الأنفاق هاجس أمني لمصر وتدميرها يعمق الحصار

تقرير ما تداعيات هدم الجيش المصري لمنازل رفح على سكان غزة؟

الساعة 02:05 م|01 سبتمبر 2013

غزة -خاص

لا تزال الأنفاق الحدودية بين قطاع غزة وجمهورية مصر العربية تشكل هاجساً أمنياً لدى الجيش المصري على الرغم من مساعدتها إنسانياً لسكان قطاع غزة وهي محاولة –الأنفاق- لكسر الحصار الصهيوني المفروض على القطاع منذ أكثر من سبع سنوات.

إلا أن الجيش المصري ما زال يعتبر وجود الأنفاق بين مصر وغزة خطراً على الأمن القومي المصري حيث شرع بتدمير المئات من الأنفاق الحدودية منذ بداية الحملة ضد الأنفاق وامتدت اليوم لتشمل تدمير المنازل التي تخرج منها "عين النفق" في محاولة لفرض منطقة عازلة على مسافة 500-700 متراً بين غزة ومصر.

المحلل الاقتصادي الدكتور محسن أبو رمضان، أكد ، أن هدم الجيش المصري لبعض المنازل الحدودية بين قطاع غزة وجمهورية مصر العربية ستعمق الحصار وستتسبب بأزمة إنسانية خانقة في قطاع غزة.

ويذكر أن وسائل إعلام مصرية أفادت بأن الجيش المصري شرع بتدمير العديد من المنازل في مدينة رفح المصرية لعثوره على أنفاق حدودية بهذه المنازل تربط القطاع بمصر لنقل البضائع الإنسانية والمواد الأساسية لسكان قطاع غزة الذي يعاني من حصار مشدد من قبل الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من سبعة سنوات للبدء في إنشاء منطقة عازلة تمتد لمئات الأمتار على الحدود بين مصر وغزة.

الوضع الأمني

وأوضح أبو رمضان، في تصريح مقتضب لفلسطين اليوم الإخبارية"، مساء اليوم الأحد، أن  قطاع غزة يعتمد بنسبة 70% على الأنفاق الحدودية لإدخال البضائع والمواد الأساسية للقطاع خاصة مواد البناء وغاز والبضائع الإنسانية.

وعن هدف الجيش المصري بإنشاء منطقة عازلة، بين المحلل الاقتصادي أبو رمضان، أن هدم المنازل التي تحتوي على الأنفاق وعمل منطقة عازلة لمسافة 500 متر لا تعني إنشاء منطقة تجارية حرة بين قطاع غزة وجمهورية مصر العربية بالمطلق.

ولفت إلى أن إقامة منطقة عازلة بين قطاع غزة ومصر سببها الأوضاع الأمنية المتوترة في شبه جزيرة سيناء لضبط الأمن ولحل المشكلات الأمنية التي تواجه مصر في سيناء، مؤكداً انه يحق لأي دولة أن تحفظ حدودها وتحميها كما تشاء ولكن الأوضاع في قطاع غزة تزداد سواء تزداد صعوبة بسبب الحصار المتفاقم على قطاع غزة.

وقال أبو رمضان، :"نأمل من الحكومة المصرية من منطلق إنساني أن تعيد النظر فيما يتعلق بقطاع غزة وإدخال البضائع والمواد الأساسية لسكان القطاع، مضيفاً نتفهم الموقف المصري بفرض منطقة عازلة، مؤكداً أن هذا الأمر يدفعنا إلى التوجه والضغط على الجانب الإسرائيلي لفتح كافة المعابر الحدودية مع الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء الحصار عن قطاع غزة.

لا تكون بين الأخوة

أبدت الحكومة الفلسطينية استغرابها من نية الجانب المصري إقامة منطقة عازلة على الحدود بين قطاع غزة ومصر.

من جانبه قال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية بغزة إيهاب الغصين إن المناطق العازلة لا تكون بين الأخوة وحدود الدول الشقيقة، مؤكداً أن غزة تمثل خط الدفاع الأول عن مصر ولا يأتي منها إلا الخير.

وعبّرت حكومة غزة عن أملها ألا تكرس هذه الخطوة الحصار على غزة، وألا تزيد من معاناة أهل القطاع، داعية الحكومة المصرية إلى إقامة منطقة تجارة حرة في هذه المنطقة.

مظاهرات رفح المصرية

فيما أفاد شهود عيان بأن العشرات من المصريين من سكان مدينة رفح المصرية صباح الأحد خرجوا بمسيراتٍ حاشدة احتجاجًا على نية الجيش المصري إنشاء منطقةً عازلة على طول الحدود مع قطاع غزة بمسافة 500 متر، بعد تدمير المنازل والحقول الزراعية المتواجدة بالمنطقة الحدودية.

وقال شوهد العيان، إنهم شاهدوا مسيراتٍ حاشدة للأهالي تخرج بمحيط دوار "سلامة" بمنطقة الصرصورية ومحيط ميدان الجندي المجهول القريبين من الحدود مع غزة حيث قام الأهالي بإشعال عدد كبير من الإطارات تعبيرًا عن غضبهم.

وكان مصدر أمني رفيع المستوى، ذكر لوسائل إعلام فلسطينية أن " الجيش المصري دمّر 6 منازل في رفح المصرية صباح اليوم الأحد ، دون السماح للمواطنين بأخذ حاجياتهم منها"، مؤكدًا أن هدم المنازل يتم دون أي سند قانوني، وبلا توفير أي بدائل للمشردين.