"الهدايا موجودة ومتوفرة وبالأسعار المطلوبة فلماذا أشتري من السعودية وأكلف نفسي جهد كبير وخوف أكبر على احتمال منع دخولها من المعبر أو تكون وزنها أعلى من الشحن ما يدفعني لتركها وخسارتها"
بهذه الكلمات بدأ الحاج محمد أبو ريا، حديثه لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية"، حيث قال :"الحج هو رحلة عبادة إلى الله تعالى وملئ القلب بالإيمان وتقوى الله عز وجل، فهي رحلة لشحن النفوس بالإيمان وليس لشحن الشنط بالهدايا".
فرحة الحاج أبو ريا لا يمكن إخفائها فعندما شاهد مراسلنا يلتقط بعض الصور في أحد المحلات التجارية للهدايا اقترب منا ليحدثنا عن فرحته بهذه الرحلة الإيمانية حيث أكد، أنه سيقوم بشراء كل ما يلزم من هدايا للمهنئين من السوق الفلسطيني قائلاً :"الشراء من أسواق غزة يعزز نشاط الاقتصاد الفلسطيني ويُعطي روح المنافسة للتجار الغزيين".
خوف من عدم السفر
وعلى العكس تماماً يقول الحاج أبو محمود من سكان غزة أنه يخشى شراء ما يلزم من هدايا قبل أن تطأ قدماه الأراضي السعودية خوفاً من عدم السفر عبر معبر رفح البري نتيجة ما يجري من أوضاع أمنية وسياسية صعبة في المنطقة تنعكس بالسلب على حجاج غزة.
وأضاف أبو محمود المنهمك في تقليب الهدايا وتفقد أسعارها :"سأقوم بشراء كل ما يلزمني من هدايا الحج من قطاع غزة ولن أشترِ أي شيء من السعودية إلا الخصوصيات وما تراه عيني مناسب لعائلتي.
البضائع متوفرة بكثرة
"السبح - السجاد - أطقم الصلاة - العطور - هدايا الأطفال من صور الكعبة - الطواقي - الجلبيات" وغيرها الكثير من الهدايا تُزين الأسواق الغزية وبالأسعار المُتناولة في أيدي مختلف فئات المجتمع الغزي.
الحاج أبو موسى لبد صاحب شركة لبيع هدايا الحج، أكد لمراسلنا، أن كل ما يلزم الحُجاج من هدايا متوفرة في الأسواق وبأنواعها المختلفة فمنها "الصيني - التركي – المحلي" كما أنها رخيصة الثمن وتناسب كافة المستويات في غزة الفقير والغني".
وطالب الحاج لبُد، الحجاج الفلسطينيين بأن يلهو في العبادة ويحافظوا على مناسك الحج وعدم تضيع وقتهم وجهدهم في الأسواق السعودية لأن كافة متطلبات الحجاج متوفرة في غزة وأسعارها مناسبة للجميع، قائلاً :"سعر السُبح من 5 شيقل حتى 100شيقل – السجاد من 30شيقل فما فوق الجلبيات من 10شيقل حتى 50 شيقل .. هدايا الأطفال من 5 شيقل فما فوق – العطور من 5 وأكثر حسب النوعية ..
الإقبال ضعيف
وعن إقبال الحجاج لشراء الهدايا أكد التاجر أبو هيثم التركماني ، أن إقبال الحجاج ضعيف جداً لشراء الهدايا خوفاً من عدم السفر لتأدية مناسك الحج نظراً للأوضاع السياسية والأمنية التي تُحيط بقطاع غزة من إغلاق متواصل للمعبر.
وأوضح التركماني لـ"مراسل لفلسطين اليوم الإخبارية" أن الحجاج في مدينة غزة يقومون بزيارات مكوكية لكافة المحلات التجارية في القطاع لمعرفة الأسعار فمنهم من يتوجه إلى الأسواق في رفح وخانيونس ودير البلح وفي الشمال وفي النهاية يقررون الشراء من أحد المحلات.
وأضاف، بعض الحجاج يقومون بشراء الهدايا قبل السفر والبعض الأخر يعتقد أن الأسعار في غزة أغلى من الأسعار في الأسواق السعودية فينتظر معرفة الأسعار في البلاد الأخرى وبعدها يُقرر من أين سيشتري الهدايا.
قرشك الأبيض ليومك الأسود
فيما أكد نجل التركماني "أبو كريم"، أن الإقبال هذا العام بالذات ضعيف جداً عن الأعوام الماضية خشية من نشوب حرب مفاجئة وخوفاً من عدم السفر.
وقال أبو كريم لمراسلنا :"حجاج غزة هذا العام ما يقارب الـ2300 حاج فكم حاج سيكون من نصيبي خاصة وأن الأوضاع الاقتصادية اليوم صعبة، فالحجاج يتبعون مقولة "قرشك الأبيض ليومك الأسود" .
ومن الجدير ذكره أن موسم الحاج هذا العام يأتي في ظروف صعبة خاصة على معبر رفح البري حيث أن السلطات المصرية تُغلق المعبر منذ فترة بسبب الأوضاع الأمنية في سيناء كما أن الأوضاع الاقتصادية بعد إغلاق الأنفاق بشكل تام ازدادت سوء بالإضافة إلى الظروف والتحديات السياسية التي تجري في المنطقة من التهديد بشن حرب.