تسود أوساط الأوقاف الإسلامية في القدس التابعة للاردن لغطا هنا وهناك بان إسرائيل تمارس بشكل عملي إنهاء الولاية الأردنية على المقدسات الإسلامية في القدس، وذلك من خلال تكثيف اقتحامات المستوطنين للحرم القدسي الشريف.
وتشتكي الأوقاف الإسلامية في القدس التابعة للأردن والمسؤولة عن الحرم القدسي من ‘ضياع ‘الولاية الأردنية الدينية والإدارية على الأقصى، وذلك جراء الضوء الأخضر الذي منحته سلطات الاحتلال لنفسها بادخل المستوطنين للحرم القدسي بدون التشاور او التنسيق مع الأوقاف الإسلامية التابعة لعمان.
وعلمت القدس العربي الثلاثاء بان هناك ازمة صامتة بين عمان وتل ابيب جراء رفض سلطات الاحتلال الطلبات الاردنية المتكررة بالحد من دخول المستوطنين للاقصى، وعدم اكتراث تل ابيب بتلك المطالب الاردنية التي وصلت الى اسرائيل عبر القنوات الرسمية بين البلدين.
وفي حين تواصل سلطات الاحتلال انهاء الولاية الاردنية على الاقصى على ارض الواقع وبشكل عملي وبدون اعلان ذلك بشكل رسمي وجه مدير عام اوقاف القدس وشؤون المسجد الاقصى عزام الخطيب الاحد الماضي كتابا الى وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني يبلغه فيها باصرار السلطات الاسرائيلية على تجاهل دور الاوقاف الاسلامية ومسؤوليتها عن الحرم القدسي، مطالبا عمان باتخاذ موقف حازم من تكثيف المستوطنين لاقتحاماتهم للاقصى هذه الايام بحجة عيد العرش اليهود.
واوضح الخطيب في رسالته لوزير الاوقاف الاردني بان المستوطنين نفذوا يوم الاحد الماضي اكبر عملية اقتحام منذ سنوات حيث تجاوز عددهم في ساحات المسجد الاقصى 300 مستوطن ادوا بعض الطقوس التلمودية.
وتابع الخطيب في كتابه لوزير الاوقاف الاردني قائلا: ‘تحاول الشرطة-الاسرائيلية- جاهدة فرض أمر واقع مؤلم للمسلمين في المسجد الأقصى، دون وازع أو رادع بحجة الأعياد اليهودية، ولا بد من وقفة واضحة أمام هذه الهجمة الشرسة على الأقصى المدعومة من الشرطة’، ومتابعا’ أن اقتحام الأقصى بهذا العدد الكبير لم نعهدها بالسابق في الأقصى’، ومشددا في رسالته على ‘ان شرطة الاحتلال خدعت الأوقاف الإسلامية والمسؤولين لإدخالها اعدادا كبيرة الى المسجد الأقصى، بحماية القوات الخاصة وأفراد المخابرات’.
واوضح الخطيب بان الحكومات الإسرائيلية لا تحترم الاتفاقيات الموقعة مع الحكومة الأردنية الراعية للمسجد الأقصى، وذلك على وقع مواصلة سلاطات الاحتلال عدم الاستجابة للمطالبة الاردنية بمنع المستوطنين من استباحة الاقصى بشكل شبه يومي في ظل تصاعد الدعوات من الجماعات الاستيطانية لهدمه لاقامة الهيكل اليهود المزعوم مكانه.
ووفق مصادر داخل الاوقاف الاسلامية بالقدس التابعة للاردن فان سلطات الاحتلال بدأت بالممارسة العملية لانهاء الولاية الاردنية على المسجد الاقصى وتكثيف اقتحامات المستوطنين له عقب توقيع الملك الاردني عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل شهور على اتفاق يجدد الولاية الاردنية بشكل مكتوب على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس. وحسب المصادر فان سلطات الاحتلال بدأت تتصرف بعد ذلك الاتفاق على اساس بان الاوقاف الاسلامية التابعة للاردن والمسؤولة عن رعاية المسجد الاقصى غير موجودة، الامر الذي تمثل في اقتحامات المستوطنين للحرم القدسي بشكل شبه يومي.
كان الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس وقعا بعمان في مطلع نيسان الماضي اتفاقية تاريخية، أعاد فيها عباس التأكيد على أن الملك عبد الله الثاني هو صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف، وله الحق في بذل جميع الجهود القانونية للحفاظ عليها، خصوصا المسجد الأقصى، المعرف في هذه الاتفاقية على أنه كامل الحرم القدسي الشريف.