اقتحم عشرات المستوطنين برفقة حاخامات إسرائيليين صباح الثلاثاء المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وسط إجراءات شرطية مشددة، وحصار مكثف لمصاطب العلم، واعتقال أحدهم.
وقالت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في تصريحات صحفية لوكالة "صفا" : إن نحو 60 مستوطنًا اقتحموا ودنسوا المسجد الاقصى منذ ساعات الصباح بشكل جماعي وفردي، من بينهم ستة مستعربين، ونظموا جولة في أنحاء متفرقة في باحاته، وتلقوا شروحًا عن الهيكل المزعوم.
وأوضحت أن الجديد في الأمر أنه جرى اليوم استبدال قوات شرطة الاحتلال بما يسمى "قوة التدخل السريع" – "اليسام"، وهم يحاصرون طلاب مصاطب العلم بشكل كبير، ويضيقون الخناق عليهم عند دخولهم للمسجد، وذكرت أن المسجد الأقصى يشهد حالة استنفار قصوى من قبل شرطة الاحتلال عشية "عيد العرش" الذي يصادف غدًا الأربعاء.
وأشارت إلى تواجد مكثف للمصلين وطلاب وطالبات العلم وسط أجواء ترقب حذر بسبب تصعيد الموقف الإسرائيلي والدعوات اليهودية لتقسيم الأقصى، والسماح لليهود بالصلاة بحرية داخل المسجد.
وحول دور المؤسسة في مواجهة الاقتحامات خلال الأيام المقبلة، قالت المؤسسة "لقد دعونا لتكثيف شد الرحال للأقصى ، وطالبنا بتواجد طلاب المدارس من القدس، وأهل القدس عموماً، وكذلك تكثيف مسيرة البيارق"، وأكدت أن ما نسعى إليه هو ترتيب التواجد اليومي والباكر في المسجد الأقصى، خاصة في هذه الأيام، مطالبة بحراك جماهيري شعبي على مستوى الضفة الغربية وقطاع غزة، وإرسال رسالة للعالم العربي والإسلامي بأن الأقصى يستغيث، وعلينا إنقاذه.
ولفتت المؤسسة إلى وجود دعوات رسمية من قبل الحكومة الإسرائيلية والكنيست لتقسيم الأقصى، وهناك حديث عن فتوى صدرت من قبل بعض الحاخامات يجيزون اقتحام المسجد الأقصى، كما أن أحد الحاخامية المرجعية ستصدر تعليمات جديدة قد تمكن كل المجتمع الإسرائيلي من اقتحام المسجد.
ووصفت سماح الكنيست لليهود بالدخول بحرية للأقصى "بالأمر الخطير"، وانه محاولة لاستنساخ سيناريو المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، مبينًا أن كل هذه القرارات تنفذ بشكل واضح.
وأكدت أن المسجد الأقصى دخل اليوم في حالة الطوارئ من قبل الاحتلال، وعليه يجب أن نوفر الحماية الدائمة للأقصى.
وكانت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث قالت إنّ لجنة الداخلية في الكنيست الإسرائيلي خلصت في ختام جلسة عقدتها ظهر الاثنين إلى أنه من حق اليهود الدخول بحرية إلى المسجد الأقصى وأداء الصلوات اليهودية فيه وهم يحملون التوراة، وأفادت المؤسسة في بيان لها أن المجتمعون دعوا الشرطة لتوفير الأمن والحماية لليهود خلال تأديتهم شعائرهم الدينية في الأقصى، وتضمنت جلسة الكنيست المذكورة، وفق المؤسسة، تحريضًا واضحًا على المسلمين ورواد الأقصى.
وفي السياق، اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي صباح الثلاثاء أحد طلاب مشروع مصاطب العلم داخل المسجد الأقصى المبارك، واقتادته إلى مراكز التحقيق،وقالت المؤسسة إن أربعة من ضباط الاحتلال اقتحموا أحد مصاطب العلم، واعتقلوا الطالب أكرم شرفاء من سكان القدس، بتهمة "التكبير" داخل الأقصى.
وأوضحت أن ضباط الاحتلال اقتادوا الطالب شرفاء إلى مراكز التحقيق، مشيرة إلى أن شرطة الاحتلال دائمًا تهدد طلاب العلم بالاعتقال في حال التكبير داخل الأقصى، ولفتت إلى اعتقال العشرات من الطلاب مؤخرًا بنفس التهمة، حيث جرى إبعادهم لفترات مختلفة عن المسجد، مبينًا أنه خلال التحقيقات يتم اتهامهم "بالتكبير في المسجد الاقصى، وأن هذا نوعًا من الاخلال بالنظام العام".