خبر الحديقة الوطنية المتطرفة- هآرتس

الساعة 09:30 ص|02 أكتوبر 2013

بقلم: أسرة التحرير

جولة في الحديقة الوطنية المرشحة في "سفوح جبل المشارف" تطرح سؤالا واحدا مركزيا – ما هو السبب الذي يجعلنا نحول السفوح الجرداء، عديمة التميز، الى حديقة وطنية؟ الجواب على هذا التساؤل قدمته الاسبوع الماضي موظفة سلطة الطبيعة والحدائق التي شرحت للمتنزهين بان "الهدف الاساس" من الحديقة الوطنية هو منع البناء.

 

ونظرة الى الطرفين تبين من يفترض منعه من البناء – من الجنوب حي الطور ومن الشمال حي العيساوية. الحيان الفلسطينيان في القدس يعانيان، مثل معظم الاحياء العربية من الاهمال الشديد والمتواصل، من الاكتظاظ، غياب التخطيط والبناء غير القانوني الذي ينبع من حقيقة أنه لا يمكن استصدار تراخيص بناء على الاطلاق.

 

في سلطة الطبيعة والحدائق يدعون بان هدف الحديقة الوطنية في شرقي القدس، مثل كل حديقة وطنية اخرى هو منع التنمية حماية للاراضي المفتوحة. غير أن للحديقة الوطنية في "سفوح جبل المشارف" توجد عدة مزايا خاصة: أولا، ستكون الحديقة الوطنية الاكثر فقرا في اسرائيل من حيث قيم الطبيعة او الاثار. ثانيا، سلطة الطبيعة والحدائق وضعت نفسها منذ الان موضع الاشتباه في موقفها من الفلسطينيين في المنطقة، عندما اختار رجالها اعطاء اسم "لن يعرفوا ولن يفهموا" لحملة تطهير الارض وهدم مباني السكان. ثالثا، خلافا لاماكن اخرى، ليس للعيساوية والطور امكانية للتوسع الى أي ارض اخرى. فجدار الفصل، الطرق، الجامعة العبرية، الاحياء اليهودية تغلق عليهما من كل جانب. سكان الحيين اعدوا بأنفسهما مخططا هيكليا راعوا فيه احتياجات السكان والبيئة على حد سواء. ولكن مخططهم رُد في صالح اقامة الحديقة الوطنية. وتجدر الاشارة

الى أن احدا لم يفكر في أن يعلن عن الارض كحديقة وطنية قبل ان يقطعها الطريق الجديد الى معاليه ادوميم الى قسمين.

منذ 1967 صادرت اسرائيل من الفلسطينيين أكثر من عشرين الف دونم، نحو ثلث الاراضي التي ضمت الى المدينة، من أجل اقامة عشرات الاف الشقق في الاحياء اليهودية الجديدة التي تحيطها من الشرق. وفي ذات الفترة لم ينشأ حتى ولا حي فلسطيني جديد واحد وبذل كل شيء من اجل منع توسع الاحياء القائمة. الارض المخصصة للحديقة الوطنية الجديدة هي "نعجة الفقير" لسكان شرقي القدس. يجب تخطيطها في صالح السكان الذين يعيشون هناك في ظل احترام المشهد والطبيعة.