شن الدكتور زكريا الأغا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح هجوما شديدا على الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، لتطاوله في تسجيل صوتي نشر مؤخرا على الرئيس الراحل ياسر عرفات، حين اتهمه بتسريب معلومات عن حرب ‘أكتوبر 73′ لإسرائيل، فيما سرد فاروق القدومي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تفاصيل جديدة حول إبلاغه وصلاح خلف ‘أبو إياد’ من قبل السادات بتلك الحرب، بالتأكيد على أن مبارك لم يكن يعلم بالأمر.
وكتب الأغا وهو أيضا عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير على صفحته على موقع ‘الفيسبوك’ منتقدا اتهامات مبارك لأبو عمار ‘وأخيرا يدخل حلقة الردح والشتم والتطاول على رمز الشعب الفلسطيني وأحد أهم رموز حركة التحرر العالمية الرئيس الشهيد الخالد ياسر عرفات وافد جديد يدعى محمد حسني مبارك وللأسف كان يوما رئيساً لمصر الكنانة، مصر العروبة، مصر التي أحبها وعشقها الرئيس الخالد وكان يقول دائما انه مصري الهوية’.
ويزيد الأغا من انتقاده لمبارك بالقول ‘هذا الوافد الجديد الذي ثار عليه شعبه وخلعه وهو لا يزال يتنقل في ساحات المحاكم ليواجه جرائم ارتكبها في حق شعبه العظيم، خرج علينا بهذه السفاهات والاتهامات القذرة بحق ياسر عرفات الذي طاردته إسرائيل طيلة حياته وتمكنت في النهاية من تسميمه وقتله’.
وكان مبارك في تسجيل منسوب له نشرته إحدى الصحف المصرية وجه شتائم للرئيس عرفات، وقال انه قام بتسريب معلومات عن حرب الـ 73 التي شنتها مصر ضد إسرائيل لصالح الأخيرة.
ورد الأغا مدافعا بكلمات حملت انتقادات لاذعة لمبارك ‘إذا كان ياسر عرفات هو من سرب موعد حرب أكتوبر كما يدعي هذه المأفون فلماذا لم يعلن ذلك خلال الأربعين عاماً الماضية؟، ولماذا لم تظهر القصة إلا الآن ؟!.. أسئلة كهذه وغيرها يتحتم على هذا المأفون التافه الخرف أن يجيب عليها’.
ويؤكد عضو اللجنتين المركزية لفتح والتنفيذية لمنظمة التحرير أنه "لا يصح لمثل هؤلاء الحكام الفاسدين الذين لفظتهم شعوبهم أن يسيئوا بالباطل إلى زعيم هذا الشعب وقائده العملاق الذي أفنى حياته وخسرها ثمناً لالتزامه بحقوق شعبه والذي لا يزال رمزاً خالداً ليس لشعبه فقط ،وإنما لكل الشعوب التي تتطلع إلى الحرية والاستقلال والكرامة".
وأنهى الأغا كلامه باستخدام المثل الشعبي ‘صحيح إللي اختشو ماتو’.
ولعرفات مكانة كبيرة عند الفلسطينيين، ويعد من أهم رموزهم، وكان لعرفات الذي يتوشح دائما بالكوفية مكانة وحضور كبير في دول العالم.
وتتقصى لجنة فلسطينية الحقائق حول سبب وفاته بالاستعانة بلجان دولية، وأثبتت تحقيقات بثتها قناة ‘الجزيرة’ أن الرجل مات مسموما.
ولا يشك فلسطيني واحد في أن الرجل قضى بتدبير من إسرائيل التي كانت تحاصره في مقر المقاطعة بمدينة رام الله مع بداية اندلاع انتفاضة الأقصى، إذ تعرض الرجل لتدمير أجزاء من مكتبه، خلال هجوم إسرائيل على الضفة الغربية عام 2003.
وفي السياق واصل نشطاء من مؤيدي حركة فتح والرئيس الراحل ياسر عرفات حملة الدفاع عنه، والتي بدأت حين وجه له الكاتب إبراهيم حمامي شتائم خلال برنامج حواري على قناة ‘الجزيرة’.
ووضع العديد من هؤلاء على صدر صفحاتهم صورا للرئيس عرفات، وآخرون واصلوا اقتباس كلمات ثورية لأبو عمار كان يكررها كثيرا.
وصب مستخدمون آخرون لـ’الفيسبوك’ جام غضبهم على مبارك، واتهموه بقتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير، ووجهوا له الشتائم.
وكان سلطان أبو العينين عضو اللجنة المركزية لفتح وصف أقوال مبارك بـ ‘السخيفة’، متسائلا كيف لطبيب أقسم على شرف المهنة أن يقوم بخيانة قسمه وعهده، في إشارة إلى الطبيب الذي سرب التسجيلات.
وأكد أن الرئيس الراحل ياسر عرفات هو ‘ملك للشعب الفلسطيني’، مشددا على أن الإساءة له هي بمثابة ‘إساءة للشعب الفلسطيني’، وقال انه أكبر من هذه الاتهامات التي لا تستحق الرد عليها.
كذلك أكد أن مبارك رجل مريض وكبير بالسن، وأن التسجيل المقتطع لا يوفر الرواية التاريخية كاملة، وحث مبارك أيضا على الخروج برد رسمي حول الأقوال التي نسبت إليه.
وفي سياق التصدي الفتحاوي لاتهامات مبارك، نفى فاروق القدومي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن يكون أبو عمار قد سرب خبر موعد حرب أكتوبر، وقال ان الحرب لم يكن أحد يعلم موعدها.
ونقل موقع ‘دنيا الوطن’ عن القدومي قوله انه تلقى اتصالا من أبو إياد (قائد كبير في فتح اغتيل عام 1990) اخبره فيه أن الرئيس أنور السادات يطلب لقاءهم في برج العرب. وأضاف ‘فور وصولنا اجتمعنا بالرئيس المصري آنذاك أنور السادات الذي أخبرنا بدوره عن موعد الحرب’.
ويضيف القدومي نقلا عن السادات ‘غدا سوف تقوم الشارة وسوف اقطع القنال وبعد 6 كيلو سوف أتوقف وسوف تتدخل الدول الكبرى لتنجدنا، وأريد منكم انتم الفلسطينيين أن تكملوا المشوار’.
وقال ان السادات طلب تجهيز مجموعة من الفدائيين لـ ‘استكمال المشوار’، وقال أبو اللطف أيضا ان الاجتماع كان قبل الحرب بفترة، وان السادات لم يبلغهم الموعد المحدد للحرب.
ويكشف القدومي ما دار وقتها بالقول ان أبو إياد ذهب لأبو عمار لإخباره بما دار في الاجتماع، حيث كان عرفات في لبنان وليس في سورية، وأكد أن الأمر بقي سريا.
وأكد القدومي كذلك أن مبارك لم يكن يعلم بهذا الأمر، وأنه لم يحضر أيضا الاجتماع، وأنه بالأصل لم تكن هناك أي علاقة تربط رجال المنظمة بمبارك، وقال ‘علاقتنا كانت فقط بالسادات’ .
أبو اللطف أكد في حديثه أيضا أن الملك الأردني الراحل حسين لم يكن يعلم بموعد الحرب وبساعة الصفر أيضاً.