بقلم: أسرة التحرير
الاشتباه والتخوف في كل ما يتعلق بسياسة ايران مفهومان: هل الرئيس الجديد يعتزم بالفعل تجميد تخصيب اليورانيوم؟ هل الخطاب الجديد الذي يعرضه وزير خارجيته يعكس مواقف الزعيم الاعلى؟ هل القلق من النووي الايراني يمكنه أخيرا أن يتبدد؟ ان التجربة المريرة في المفاوضات مع ايران تبرر هذه الشبهات، والاختبار الحقيقي ليس الخطابات التي القاها هذه الليلة حسن روحاني أو التصريحات العلنية لوزرائه. وليست اسرائيل وحده هي التي ستفحص أفعال الحكم الجديد في ايران، بل ان الدول الغربية لا تتحلى بالاوهام أو تعاني من سذاجة زائدة. الرئيس براك اوباما، الذي اعلن بان "ايران ستفحص بافعالها وليس باقوالها" أوضح مرارا وتكرارا بان ليس في نيته التراجع عن قراره الا يدع ايران تحقق سلاحا نوويا.
وفي نفس الوقت، سيكون من الخطأ الجسيم ان تتجاهل اسرائيل والاسرة الدولية التصريحات الاخيرة الوافدة من طهران، والتغيير الذي طرأ في الحكم الايراني. تصريحات علي خمينئي في ان الدبلوماسية هي الوسيلة السلمية لحل الازمة؛ تصميم روحاني على المضي قدما في الحوار مع مجموعة الخمسة زائد واحد من اجل الوصول الى اتفاق حول تخصيب اليورانيوم. المقابلة التي منحها وزير الخارجية جواد ظريف وشجب فيها نفي الكارثة؛ تهنئة رأس السنة التي بعث بها روحاني الى الشعب اليهودي، وبالاساس
– اللقاء التاريخي المرتقب غدا بين وزير الخارجية الايراني ووزير الخارجية الامريكي جون كيري، تدل جميعها على أن سور المعارضة الذي نصبته ايران حتى الان في وجه الحوار المباشر آخذ في التشقق. واضح للطرفين ان مساحة النشاط الدبلوماسي ليست غير محدودة، وانه دون تواصل عملي وجدي سينهار بصخب شديد الانطباع الذي تجتهد ايران لخلقه. وفي نفس الوقت، فان الطرفين على علم بالمخاطر الكامنة في البديل. فالهجوم على ايران، سواء باجماع دولي أم من دولة واحدة – سواء كانت هذه اسرائيل أم الولايات المتحدة، من شأنه أن يدفع المنطقة الى أن تعلق في حرب شاملة.
رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي يواصل التمسك بالخط الكفاحي، غير مستعد على ما يبدو لفحص الاحتمال الذي في المسعى الدبلوماسي المتجدد. وهو يعاجل الى المقايسة بين ايران وكوريا الشمالية، وتحذير العالم من الوقوع في الفخ الذي تعده ايران. ولكن البديل العسكري هو الاخر، والذي يؤيده، لا يعد بحل مطلق للتهديد الايراني. وبالتالي ينبغي الاستماع بانصات شديد للاقوال التي تأتي من طهران والمتابعة الشديدة لافعال النظام الايراني، ولكن مع منح الفرصة المناسبة للخطوة الدبلوماسية.