خبر الورود لروحاني -معاريف

الساعة 10:55 ص|01 أكتوبر 2013

بقلم: بن – درور يميني

(المضمون: إعطاء فرصة للاتفاق مع ايران وحده سيكشف الخدعة على فرض أن الحديث يدور عن خدعة. وبدلا من نهج الحرد، على اسرائيل ان تبعث بالتهنئة الى طهران - المصدر).

عن شيء واحد لا جدال: هجمة الابتسامات من الرئيس الايراني تحظى بانجازات هائلة. احمدي نجاد، بالذات لان لسانه وقلبه كانا متساويين وبالذات لانه اعطى تعبيرا حقيقيا عن نظام الرعب الذي يسيطر في ايران، كان مثابة ذخر استراتيجي. اما روحاني فيعرض نهجا آخر. ما حصل في الاسبوعين الاخيرين، سيدرس في مدارس الدبلوماسية العامة. لا حاجة الى انتظار المستقبل. فهو يجعل لنا مدرسة.

روحاني يعرف منذ الان نفس العالم الحر. "تعبنا من الحروب، تعبنا من الانتصار، تعبنا من هزم اعدائنا"، قال ذات مرة ايهود اولمرت في الولايات المتحدة. هذا بالضبط ما عكسته استطلاعات الرأي العام في الاسابيع التي كان يخيل فيها أن اوباما مصمم على الهجوم على النظام السوري. وهكذا فان تقارير الاستخبارات على ما يحصل حقا في ايران لا تهم الرأي العام. فقد سبق أن كانت تقارير استخبارية ظهرت كخدعة. حتى اليوم لم تكتشف اسلحة الدمار الشامل في العراق، وهكذا فانه لا توجد أي قدسية في التقارير. وفي كل الاحوال، فان بين التقارير الاستخبارية عن الخداع وبين الرأي العام الذي تعب من الحروب، فان التأثير الاكبر سيكون للرأي العام. هناك يعمل روحاني.

 

فهل هذا يعني ان الرئيس الايراني يكذب؟ الآراء منقسمة. بعد بضعة اشهر، وربما سنين، سيتبين اذا كان نتنياهو محقا. الواضح هو أن إسرائيل تنجح في أن تخسر ميدان المعركة الأخر، الأهم.

 

روحاني يبتسم ويصل إلى الانجازات. إسرائيل تحرد وتخسر والخسارة كلها لها. وهكذا فان شيئا هنا ليس على ما يرام. إذا كان واضحا جدا لنتنياهو بان روحاني يخدع

 

الجميع، فلماذا لا يكافح بذات الأدوات؟ فإسرائيل، منذ أكثر من خمس سنوات، تتخذ في العالم صورة إحدى الدول الخطيرة على السلام العالمي، إلى جانب إيران، الباكستان وكوريا الشمالية. وهجوم الابتسامات لروحاني من شأنه ان يعيد اسرائيل إلى المكان الأول ويجعل إيران حملا بريئا. وها هو، في هذه الساحة نحن فقط الخاسرون. لان روحاني فهم قواعد اللعب. اسرائيل تتخلف وراءه. لقد سبق ان تكبدنا هزيمة في أسطول مرمرة. إسرائيل انتصرت في المعركة وخسرت الحرب. هذا قد يحصل مرة أخرى. فما العمل؟ نلعب اللعبة. ننضم إلى هجمة الابتسامات. نرحب بالتغيير الإيراني. نبعث بباقة ورد الى مكتب الرئيس الإيراني مع رسالة تهنئة بالتغيير. هو سيغضب؟ نظام آية الله سيعيد الورود؟ ممتاز. إسرائيل ستربح النقاط فقط. وبالطبع لا نكتفي بالتهنئة والورود. نضيف إلى ذلك ظروفا واضحة لغرض فحص التغيير. ظروفا يمكنها ان توضح هل هذا خداع. وكلما أكثرت إسرائيل من الابتسامات كلما كانت أكثر إقناعا في طرح الاختبارات والشروط. وكلما كانت أكثر حردا، هكذا ستعتبر كمن تعرقل مسيرة المصالحة.

 

ما الذي نفعله أكثر من التهنئة والورود؟ هنا يجدر بنا أن ننصت إلى رجل ذكي، عاموس يدلين. فالرجل يعرف شيئا ما. فقد كان رجل استخبارات. نهجه من الموضوع الايراني يتميز بالتفكر. وهو لا يتحرك من رواسب ضد نتنياهو. من النوع الذي يميز مئير دغان وآفي ديسكن. يدلين يقترح "إعطاء فرصة لاتفاق حتى لو كنا نقدر بان الخطوة الإيرانية هي مثابة خدعة. فلكشف الخدعة ستكون فضائل إستراتيجية". فقط إعطاء فرصة، حتى لو كانت على سبيل المسرحية، سيسمح بكشف الخدعة بقدر ما يدور الحديث عن خدعة. لأنه لا يمكن لأي "هجمة لكشف الخدعة" من جانب إسرائيل أن تجدي نفعا. الغرب يعشق المصالحة. وهو تعب من الحروب. وهو يفضل تشمبرلين ويركل تشرتشل. هو مدمن على أقراص التهدئة ويمقت أقراص التحفيز. لقد أدار نتنياهو سياسة حكيمة في المجال الإيراني. العقوبات التي تثقل على ايران مسجلة على اسمه، غير أنه يوجد له الآن خصم أصعب. ليس أحمدي نجاد المكشر بل روحاني المبتسم. ويجب

 

الرد بناء على ذلك. ليس من أجل تعزيز الخدعة. بل العكس، من أجل ان نعرف اذا كانت هذه بالفعل خدعة، فان باقة الورد بالذات ستساعد على كشفها.