خبر هاآرتس: الضغوط المصرية على غزة ستؤدى لانفجارها ضد إسرائيل

الساعة 04:53 م|23 سبتمبر 2013

القدس المحتلة

حذرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية من أن الإجراءات الجديدة للحكومة فى مواجهة الإرهاب وتهريب الأسلحة والسلع إلى غزة سيؤدى إلى انفجار لن تكون إسرائيل فى معزل عنه.

وقال المحلل العسكرى الإسرائيلى عاموس هارئيل، فى تحليل له بالصحيفة العبرية، إن حماس هى أحد المتضررين الأساسيين من التغيير الذى حدث بعد 30 يونيه.

وأضاف هارئيل، أن النظام المصرى الجديد يوجه يوميا اتهامات جديدة لحماس ويعرض ما يصفه بمحاولات تنفيذ عمليات ضد مصر، موضحا أن الأمور وصلت لحد قيام جنود مصريين بإطلاق النار من زوارق بحرية على صيادين من غزة اقتربوا من شواطئ سيناء على حد زعم الصحيفة بالإضافة لإغلاق معبر رفح الذى بات يفتح بالكاد 4ساعات يوميا، وبعد أن كان يمر منه 1300 مسافر بالاتجاهين يوميا أصبح يعبر منه 350 مسافرا فقط، كذلك منعت مصر على قيادات حماس المرور عبر معبر رفح، وفى الأسبوع الماضى جرى إغلاق المعبر كليا فى أعقاب عملية تفجير فى مبنى المخابرات الحربية برفح.

وأشار المحلل العسكرى الإسرائيلى إلى أن النشاطات التجارية وتهريب الأسلحة التى كانت سالكة عبر الأنفاق ضربت بعد أن تم هدمها، موضحا أن السلطات المصرية تقوم الآن بهدم بيوت بمسافة مئات الأمتار على الجانب المصرى من الحدود، كى لا يتم حفر أنفاق جديدة فى المنطقة.

وزعم هارئيل أن الضغط المصرى فجر أزمة اقتصادية حادة فى القطاع، مضيفا أن أزمة الوقود وصلت ذروتها وباتت تؤثر على حركة الأتوبيسات والسيارات الخصوصية وهناك من بات يتنقل مشيا على الأقدام بسبب شح الوقود، الذى ارتفع سعره بعد هدم الأنفاق من 3.80 شيكل إلى الضعف تقريبا، فى حين أن الوقود الذى ما زال يهرب حتى الآن يتم نقله بتوجيه من حكومة حماس إلى محطة توليد الكهرباء المركزية، التى بدورها أصبحت غير قادرة على توفير الكهرباء طيلة ساعات اليوم، حيث بات القطاع يشهد انقطاعا فى الكهرباء لمدة ساعات يوميا.

ولفت هارئيل إلى قلق فى صفوف حماس من تفاقم الوضع الاقتصادى فى غزة ومن استغلاله من قبل خصمها السياسى، حركة فتح، التى تقود عمليا حركة "تمرد" الغزاوية وتضع تاريخ 11 أكتوبر الذى يصادف ذكرى رحيل عرفات هدفا قريبا لحشد مئات الآلاف كما حدث السنة الماضية.

وأضاف المحلل الإسرائيلى أن حماس وجدت نفسها مجددا بين فكى كماشة بعد أن خسرت حليفها الذى تمثل بنظام "الإخوان المسلمين" فى مصر، فهى تحاصر من جهة مصر بعد أن كانت محاصرة من جهة إسرائيل التى تقوم ببعض البوادر، حيث سمحت لأول مرة منذ عام 2007 بإدخال مواد بناء وتدخل الوقود أحيانا، مع التأكيد على أنها تفعل ذلك بناء على طلب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وليس لعيون حماس.

ووصف المحلل العسكرى الإسرائيلى، واقع حماس بالعزلة بعد أن سبق أن خسرت حليفها الأساسى أيضا المتمثل بإيران بسبب الخلاف على ما يدور فى سوريا، حيث فشلت معادلة مقايضة إيران بمصر لأن إسقاط نظام الإخوان فى مصر جاء بعد خسارة إيران ليضع حماس فى عزلة مطبقة.

وزعم المحلل الإسرائيلى فى نهاية تقريره إلى التخبط فى قيادة حماس فهناك من يعتقد أن هذا هو وقت المصالحة والعودة إلى الحضن الفلسطينى وعلى رأسهم رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية، وهناك من يقول بتحدى مصر فى حين أن الخيار الثالث، هو العودة إلى النمط الدائم وهو التصعيد أمام إسرائيل، مضيفا أن دفع حماس إلى الحائط سيؤدى إلى انفجار سوف يصيب إسرائيل أيضا.