خبر إسرائيل تدّعي الحياد! تعديل في تقدير الرد السوري ..حلمي موسى

الساعة 10:34 ص|31 أغسطس 2013

 تدّعي إسرائيل التزام الحياد تجاه ما يجري في سوريا، وأنها ليست طرفاً، ولكنها لا تتوانى عن إطلاق التهديدات لسوريا من ناحية، ومحاولة تهدئة جمهورها من ناحية أخرى. وقد كان ذلك دور رئيس الأركان الجنرال بني غانتس، الذي هدد كل من يفكر بالمساس بإسرائيل وطالب الجمهور بمواصلة حياته الاعتيادية. ولكن الجيش الإسرائيلي، وفي إشارة إلى التوقعات، نشر بطارية «القبة الحديدية» الخامسة في منطقة تل أبيب، وهو يفكر بنشر البطارية السادسة قريباً.

وقد تراجعت أسهم الضربة العسكرية الغربية لسوريا في تقديرات الخبراء العسكريين الإسرائيليين، الذين قالوا إن الضربة التي كانت مقررة نهاية الأسبوع تأجلت إلى مطلع الأسبوع المقبل (الذي يبدأ يهودياً من يوم الأحد) لأسباب تتعلق بمصاعب سياسية، ورغبة أميركية في حشد المزيد من القوات الجوية في المنطقة.

وأدلى السفير الأميركي في تل أبيب دان شابيرو بدلوه إزاء التطورات، مؤكداً أنه «محظور على العالم أن يلتزم الصمت تجاه قتل المدنيين من نساء وأطفال». وشدد على أن «فحص القرائن تشير إلى أن النظام السوري كان خلف ذلك. والمداولات في واشنطن لا تتعلق بسلاح كيميائي استخدمه السوريون، وإنما بمسألة ما ينبغي أن يكون عليه الرد الأميركي، وهو رد سيأتي».

وأشار شابيرو إلى التعاون بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية. وقال إن التعاون الأمني بين الدولتين في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يسبق له مثيل وأنها «بلغت ذرى جديدة».

وطلب الجيش الإسرائيلي من إدارة مستشفى «رمبام» في حيفا الاستعداد لاحتمال التعرض لضربة صاروخية. وبرغم ذلك، فإنه وجه إدارة المستشفى لإعداد طابق بكامله كمستشفى ميداني عسكري ومدني تحسباً لهجمات صاروخية على إسرائيل. ومعروف أن مستشفى «رمبام» يحوي طاقم طوارئ تحت الأرض، لم يكتمل بعد، مصمم لاستيعاب ألفي سرير. وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن مستشفى «أيخيلوف» في تل أبيب لم يكمل بعد طابق الطوارئ المفترض أن يحوي 800 سرير، ولكن تبذل جهود مركزة هذه الأيام لإنجاز المهمة.

وكان رئيس الأركان الجنرال بني غانتس قد خرج بأعلى صوت ليهدد سوريا وليطمئن الإسرائيليين، حيث قال إن «توجيه النيران نحونا، كما هو واضح لكل الزعماء سيكلفهم ثمناً باهظاً وخسارة العدو ستكون حازمة وقاسية». وشدد على أن «الجيش الإسرائيلي يواجه أياماً تطفح بالتحديات»، مؤكداً أنه ليس لإسرائيل ضلع في ما يجري في سوريا، وأن «جمع المعلومات، وقوات الهجوم ومنظومات الدفاع في الجو والبر والبحر متأهبة ومجهزة بأفضل جنودنا وقادتنا في القوات النظامية والاحتياطية».

ودعا غانتس الاسرائيليين إلى مواصلة حياتهم الاعتيادية والاستعداد لأعياد تشرين، و«للعلم أن الجيش الإسرائيلي يقف حازماً للدفاع عنهم وهو قوي ومستعد أفضل من أي وقت مضى». وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية قد استبق كلام غانتس بمطالبة الجمهور الإسرائيلي التزام الحياة الاعتيادية والاتكال على قوة جيشهم.

وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أنه برغم تعقيدات الجبهة السياسية الدولية، فإن الاستعدادات لا تزال مستمرة وحالة التأهب عالية لمواجهة التطورات. وواصل الجيش الإسرائيلي منع الإجازات في صفوف قواته في قيادة الجبهة الشمالية إلى أن تنتهي العملية الغربية. وواصلت شعبة الاستخبارات العسكرية العمل بكثافة من أجل إتمام بناء الصورة العامة حول سوريا والدول المجاورة، التي سينضم بعضها إلى التحالف الذي تقوده أميركا. ويبدو أن شعبة الاستخبارات العسكرية غيرت تقديرها بشأن الرد السوري من «احتمال ضئيل» إلى «احتمال غير كبير»، وهو ما يثير الارتباك في صفوف القيادة ويدفعها إلى إطلاق التهديدات.

وكتب المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل ملخصاً الموقف الإسرائيلي بقوله إن القيادة توحي بثقتها أن لا الرئيس السوري ولا حلفاؤه، إيران و«حزب الله»، يخططون للانتقام من إسرائيل رداً على الهجوم المتوقع. ولكن هذه القيادة تتخذ تدابير الحذر وتتعامل بشكل «محدود الضمان» مع التهديدات بحرق إسرائيل. وهي تسمع بشكل أكبر الهمسات من غزة بأن حركة «الجهاد الإسلامي» تهدد بالانضمام إلى المعركة وإطلاق الصواريخ على إسرائيل، رداً على أي خطوة أميركية. وقال إن إسرائيل تجري مداولات أمنية يومية لتقدير الموقف وأن التهديدات التي تصدر تنطلق من هذه التقديرات التي ينتقدها البعض ويرون أنها ضارة.

فقد أشارت «معاريف» إلى أنه «بينما يخلق نتنياهو الانطباع بأنه يؤيد العملية الأميركية، التي ستعيد الرد ضد مجانين الشرق الاوسط، يخيل أن بعضاً من المحافل رفيعة المستوى الى جانبه، أقل حماسة. وبينما لا يترك نتنياهو شيئاً للخيال حين يهدد بالرد على كل نار سورية، يبدو أن بعضاً من زملائه على طاولة المشاورات يعتقدون أنه على إسرائيل أن تصمت وتضبط نفسها. وفي دخيلة نفسه، يفهم نتنياهو بأنه سيتعين عليه أن يفكر جيداً بالرد الإسرائيلي، وذلك لأن سوريا ليست منظمة ارهابية كحماس أو حزب الله، بل دولة عدو بحجم آخر تماماً».

ونشرت «معاريف» و«إسرائيل اليوم» استطلاعين متضاربين حول موقف الجمهور الإسرائيلي من الحرب في سوريا. وفيما أشار استطلاع «معاريف» إلى رفض 77 في المئة من الإسرائيليين تدخل إسرائيل العسكري في سوريا من دون أميركا، أظهر استطلاع «إسرائيل اليوم» تأييد 67 في المئة للهجوم على سوريا.

وأوضح الاستطلاع الثاني أنه خلافاً للرأي العام في أوروبا وأميركا، يؤيد أكثر من 66 في المئة من الإسرائيليين الحرب على سوريا برغم خشيتهم من انجرار إسرائيل إليها. ويرى 73 في المئة من الإسرائيليين أن أميركا ستشن الحرب على سوريا، وأكثر من 57 يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي سيشارك موضعياً فيها.