بشار لا يذهب، حاليا -يديعوت
بقلم: سمدار بيري
(المضمون: من مصلحة الجميع الان بقاء الاسد في الحكم، فرئيس ضعيف لا يتجرأ على استخدام الكيميائي مرة اخرى ولا يمكن الاعتماد على منظمات المعارضة - المصدر).
الرهان الجديد – هذا مجرد رهان وليس تقديرا قاطعا – على السؤال المترنح كم من الوقت سيصمد بشار الاسد، يتحدث عن سنة، حد اقصى سنتين. وحسب رسائل تخرج من طهران، فان مصير بشار منطوٍ في داخل صفقة النووي مع واشنطن. اذا ما فشلت الصفقة، سيبقى بشار في القصر وتواصل ايران دعمه. ولكن اذا ما نجح الحوار مع الادارة الامريكية، فستكف ايران عن دعم بشار بعيون مغمضة. سنساعد، يلمحون الان، كل من ينتخب للحكم في دمشق، حين تجرى الانتخابات للرئاسة، في السنة القادمة مثلما يعد بشار، او بعد سنتين.
باختصار، مصير بشار سيحسم بين صفقتين: من جهة روسيا والسلاح الكيميائي. روسيا هي صاحبة المصلحة الاقوى في ابقاء القصر والحكم. من جهة اخرى ايران، مع المبادرة لشطب العقوبات الاقتصادية والانفتاح على العالم الواسع. وبشكل طبيعي جدا، يتوجه اوباما نحو المبادرة الكبرى. فاذا ما تعطل خطر النووي الايراني، فسيكون هذا انجازا تاريخيا هائلا للسياسة الخارجية الامريكية. في موضوع السلاح الكيميائي، بات بشار يتلعثم منذ الان، باسناد روسي، ويكذب دون حساب: لسنا نحن من أمطرنا السلاح الكيميائي، ليس هناك من هو مستعد لاستيعاب مخزونات السلاح الخطير، التنفيذ سيستمر سنة على الاقل وسيكلف اكثر من مليار دولار. كيف يعرف؟
ينبغي الاعتراف بانه لا يزال مريحا لكل الاطراف المشاركة، ولنا ايضا، الا يذهب بشار في هذه الاثناء الى أي مكان. فرئيس ضعيف ومكروه، اذا ما تجرأ على أن يستخدم مرة اخرى سلاحا غير تقليدي سيتلقى الضربة حقا. كما أن أحدا لا يمنع المسلحين، ممن اجتازوا التدريبات في معسكرات سرية من أن يتسللوا ويرتبطوا بالثوار المحليين. فهذه ليست حركة مقاومة تنشيء من داخلها الزعيم التالي لسوريا. في الوضع الناشيء يجب ابقاؤه في الحكم لضمان الا تسقط مخزونات السلاح في ايدي ارهابيين غير سوريين. كما أنه من الصعب ويجب الاعتراف بذلك، الاعتماد على الثوار. في نهاية المطاف يظهر أن تردد اوباما في قضية "الخط الاحمر" كفيل بان يكسبه النقاط. فالاعلان عن اتفاق جنيف بين الولايات المتحدة وروسيا في موضوع نزع السلاح الكيميائي – حتى وان لم ينفذ بكامله – يقضم لبشار اظفاره ويتسلل الى اللحم الحي للحكم السوري. ايران، في اجواء من المصالحة، تقترح "استضافة" لقاءات الحوار بين مندوبي الحكم في دمشق وبين الثوار. أحقا، أضحكتم الثوار. فمن سيأتي الى طهران؟ من سيوافق على الحديث مع زعران بشار؟ على ماذا بالضبط سيتحدثون برعاية آيات الله؟
بين الصفقتين، تدحرجت الكرة الى ملعب اوباما. فهو يتعين عليه أن يناور في كونغرس منقسم ويتخذ القرار في كيف ومتى يلغى بعض العقوبات وأي قسم من البرنامج النووي "للاغراض السلمية" سيبقى للايرانيين. كما أنه ملزم بمراعاة عداء القصر الملكي السعودي. فكل حركة امريكية، كل بادرة صغيرة نحو ايران، ستعتبر صفعة مدوية في الرياض. لا يوجد عدو مرير أكبر لايات الله حين يقود السعوديون المعسكر المعتدل في العالم العربي.
مهامتنا، كما ينبغي أن نبتهج، يقوم بها الان آخرون. الاسد يعالج، الايرانيون يقترحون فتح صفحة جديدة، حماس تتلقى الضرب من الجنرال السيسي، تركيا تطلق اصوات مشجعة، وحتى حزب الله على بؤرة الاستهداف – الجيش اللبناني يتشجع،
باسناد خفي من كل العالم، ويدخل الى معقلهم في الضاحية. نوصي بالمتابعة، الاطلاع والسعادة. شريطة بالطبع الا تلوح مفاجآت سيئة.