خبر أمهات الشهداء ضحية فاحشة الانقسام - بقلم : رأفت حمدونة

الساعة 10:06 ص|09 أكتوبر 2013

كمواطن فلسطينى قبل أى اعتبار وكأسير محرر أمضى فى السجون خمسة عشر عاماً متواصلة من أجل فلسطين وكرامة شعبى وبحيادية ونزاهة وبوطنية قبل أى اعتبار ، وقد أتحدث باسم كل المتضررين من فاحشة الانقسام السياسى ، نعم هذه الفاحشة التى دمرت مشروعنا الوطنى ، وشوهت صورتنا أمام العالم حتى الصديق منه ، وزرعت الحقد بين أبناء الأسرة والعائلة والشعب الذى اختلط دم أبناءه فى العمليات الموحدة واستطاع بنقاء تاريخه ونضالاته كسر شكيمة الاحتلال فى أكثر مشاريعه خطورة ، تلك الفاحشة التى اصطنعت وتغذت داخلياً وخارجياً واستمرت وبتنا جميعاً ضحاياها المنكوبين .

 

عجب عجاب أن نصل لما وصلنا إليه بارادتنا من جلد ذواتنا وعقاب أنفسنا فوق جلد المحتل وعقابه لنا ، وأتسائل ما ذنب كبارنا وأمهات الشهداء الذين حلموا بزيارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يعودوا لبيوتهم على وجوههم محتسبين أمرهم إلى الله وشاكين عجزهم إليه ، وما ذنب أطفالنا أن يحرموا من ملابس العيد لأن جهة من الجهات قطعت رواتبهم ومصادر رزقهم ، وما ذنب المسافر أن يمنع من سفره ليحرم من مشاركته فى مؤتمر أو لتقديم امتحان أو للقيام بتجارة أو عمل فى أى مكان ، ما ذنب الصحفى أو الكاتب أو الأكاديمى لكى يسجن نتيجة رأى أو كلمة أو مقال أو تصريح أو رسالة اعلامية أدلى بها لصحيفة أو وسيلة اعلام مقروءة أو مسموعة أو مشاهدة ، ما ذنب المناضل أن يستدعى من هنا أو هناك ليس الا لأنه تابع لجهة ضحت وناضلت ودفعت أثمان ليس الا تحت مبرر الانقسام السياسى .

 

وأضحك بحزن حينما يصل الأمر إلى أن يرفض العريس رغم الشهادة له بحسن أخلاقه ودينه لأنه تابع لفصيل ما ، أى مستوى من التدنى ..... وصلنا إليه ، وأى هديه هديناها لعدونا أغلى من قتل بعضنا لبعض ، أليس منا رجل رشيد ، يفكر بوطنية وبغير منطق المصالح الحزبية أو الشخصية أو المادية ، أين الجماهير الفلسطينية التى يجب أن تقول كلمتها وتصدح بأعلى صوتها وتضحى من أجل كرامتها ومستقبل أطفالها ، أين القوى الحرة الوطنية والمحايدة من القيام بدورها ومسئولياتها اتجاه وطنها وشعبها ، أين المخلصين ليطالبوا بوحدة الدم والمصير والهدف والمشروع الموحد بلا خلفيات سياسية تدفعهم ليجملوا الباطل ويغمضوا أعينهم عن الحق لمصالح بعيدة كل البعد عن المبادىء الانسانية والدينية والوطنية والأخلاقية ؟؟؟ كم نحن بحاجة لمنقذين ومخلصين ليطهرونا من هذه الفاحشة " الانقسام " التى استشرت وطالت كل تفاصيل حياتنا وأضحت شماعة كل المحرمات المنبوذة ، وكم على المجتمع الفلسطينى عامة " شخصيات ومؤسسات وقوى وطنية وإسلامية وجماهير : واجب محاربة هذه الرذيلة " الانقسام " محاربته لأى سقطة من السقطات اللأخلاقية المنبوذة  .