أكد اللواء توفيق الطيراوي، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، أن قرار القيادة الفلسطينية تأخير خطواتها الدبلوماسية وعدم استكمال انضمامها لمؤسسات الأمم المتحدة "تأخير خاطئ".
وقال الطيراوي: "كان يجب أن لا يتم هذا التأجيل، وكان علينا الذهاب إلى منظمات الأمم المتحدة، والانضمام إليها لاسيما محكمة الجنايات الدولية لمعاقبة الاحتلال على جرائمه اليومية واستمرار الاستيطان والقتل والاعتقالات".
وأضاف الطيراوي في مقابلة لوكالة أنباء أسيا، "كان يجب علينا الاستفادة من عضويتنا في الأمم المتحدة والزخم الذي حصلنا عليه والذهاب للمنظمات الدولية فوراً بعد هذه الخطوة المهمة التي حصلنا عليها".
ويهدد الفلسطينيون "إسرائيل" بالشروع في الإجراءات القانونية للحصول على العضوية الكاملة في المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، كرد على تعثر عملية التسوية.
ويقول مسئولون فلسطينيون أن أولى الخطوات الفلسطينية على الصعيد الدولي هي "التوقيع على اتفاقيات جنيف الأربع، والانضمام لمحكمة الجنايات الدولية".
وفي سياق منفصل أكد قال الطيراوي :"القيادة ترفض أي حلول مؤقتة، ولا يوجد هناك حلول سلام مؤقتة لمدة ٤٠ أو ٢٠ أو ٣٠ عام".
وأضاف الطيراوي: "نحن لدينا أرض محتلة وقضايا أساسية وهي اللاجئين والمستوطنات والقدس إذا لم تحل هذه القضايا لا يمكن أن يكون هناك سلام مع إسرائيل".
وتابع "ان إسرائيل هي التي تعيق السلام، لأنها لا تريد إعادة الحقوق الفلسطينية وهي تماطل دائما، وخاضت المفاوضات من أجل المفاوضات"، مشيراً إلى أن العودة للمفاوضات "مضيعة للوقت".
وأوضح الطيراوي أن اللقاءات السبع التي عقدت بين وفدا المفاوضات الفلسطيني والإسرائيلي مؤخرا في الضفة والقدس، لم تصل حتى الآن إلى نتائج ملموسة، قائلاً: "لا يوجد تقدم في المفاوضات الجارية، وكل الامور تراوح مكانها (..) إسرائيل تريد المماطلة وتصر على بقاء الاحتلال".
ورفض الطيراوي كافة الشروط الإسرائيلية التي تعترض عملية المفاوضات، مشيراً إلى أن "إسرائيل" لا تريد السلام كما لا تريد تقدم المفاوضات وهي تريد ابقاء سيطرتها على الأرض الفلسطينية عبر تثبيت المستوطنات واحتلال الاغوار واستمرار سيطرتها على المعابر والحدود مع الأردن ومحطات الإنذار المبكر المقامة على السفوح الشرقية لجبال الضفة الغربية".
وقال الطيراوي: "ان إسرائيل تحتل الأرض، وتريد إغراء الفلسطينيين بأي شكل من الأشكال بالسلام الاقتصادي معتقدة أن الفلسطينيين يمكن أن يستبدلوا السلام والحرية والتحرير برخاء اقتصادي لكن هذا غير صحيح".
يشار إلى أن مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين استؤنفت نهاية يوليو الماضي وذلك بعد مساعي وجولات مكوكية خاضها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري بين الطرفين.
وعقد الوفد المفاوض عن الجانبين سبع جلسات في واشنطن والقدس والضفة الغربية، دون الإعلان عن أي تقدم في العملية التفاوضية.
وفي ملف المصالحة الفلسطينية، حمل الطيراوي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، المسؤولية الكاملة عن "التأخير والمماطلة في ملف المصالحة وإنهاء الانقسام".
وقال الطيراوي "التأخير والمماطلة وعدم إنهاء الانقسام هي مسؤولية تتحملها حركة حماس لأنها هي التي لا تريد المصالحة، ونقضت بكل الاتفاقيات التي وقعناها نحن وإياها في العواصم العربية والتي كان أخرها اتفاق الدوحة".
ووصف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، اتهامات الحركة الإسلامية بوجود فيتو أمريكي على ملف المصالحة الفلسطينية بأنه "كلام فارغ"، قائلاً: "لا صحة لهذا الموضوع على الإطلاق، حركة فتح لا تخضع لفيتو أمريكي، المصالحة هي مصلحة للشعب الفلسطيني لا نُرهنها".
وكانت حركتي (فتح وحماس) توصلت لاتفاقيتين للمصالحة، الأولى في مايو ٢٠١١ برعاية مصرية، والثانية في فبراير ٢٠١٢ برعاية قطرية لتشكيل حكومة موحدة مستقلة تتولى التحضير للانتخابات العامة.