الردع وليس التهديد- معاريف
بقلم: عامي دور - أون
(المضمون: حتى لو كان لدى ايران سلاح نووي – فان قدرة الردع النووية لاسرائيل فيها ما يكفي كي تمنع كل حاكم ايراني حتى ولو التفكير باطلاق سلاح كهذا ضدها - المصدر).
لقد أوضح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطابه بان اسرائيل لن توافق أبدا على وجود سلاح نووي لدى نظام متطرف ايراني يهدد المرة تلو الاخرى بشطبنا من على الخريطة، وأنه في ضوء مثل هذا التهديد لن يكون لاسرائيل مفر غير الدفاع عن نفسها، حتى لو اضطرت الى العمل وحدها. ولشدة الاسف، فان هذه التصريحات التي أطلقها نتنياهو بصوت عالٍ لا تعكس الواقع في الشرق الاوسط. فالتقديرات المهنية للخبراء في الولايات المتحدة تشير الى أن اسرائيل على ما يبدو ستكون ملزمة بالتسليم بالاعتراف البشع بانه ليس بعيدا اليوم الذي سيكون فيه لايران سلاح نووي، وأنه سواء شئنا ذلك أم أبينا، سيتعين علينا أن نتعلم كيف نعيش في ظله. التقدير الواعي للواقع المتجسد في ضوء عالم عديم القدرة على وقف المسيرة نشره منذ وقت غير بعيد مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية في واشنطن احد طواقم التفكير الكبرى والهامة في الولايات المتحدة – حلل في بحث مفصل السيناريو الذي يجيب على سؤال كيف سيبدو هجوما اسرائيليا على المنشآت النووية الايرانية. أحد الاستنتاجات المركزية للبحث يقول
ان هجوم سلاح الجو الاسرائيلي في ايران معقد واشكالي، وفرص نجاحه ليست كبيرة على نحو خاص. بل اكثر من ذلك: مشكوك ان يكون لدى اسرائيل القدرة العسكرية على التدمير التام للبرنامج النووي الايراني أو حتى لتأخيره لعدة سنوات.
وبالتالي، كما يقول الباحثون، اذا قرر الرئيس اوباما الا تشارك في الهجوم على ايران، معقول الافتراض بانه بعد وقت غير بعيد سيكون لدى ايران سلاح نووي. ولهذا السبب، كما يقول البحث، من المهم ان يبدأ واضعو السياسة في القدس بالاستعداد، فكريا وعملياتيا، لوضع تكون فيه ايران دولة نووية ذات قدرة على ضرب اسرائيل.
خطـأ آخر لاسرائيل، برأي الباحثين، يكمن في تعظيم التهديد النووي الايراني وعرضه كتهديد وجودي على اسرائيل. "لقد حان الوقت للكف عن التلويح بفزاعة التهديد الوجودي والامتناع عن التصريحات الكفاحية التي تخلق احيانا آلية خطيرة من التصعيد"، يقول البحث.
استنتاج آخر للباحثين هو أن كل التصريحات عن تطوير القدرة التنفيذية لطائرات سلاح الجو الاسرائيلي للهجوم على مواقع النووي في ايران والوعود "عديمة الغطاء" بقدرة منظومة "حيتس" لان تواجه بنجاعة صواريخ شهاب 3، ليس فقط لا تساهم في تعزيز قوة الردع الاسرائيلي – بل تمس بعملية بلورتها وتحويلها الى مصداقة في نظر الايرانيين.
بعد زمن غير بعيد، يقول البحث، عندما سيتزود الايرانيون بقنابل نووية، ستتغير تماما قواعد اللعب الاستراتيجية في المنطقة. لهذا التغيير الجوهري ملزمة اسرائيل بان تصل وفي حوزتها سياسة متبلورة وواضحة تتصدى بنجاح لتهديد نووي محتمل.
المفتاح للسياسة الجديدة المطلوبة هو الردع. فقط اشارة اسرائيلية واضحة ومصداقة تشير الى الثمن الفظيع الذي سيدفعه الايرانيون على محاولة ضربة نووية لاسرائيل، ستمنع حكام ايران من التخطيط لاستخدام الصواريخ التي تحمل رؤوسا متفجرة نووية. وذلك لانه حتى لو كان لدى ايران سلاح نووي – فان قدرة الردع النووية لاسرائيل فيها ما يكفي كي تمنع كل حاكم ايراني حتى ولو التفكير باطلاق سلاح كهذا ضدها.