حاورته: جيهان الحسيني
قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق إن حركة "حماس" تعمل على معالجة الأزمة الراهنة مع مصر من خلال عدة إجراءات اتخذتها بالفعل, مشيراً إلى التعليمات التي أصدرتها وعممتها على وزارة الأوقاف في غزة بعدم تناول خطباء المساجد الشأن المصري وعدم السماح برفع "إشارة رابعة" في أي من المسيرات, وهو الرمز الذي يستخدمه مناصري الإخوان (...), مضيفاً: وكذلك فعلنا مع قناة الأقصى الفضائية, لافتاً إلى أن نقل الخبر لا يعتبر تدخلاً أو موقفاً (...), ورغم ذلك اتخذنا قرار بالتوقف عن ذلك منعاً للمناكفات, وكذلك نشرنا قوات من الأمن الوطني على الجانب الفلسطيني لضبط الحدود مع مصر ولمنع التهريب.
ورفض أبو مرزوق الاتهامات التي تناولها المتحدث العسكري المصري في مؤتمره الصحافي الأخير بحق حركة "حماس" من ضلوعها في أحداث سيناء , داحضاً ومفنداً إياها, وقال: هناك ثلاثة قضايا تناولها المتحدث العسكري مردود عليها, وهي أولاً: وجود قطع لملابس عسكرية مشابه للزي الذي تستخدمه كتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) وقال: إن السوق ملئ بملابس مشابهة للملابس التي يرتديها القسام وكذلك التي يرتديها الجيش المصري فهذه الملابس يتم تصنيعها في بلادنا وليس في كوكب آخر.
وحول القنابل الأربعة التي عثر عليها مختومة باسم "كتائب القسام" فلقد سبق وأبلغنا السلطات المصرية أننا عثرنا على وثيقة بتاريخ 3/7 موجهة من المسؤول الأمني في السفارة الفلسطينية في القاهرة إلى مساعد مدير إستخبارات السلطة في رام الله تفيد حصول الضابط أحمد دغمش في غزة على قنابل تصنعها كتائب القسام و ذلك عن طريق قريب له من سكان غزة شقيقه يعمل في القسام و قريبه هذا أخذ القنابل التي في عهدة شقيقه خلسة و لقدتم استخدام هذه القنابل من أجل توريط حماس في أحداث سيناء.
وعلى صعيد العبوتين التي ذكر المتحدث العسكري أنه تم زرعهما أسفل برج المراقبة المصري على الحدود مع غزة قال؛ هل يعقل أن يتم زرع عبوتين وزن كل منهما أكثر من 75 كيلو أسفل برج المراقبة المصري الذي يحرس الحدود, الأمر غير منطقي لأن كيف لأفراد أن يتمكنوا من القيام بالحفر لزرع العبوتين تحت سمع و نظر وأعين الحراسة المصرية.
وحول العثور على أسلحة شبيهة بالأسلحة التي تستخدمها حماس في غزة, أجاب : أن حماس لا تصنع الأسلحة بل تحصل عليها بواسطة التجار الذي يتعامل معهم المهربون أيضاً وهناك سلاح روسي وهناك كوري وهناك كذلك مخلفات للسلاح الليبي متوفر في سيناء, مؤكداً على أن حماس لم ولن ترسل سلاح إلى سيناء, وقال: إن سيناء هي معبر للسلاح إلى غزة وليس العكس.
وسئل أبو مرزوق حول المحاكمة العسكرية للصيادين الفلسطينيين التي جرت في مصر أخيراً, فأجاب: أن هؤلاء الصيادين اعتادوا الصيد في المياه الإقليمية المصرية نظراً لأن سلطات الاحتلال لا تسمح بالصيد في بحر غزة إلا على بعد 6 أميال عن الشاطئ ولقد استهدفتهم القوات المصرية وأطلقت النيران عليهم فقتلت اثنين واعتقل الـ5 وحوكموا بالسجن لمدة عام لدخولهم المياه الاقليمية المصرية بدون إذن وليس لأنهم مهربين كما ذكر.
وعلى صعيد آفاق تحقيق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" أجاب: أن السلطة منشغلة الآن بالمسار السياسي والمفاوضات (...) وكلما فتح باب المفاوضات أغلق باب المصالحة لأن كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل غير مرتاحين للمصالحة (...) بالإضافة إلى أن الأوضاع الراهنة في مصر البلد الذي يقود ملف المصالحة له إنعكاسه المباشر على ال ملف ككل.
وعما إذا كانت أوضاع مصر هذه أثرت سلباً على وضع الحركة ككل أجاب: بلا شك له تأثير خاصة أن قيادات الحركة في غزة ليس لديهم حرية الخروج والسفر إلى الخارج , فالأوضاع غير طبيعية (...) لكن اجتماعات المكتب السياسي التي عقدت في القاهرة جرت بشكل استثنائي والحركة قادرة على اتخاذ قرارها وإدارة شؤونها بطرق مختلفة ومتعددة فهذه ليست المرة الأولى التي نتعرض فيها لمثل هذه الأوضاع.
وحول ما إذا كان ظهور حركة" تمرد غزة" التي تدعو بإسقاط حكم حماس يثير مخاوف لدى الحركة أجاب: إن " تمرد غزة" نكته ومقارنتها بحركة تمرد المصرية مقارنة ليس في محلها موضحاً بأن تقليد تمرد غزة النموذج المصري شكلي بحت, مؤكداً عدم وجود أي تأثير أو وزن لها لأنه تدار من الخارج ولا تلقى دعماً من أياً من القوى وفصائل المقاومة بما فيها حركة فتح, مشيراً إلى دعواتها المتكررة للناس في يوم الجمعة للمشاركة بفعالياتها سواء بالصفير أو بالتكبير أو بالتلويح بالإعلام الفلسطينية ورغم ذلك فإن الاستجابة لهذه الدعوات كانت لا تذكر.
وقال: نحن في حاجة إلى تمرد ضد الاحتلال وضد الحصار أكبر بكثير من تمردنا ضد بعضنا البعض, مضيفاً نحن حركة مقاومة وشعبنا هو الذي وضعنا في موقع السلطة ونحن في غزة نواجه حصاراً خانقاً بينما إخواننا في الضفة يواجهون الاحتلال ومن الطبيعي أن نتكاتف من أجل مجابهة الاحتلال وإقامة دولتنا وليس أن نتنازع من أجل السلطة والحكم.
واستبعد أبو مرزوق أن تتدخل مصر لدعم أي حركة تمرد في قطاع غزة, وقال الجيش المصري وطني ومتواجد في سيناء وفق اتفاقات محددة ومصر لن تسجل على نفسها على الاطلاق أنها تعاملت مع الشعب الفلسطيني من منطلق مخالف لمواقفها الثابتة تجاه قضيتنا وقال: إن غزة كانت مشموله في اتفاق كامب ديفيد وكانت حينئذ فرصة لتحرير غزة مع تحرير سيناء, معرباً عن أسفه لضياع هذه الفرصة وقال: لو كان الأمر حدث لكانت غزة الآن محررة وتحت الإدارة المصرية كما كانت سابقاً.
وشدد أبو مرزوق على أن علاقة حماس سابقاً ولاحقا مع الجهات السيادية المصرية(..) فهي بوابة دخولنا إلى مصر, معرباً عن أسفه لإقحام حماس في التدافع السياسي الداخلي للشأن المصري معتبرا أن ذلك حدث لعدة أسباب إما لخلفيتها الايديولوجية باعتبارها تنتمي لتنظيم الإخوان المسلمين, أو لأنها حركة مقاومة أو لفلسطينيتها وهناك من الإعلاميين في مصر من لا يعجبه ذلك.