حاليا، في العالم العربي- يديعوت
لا يصدقون روحاني
بقلم: سمدار بيري
(المضمون: لنتنياهو شركاء في القلق والشك تجاه روحاني في العالم العربي ولا سيما في الخليج - المصدر).
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتأكيد ليس وحده. فإذا ما ترجموا له ما ينشر الان في وسائل الاعلام السعودية، فانه سيجد شركاء قلقين اكثر منه في كل ما يتعلق بالمصالحة المبلورة مع ايران. احساس بالاهانة من "الخائن" الرئيس اوباما، تحذيرات يعلوها الزبد من "مؤامرة" تعد في طهران بل وحتى وصف ساخر للمكالمة الهاتفية بين "حسين (اوباما) و حسن (روحاني)".
سلسلة تحفظات نتنياهو لا تعد شيئا مقارنة بالكاريكاتير الذي نشر أمس في صحيفة "الحياة" السعودية، الصحيفة الاهم في العالم العربي. فرسام الكاريكاتير يعرض روحاني بعد لحظة من احتلاله العاصف لنيويورك. فبيد يلوح روحاني سلاما ويغمز، وفي اليد الثانية يحمل قنبلة نووية في نهايتها غصن زيتون. وبوده هنا ان يقول: ما أن يتم تشغيل القنبلة، حتى يطير غصن الزيتون في الهواء.
في بلاط الملك عبدالله القلق في الرياض لم ينسوا ما حصل قبل سنتين في المطعم الايطالي في واشنطن. فالسفير السعودية عادل الجبير، ربيب القصر، نجا باعجوبة من محاولة الاغتيال، عندما فعّل رجلان ارسلتهما "شعبة العمليات" في الحرس الثوري، عبوة ناسفة. وحاول الايرانيون النفي ولكن الارهابيين اللذين القي القبض عليهما اعترفا، واوباما، ذاك الذي هاتف أول أمس لوداع روحاني، تفجر غضبا.
الكاتبان الابرز في وسائل الاعلام السعودية، عبدالرحمن الراشد، مدير قناة "العربية" والمحلل جمال خاشقجي، مجندان لتوبيخ اوباما في أن "كل شيء خدعة تستهدف ازالة العقوبات عن ايران". وستكون مفاوضات على البرنامج النووي، يحذر راشد، وفي نهايتها، لا يجب ان يخدعوكم، سيكون للايرانيين ايضا برنامج ونووي ايضا. فلماذا يصرون على جدول زمني يمتد الى سنة؟ يكشف خاشقجي النقاب عن الشك المعادي لدى الرياض: "فهم يحتاجون الى سنة، وكأنهم كي يخدعوا الامريكيين بعرض عابث، وعندها ستكون لديهم قدرة على انتاج قنبلة دون أي عراقيل".
اذا كان نتنياهو يبحث عن شكاوى وادعاءات كي يقنع اوباما بالنزول عن الشجرة الايرانية فليتمسك بما يفعله السعوديون بعملاء "الحرس" الذين يتسللون وهم يحملون عبوات ناسفة في ذروة موسم الحج. ويدعي الثنائي المحللين بانه لا يوجد على من يمكن الاعتماد. فأمريكا تغيرت، والعالم العربي يجتاز تغييرا دراماتيكيا. وفقط في ايران لا توجد مؤشرات على التغيير. اما روحاني فليس سوى مبعوث يعرف بان الحرس الثوري يكمن له في الزاوية. وحتى اسرائيل نتنياهو، كما يتبرعان بالقول، اكثر مصداقية من الايرانيين.
السعودية حليفة أمريكا، تلقت من اوباما صافرة تهدئ في أن المصالحة مع طهران، اذا كانت، لن تأتي على حسابها. ويمكن التخمين بان نتنياهو سيسمع ذات النغمة، ذات الصافرة، حتى بعد أن جعله اوباما يقفز الى السقف مع الربط الذي عقده في خطابه بين ايران وبين الدولة الفلسطينية.
من السهل التشخيص كيف تتجاوز الحماسة للامكانية التاريخية الكامنة مع ايران العالم العربي. فالتقارير عن زيارة روحاني تدحر الى العناوين الهامشية في مصر، في الاردن وفي المغرب، والتحليلات تلمح باحساس الامتعاض من الانعطافة الحماسية لاوباما. أحد لا يراهن على رفيف أجنحة الحمامة في المؤسسة الامنية والدينية الايرانية.
ومع ذلك، يقترح خاشقجي عدم الدخول في حالة فزع. فيحتمل كما كتب أمس انه يتعين علينا جميعا ان نجلس على أريكة المعالج النفسي ونتلقى أقراص تهدئة ونشرح أين يوجعنا وان نضيف اقراصا ضد التقيؤ، وأن نقول لانفسنا انه اذا تحققت المصالحة بالفعل (لا يوجد احتمال، ولكن يجب اعطاء فرصة لاوباما اذا كان يصر بهذا القدر)، وانها ستكون في صالحنا جميعا.