خبر الطريق الثالث لاوباما -معاريف

الساعة 09:18 ص|01 سبتمبر 2013

الطريق الثالث لاوباما -معاريف

بقلم: بن – درور يميني

        (المضمون: معظم الامريكيين ضد الهجوم وأمريكا ستدان اذا هاجمت وستدان اذا لم تهاجم. ولكن على الغرب ان يلوم نفسه فقط لانه هو الذي شجع الاسلام المتطرف - المصدر).

        لم يقرر اوباما أي شيء. فقط قال انه قرر. يمكن ان نكتب الان كلمات ومقالات لا حصر لها تنديد له. مظهر آخر له من التصالح. مظهر آخر له من الضعف. ولكن هذه المرة، لغرض التغيير، يمكن لنا أن نفهمه. فالظروف تفترض الحرج.

        هكذا بحيث أنه لا توجد أي حاجة للتنديد بالولايات المتحدة ولا ببريطانيا، لانه يمكن فهم الحرج. فنحن نعرف بانه لو كانت المعارضة للاسد قادرة لفعلت بالضبط ما فعله لها الاسد. فالذبح الوحشي والجماعي ليس مسألة جهة واحدة في الصراع اياه. هذا يحصل مع أو بدون سلاح كيميائي. هذا يحصل لانه في الطرفين لا يوجد فقط بنو بشر بل ويوجد ايضا حيوانات بشرية. الهجوم  على نظام الاسد، بعد استخدام السلاح الكيميائي، هو الامر الاكثر اخلاقية وعدلا. غير أنه في الواقع المعقد والمركب جدا في سوريا، ليس واضحا بان مثل هذا الهجوم سيغير أي شيء. فلا ينبغي لنا أن نقول كارثة رجاء ولا ينبغي لنا رجاء ان نذكر رفض الغرب قصف طرق الوصول الى معسكرات الابادة. وذلك لانه في حينه لم يكن طرفان. في حينه كانت فقط حيوانات بشرية ضد بني بشر. هذه ليست القصة في سوريا. لقد قرر براك اوباما امس الطريق الثالث. لا نعم ولا لا. السير مع والشعور بلا. معظم الامريكيين، حسب استطلاعات الاسبوع الماضي، قرروا أنهم ضد. ليس واضحا ان منتخبيهم سيصوتون بشكل مختلف. هذا حصل قبل ايام قليلة في لندن وهو يمكن أن يحصل في واشنطن ايضا.

        القرار الاصعب الذي يتملص منه العالم هو في موضوع الصراع ضد الاسلام الراديكالي. هذا ليس مرتبطا بسوريا، لان هناك يدور الحديث عن صراع دامٍ بين الاسلام الراديكالي والاسلام الراديكالي وبين جبهة النصرة وحزب الله. هذه نذلة وذاك حقير. وطالما كان الصراع فقط بين هؤلاء، كان ينبغي مباركته. المشكلة هي مثلما في عدة بؤر نزاع كثيرة اخرى يشارك فيها الاسلام الراديكالي، من العراق وحتى داغستان، من الباكستان وحتى نيجيريا، الضحايا الاساس هم مواطنون ابرياء. المشكلة هي ان المال ذا الرائحة السلفية يتدفق الى الولايات المتحدة ايضا. ولبريطانيا ولدول اخرى على حد سواء. وهذا المال يغذي الراديكالية الاسلامية، الكراهية والتحريض. هذا المال يتدفق ايضا الى الجامعات في الغرب وهو يهدم الفكر الحر. وهكذا بحيث أنه قبل أن يذهب العالم الى سوريا يجدر به أن ينظر الى ما يحصل عنده. غير أنه ساكت ومشلول. فقدَ عاموده الفقري الاخلاقي. الليبراليون تركوا الليبرالية لمصيرها.

        يوم الجمعة عقدت عشرات المظاهرات في أرجاء الولايات المتحدة والعالم. ليس هاما ما تفعله أمريكا. واضح أن المظاهرات ستكون ضدها. عمليا فقد بدأت. اذا تدخلت فان المظاهرات ستكون ضد الشيطان الامبريالي الذي يزق أنفه في دولة شرق أوسطية كي يسيطر على مصادر النفط و/او يغذي انظمة ظلماء. ليس مهما انه لا توجد في سوريا حقول نفط. فالحقائق ليست الجانب القوي في المتظاهرين من نوع معين. واذا لم تتدخل الولايات المتحدة، فستكون المظاهرات ضدها لانها تترك لمصيرهم مرة اخرى المسلمين لوحشية الحكام الطغاة.

        ذنب اوباما، وذنب العالم الحر، هو في أنهم قادوا أنفسهم الى هذا الوضع. فقد أغمضوا عيونهم امام صعود الاسلام الراديكالي. آخرون، ليس الزعماء، حتى شجعوه وتظاهروا من أجله. فاصدقاء اوباما من الماضي هم الذين حجوا وقدموا التأييد لحزب الله وحماس على حد سواء. لقد تشوشت المفاهيم تماما وانهار العقل السليم. ان العالم الحر ملزم بان يجتاز اصلاح اكثر عمقا وجدية بكثير. يمكن ايجاد المبررات للهجوم على سوريا. جون كيري فعل هذا على نحو لا بأس به اول أمس. ولكن لا حاجة الى الاوهام. هذا ليس ما سيحل المشكلة العسيرة والعميقة اكثر للعالم الحر.