بقلم: دان مرغليت
(المضمون: إن من الجيد نجاح امريكا واوروبا واسرائيل في جعل ايران وسوريا تستجيبان للتهديد والردع دون استعمال القوة بصورة حقيقية، لكن يجب أن تحذر اسرائيل من الموافقة على فتح أبوابها للتفتيش الذري - المصدر).
سلكت وسائل الاعلام الديمقراطية – والاسرائيلية ايضا في جزء ملحوظ – في نهاية الاسبوع، مثل غِرٍ تغريه خيوط الاغراء. فقد أطلقت آمالا حينما سمعت كلام رئيس ايران حسن روحاني وعلى أثر قائمة مواقع السلاح الكيميائي التي نقلها بشار الاسد الى الامم المتحدة.
إننا نرى آلات الطرد المركزي في ايران تزداد ثخانة وتدور حول محاورها في سرعة تتزايد في الطريق نحو السلاح الذري، لكن روحاني أعلن قُبيل خطبته في الامم المتحدة أن حكومته غير مهتمة بانتاج قنبلة ذرية وتأثر الغرب بذلك. إن براك اوباما سعيد ويُصدق أنه افتتح قناة تحادث شخصي مع روحاني، والغرب الذي يشتهي عدم الفعل يشعر بالراحة في وقت يتعلق فيه بالكلمات.
من المؤكد أن التصريح مهم. ومن المؤكد أنه يوجد مكان لتحليل ماذا ولماذا وكيف جاءت نوبته. ويوجد ايضا احتمال ما لأن يكون يعبر عن بدء روح جديدة في طهران. لكن في الواقع وبالاعتماد على تجربة الماضي وعن علم بأن روحاني هو رئيس نظام قوته هي في التضليل والخداع وذر الرماد في العيون – ما زال الشك أكبر من الثقة فضلا عن الرضا.
وينطبق هذا على الاسد. إن الاتفاق الامريكي الروسي اضطره الى أن يُسلم في غضون اسبوع قائمة المواقع التي يوجد فيها السلاح الكيميائي، فمن يضمن أن يكون سلم قائمة كاملة؟ وهل هذه هي المواقع كلها؟ يمكن أنه حاول في هذه الايام أن يُهرب بعض السلاح الكيميائي الى خارج حدود سوريا لأن الدهاء والكذب وسيلتان مشروعتان في ألعاب القط والفأر المعتادة في الشرق الاوسط، لكن وسائل الاعلام تسارع الى المباركة. مباركة ماذا بالضبط؟.
ويمكن أن يكون سلم قائمة كما ينبغي لكن عدم فعله ذلك أكثر احتمالا. ويتحدث حتى بوتين في موسكو وسفير الولايات المتحدة في تل ابيب دان شبيرو عن امكانية أن يكون الاسد كسب وقتا وشرعية لحكمه، لكن لا ثقة في واقع الامر بأن يفي بالاتفاق. بل إن بوتين لا يلتزم بأن يؤيد العقوبات في هذه الحال. إن تسليم القائمة أمر جيد لكن النظرة الايجابية الى ذلك سابقة لأوانها جدا، هذا الى أن روسيا انضمت الى اقتراح الدول العربية الذي يرى أن تفرض الوكالة الدولية للطاقة الذرية على اسرائيل أن تفتح أبواب المفاعل الذري في ديمونة كي تفحص عن درجة نشاطها الذري. بل إن بوتين بالغ واقتبس من كلام مردخاي فعنونو لتسويغ معارضته لامكانية أن تكون اسرائيل دولة ذرية. وقد سوّغ بالذرة الاسرائيلية انتاج السلاح الكيميائي في سوريا.
نجحت اسرائيل الى الآن في احباط ذلك التدبير، لكنه لم يُمحَ. بالعكس، سيكرره العرب – مع دعم من موسكو – كل سنة. ولا يجوز لاسرائيل حتى أن تبدأ بنقاش هذا الامر مع دول معادية. لكن الجانب الايجابي في جماع هذه الموضوعات هو أنه اذا وفى رئيسا ايران وسوريا آخر الامر بالتزاماتهما ولو بصورة كلامية فقط، فان ذلك قد أُحرز لأن التهديد الامريكي والاوروبي والاسرائيلي باستعمال القوة لحماية البشر قد حظي بثقة ما وردع طهران ودمشق. وينتج من هنا أنه اذا كان يمكن أن يُفرض عليهما التخلي عن سلاح الابادة دون اطلاق صواريخ توما هوك عليهما فان ذلك يتم فقط بفضل تهديد صادق باستعمال القوة عليهما.