خبر وجع رأس نتنياهو.. معاريف..بقلم: شالوم يروشالمي

الساعة 01:02 م|20 سبتمبر 2013

          (المضمون: نتنياهو يسير في الليكود حزبه في بحر عاصف. فهل يطلقه كما طلق شارون الليكود في حينه أم ان الليكود هذه المرة هو الذي سيطلق نتنياهو؟ - المصدر).

 

          نشر الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر هذا الاسبوع مقالا عن الشرق الاوسط هذه الايام. فكارتر يعتقد أن رئيس الوزراء نتنياهو وصل الى اعتراف تاريخي بالحاجة الى سلام مع الفلسطينيين لانقاذ مستقبل اسرائيل اليهودي والديمقراطي. يمكن التشكيك بهذا التقدير. ثانيا، كارتر مقتنع بانه يمكن أن يكون لنتنياهو شركاء كبار في حزبه، يحركونه على نحو مفاجىء نحو تنازلات لم يفكر بها. ويبحر كارتر الى ايام مؤتمر كامب ديفيد الاول الذي دعا اليه هو في العام 1978. وهناك هاتف مناحم بيغن ارئيل شارون الذي كان شخصية يمينية قوية في الليكود كي يطلب الاذن للتنازل عن البلدات الاسرائيلية في بتحات رفيح. وحسب كارتر فان شارون هو الذي منح القوة لبيغن للتوقيع على اتفاق السلام مع مصر.

 

          فهل يوجد شارون موديل 2013 الى جانب نتنياهو؟ هذا ما يمكن التعاطي معه بشك. فكبار شركاء نتنياهو في الليكود عرضوا هذا الاسبوع على المزاد العلني بضاعتهم السياسة. نحن في ايام العيد، وكل واحد يريد أن يري بانه له جمهورا مؤيدا أكبر بل ورسائل يمينية اكثر حزما، مثلما يحب الليكوديون أن يفعلوا. جدعون ساعر رفع نخبا في قاعات ايست في يد الياهو وسيلفان شالوم وصل للتحية. ويوم الاحد الماضي أجرى سيلفان مناسبة في ذات المكان وجاء ساعر ليقدم الاسناد. سيلفان، بشكل عام رمز اعتدال، هزأ من المفاوضات السياسية التي يستطيبها جيمي كارتر وجون كيري كثيرا هو الاخر. "هل يؤمن احد بانه سيكون اتفاق دائم في غضون تسعة اشهر؟" سأل سيلفان بابتسامة، في ظل استمتاع الجمهور.

 

          وهكذا، تنخرط  الصراعات الداخلية في الليكود جيدا مع الخطوات السياسية التي يريد نتنياهو ربما أن يقود. من يريد أن يكون شعبيا في الليكود يعرف كيف يوضح لرئيس الوزراء بانه سيحظى بالتعاون حتى اللحظة التي نتقدم فيها الى اتفاق مع الفلسطينيين. من هنا لاحقا يوجد خياران: إما أن يطلق الليكود أو أن يطلقه الليكود. زئيف الكين، نائب وزير الخارجية، وصل هذا الاسبوع الى مناسبة سيلفان واقتبس عن خطاب نتنياهو الشهير في مركز الليكود في 2002 ضد دولة الفلسطينية. وحظي بالهتاف. داني دانون، نائب وزير الدفاع قال ان "معظم وزراء الحكومة سيسقطون كل حل لدولة فلسطينية".

 

          يوم الاثنين، غداة اجتماع سيلفان، ذهب الوزير اسرائيل كاتس الى لقاء مع رئيس الوزراء. وفي طريقه الى المكتب نشر البيان التالي: "في اللقاء ستطرح بالتأكيد مواضيع وطنية وشخصية. من جهة حلف سياسي يمتد سنين وشراكة في الفعل وفي اصلاحات هامة. من جهة اخرى أنا قلق جدا من الطريقة التي دخلنا فيها الى المفاوضات السياسية ولا سيما مسألة تحرير المخربين. من ناحيتي الخط واضح. اسناد لرئيس الوزراء والتعاون في  المواضيع الرسمية وبالمقابل مواصلة الاصرار على مبادئي في المواضيع الوطنية. اما بالنسبة لموضوع تغيير اسم الوزارة فلا اعتزم الحديث".

 

          اللقاء لم يعقد في النهاية. رئيس الوزراء هو الاخر يريد أن يجري الاحتفالات، وكاتس علق في مناسبة رفع النخب في ديوان رئيس الوزراء، ويوم الاحد القادم سيعقد كاتس حدثا خاصا به في بيته في كفار احيم. الاف من رجال الليكود يصلون الى هناك كل سنة ليظهرون من هو الرجل القوي في الليكود. من المعقول الافتراض بان كاتس سيلقي هناك خطابا استفزازيا بالروح الوطنية المعروفة كي يري نتنياهو أين يقف. في آب، كما يذكر، صوت كاتس في الحكومة ضد تحرير السجناء. وادعى كاتس بان نتنياهو اخذ في اعقاب التصويت اصطلاح "البنى التحتية، الذي الصق بوزارته ونقله الى وزارة النقب والجليل برئاسة سيلفان شالوم. وتباهى الوزير شالوم نفسه هذا الاسبوع في العلاقات المحسنة التي له مع نتنياهو.

 

          في المناسبة التي يعقدها كاتس لن نجد، على نحو شبه مؤكد، الوزراء شالوم، ساعر وجلعاد أردان. الثلاثة، بالتعاون مع موشيه فايغلين حاولوا في الانتخابات الداخلية الاخيرة تنحية كاتس عن منصبه كرئيس لسكرتاريا الليكود، ولكنهم فشلوا. وكاتس مصمم على تشكيل لجنة تحقيق تفحص فشل قيادة الانتخابات في الليكود التي ترأسها ساعر واردان. اما نتنياهو نفسه فيلعب على مركز الملعب، يوزع القوات، يبني التوازنات، يعزز الضعفاء ويضعف الاقوياء، وكل شيء حسب المصلحة الفورية. في هذه اللحظة يرتبط نتنياهو بمحور سيلفان – ساعر – اردان الى أن تتغير خريطته للطريق.

 

          كاتس يجد نفسه في وضع كحلون الشعبي، الذي اضطر الى رفع اليدين والخروج الى مهلة بعد أن نكل به رئيس الوزراء ومساعدوه. فهل سيتصرف مثله؟ "انا لن أذهب الى أي مكان. ليس عندي نية كهذه"، قال كاتس لمن سأل.