلّ الوحيد، هو أنه إن استمررنا في ممارسة السلطة على 3 أو 4 ملايين فلسطيني، فإنّ هوية دولة إسرائيل كدولة لليهود ستضمحلّ".
وأوضح لبيد استصعاب الطرفَين التوصّل إلى اتّفاق طوال سنوات بأنّ "الإسرائيليين والفلسطينيين يريدون أمرَين مختلفَين: يريد الفلسطينيون سلامًا وعدلًا، فيما يريد الإسرائيليون سلامًا وأمنًا".
وشدّد لبيد على كون الترتيبات الأمنية مع الفلسطينيين في إطار المفاوضات هي الأمر الأهم بالنسبة للإسرائيليين، حسب رأيه.
وقال لبيد إنّ "أحد الأمور الجيدة التي جرت للمفاوضات، وهو مهم جدًّا بالنسبة لي، وما كان ليحدث دونَ حزبي، هو أنّ ثمة توقعات منخفضة، ما يتيح للنقاشات التقدّم في مسار سرّي".
وأضاف:"يدخل الأشخاص إلى الغرفة، وما يبحثون عنه هو الثقة. الثقة هي أمر يجب بناؤه. في الوقت الذي نقوم فيه ببناء الثقة، علينا التأكُّد أنّ العالَم لن يُعيق العملية".