بالصور قصة « لين ..والمعتز بالله..ومحمد »

الساعة 10:05 ص|06 أكتوبر 2013

غزة-عمر اللوح

طفلةٌ بوجهٍ تكسوه البراءة...ابتسمت بمجرد رؤيتنا ننظر صوبها ...رغم الحزن الكبير على ملامح وجهها إلى أن عينيها تتكلمان وكلها أمل بالعيش كباقي الأطفال من جيلها واللهو بالألعاب...   

"لين السكافي" تحاول أن تمسك بيدها اليسرى أكياس الدم والمحلول التي تعلقت بيدها اليمنى.. تحاول بإصرار وبكل ما تملك من قوة أن تحرك جسدها النحيف الذي لا يقوى على الوقوف والحركة....


اطفال سرطان

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" فتحت ملف هؤلاء الأطفال الذين أصبحوا يعيشوا جنبا الي جنب مع المحاليل والأدوية والأجهزة الطبية أملا في العلاج والعيش كباقي الأطفال الأصحاء...ولين ومحمد والمعتز بالله حالات من عشرات الأطفال المرضى بقطاع غزة الذين هم بحاجة لمد يد العون بصورة معنوية لهم والنفسية أيضاً بجانب الطبية..

 لين " تنظر إلى أبويها اللذين يجلسان أمامها وكأن لسان حالها يناديهم بقولها: ألا تقدرون على فعل شيء لي؟؟! ..فيبادلانها النظر بحزن وأسى مكتفين بالدعاء أن يشفيها الله ..

بهذه الحالة كانت الطفلة لين , ترقد على أحد أسرة مستشفى الشهيد عبد العزيز الرنتيسي بغزة للأطفال, فهي تبلغ من العمر عامين ومصابة بسرطان الدم منذ ثلاثة شهور تقريباً.


اطفال سرطان

تقول والدة الطفلة وهي تحاول أن تخفي دمعتها المترقرقة في عينيها بالقول:" بدأت معاناة سكافي عندما كانت تعاني من انتفاخ في العينين فذهبت بعدها إلى مستشفى النصر وبعد إجراء الفحوصات والتحليل ....انصدمت بأن النتائج تبين أنها تعاني من سرطان الدم.

أمسكت بيد لين.. وصمتت قليلاً وهي تنظر لابنتها نظرة الأم المتحسرة لتضيف:"توجهنا الى مستشفى القدس "في الداخل المحتل" لتلقي العلاج ومكثنا 40 يوماً هناك ثم عدنا إلى غزة لنواصل تلقي العلاج" , مشيرةً إلى أنها تتوجه يومياً إلى المستشفى من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثانية عشرة كي تتلقى وحدات من الدم، وتتابع والدة الطفلة لين:"في حال ضعف المناعة يقوم الأطباء بعزلها بغرفة لوحدها، وعن العلاج تقول: أنه متوفر في المستشفى بشكل دائم.   

معاناة لا توصف

"أحب اللعب , وكرة القدم " ..."أكره وخز الإبر وأتمنى أن أخرج من هنا ولا أعود مرة أخرى.."كلمات أثرت بوالد الطفل المعتز بالله أبو شهلا الذي سارع إلى ضمه وخاصة بعد أن دفعت تلك الكلمات والده للبكاء ومحاولة إخفاء دموعه أمامنا....  

الطفل أبو شهلا يبلغ من العمر خمس سنوات والمريض بسرطان الدم منذ عامين تقريباً, كان يلعب ولكن ما ينغص عليه حركته المستمرة وشد المحاليل أينما ذهب مما يشكل ألم واضح له..


اطفال سرطان

والده قال لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": بدأت معاناة ابني عندما كان يشعر ببعض الألم فأخذناه إلى المستشفى الأردني وبعد إجراء بعض الفحوصات تبين أنه مصاب بسرطان الدم، وتوجهت بعدها إلى جمهورية مصر العربية تلقى خلاله مجموعة من التحليلات للعلاج، فبات قلبه يتفطر ألماً وحزناً على ابنه الذي مكث أكثر من 6 شهور في مصر،  وكانت معاناة بكل ما تعنيه الكلام من معاناة، وذكر أنه لا يمر يوم واحد إلا ويأتي إلى المستشفى.


اطفال سرطان

معاناة ممزوجة بالألم

أما الطفل محمد القنفد.. الذي يبلغ من العمر أحد عشر عاماً فلم يكن أفضل حالاً حيث كان يتوجع من الألم وينظر بمرارة وحسرة إلى جهاز غسيل الكلى ..ثم يصرخ بأعلى صوته " طولت كتير وزهقت متى راح أخلص غسيل الكلى ..ونزل عن سريره محاولاً إيقاف الجهاز ..فحملته والدته وأجلسته على السرير ..فوضع يده على عينه مخفياً خلفها دموعه" ..

تقول والدته:"بدأت رحلات الألم التي عاشتها في حياتها والظروف الصعبة التي لا زالت تمر به في أثناء علاج ابنها، وتضيف والأسى يملأ قلبها:"  يعاني محمد من مشاكل بالكليتين والضغط منذ اكتشافه عام 2011".

توقفت الأم فجأةً ثم استأنفت حديثها والدموع تسيل على خديها:"نحن متواصلون في العلاج منذ عامين والمعاناة والحمد الله صابرين على ما قسم الله سبحانه وتعالى لنا".

 وتضيف: يغسل الكليتين أربع مرات في الأسبوع ويمكث أربع ساعات كاملات وفي بعض الأحيان نضطر إلى المبيت في المستشفى، وتابعت وهي تخفض صوتها:"محمد شديد الانطواء على نفسه فهو عصبي وشديد الغضب بسبب ما يعانيه من ألم.

وأوضحت، أنها تضطر لشراء نوع من العلاج أسبوعياً وتبلغ تكلفته 70 شيكل علما أنها تشتري جميع أدوية الضغط والشريط الواحد يكلف 70شيكل أُسبوعياً رغم الوضع الاقتصادي السيئ الذي تمر على عائلته خاصة أن زوجها لا يعمل في الوقت الحالي وباقي الأدوية توفرها وزارة الصحة.

وتمضي قائلة:"ذهبنا إلى مصر ومكثنا عدة أسابيع حتى يتلقى بعدها العلاج هناك ثم عدنا لغزة وأشارت إلى أنه في أحيان كثيرة يضطر إلى عدم الذهاب الى المدرسة"، معربةً عن امتنانها للمعاملة الطيبة من قبل جميع العاملين في المستشفى والجهود الجبارة التي يبذلونها من أجل خدمة المرضى. 

نبذل كل شيء لخدمتهم

من جهته يؤكد مدير مستشفى الشهيد عبد العزيز الرنتيسي الأطفال الدكتور مصطفى العيلة أن جميع الحالات التي تصل الى المستشفى تكون عن طريق المستشفيات التي يتم اكتشاف الحالة المرضية لهؤلاء الأطفال ويتم تحويلهم إلى مستشفى الرنتيسي، ويضيف: نحن بدورنا نعمل على تقديم كل ما نملك من أجل خدمة هؤلاء الأطفال والنهوض بحالتهم الصحية الى الأفضل.

ويمضى د. العيلة قائلاً:"مستشفى متخصص بالأطفال فيتم التعامل معهم من كافة النواحي وخاصة الناحية النفسية لندفعهم إلى الأمام ونخرجهم من حالة اليأس والإحباط خاصة أنهم لا زالوا في بداية العمر من خلال توفير موظف خاص يرتدي ثياب فكاهية حتى يدخل إلى نفوسهم الضحك والفرح ويخرجهم من حالة الخوف والقلق.

وتابع:"نعمل بالتنسيق مع العديد من الجهات والمؤسسات التي تعتني بالأطفال ومن أجل تقديم الألعاب والهدايا لهم والترفيه عنهم، لافتاً إلى وجود سبع تخصصات موجودة داخل المستشفى .


اطفال سرطان


اطفال سرطان


اطفال سرطان


اطفال سرطان


اطفال سرطان


اطفال سرطان


اطفال سرطان