خبر بوليصة تأمين -يديعوت

الساعة 09:47 ص|29 أغسطس 2013

بقلم: اليكس فيشمان

        (المضمون: لا تستعد اسرائيل استعدادا حقيقيا لتلقي ضربة سورية لأنها لا تعتقد أن يُقدم الاسد على ضربها ولهذا فان استعدادها في أضيق مجال - المصدر).

        ليس عند الامريكيين ولا عند اسرائيل أي دليل يشير الى نية سوريا أن تهاجم اسرائيل في الفترة القريبة. فلا توجد أوامر عسكرية كهذه ولا توجد تحركات تدل على استعدادات لهجوم كهذا. أو بعبارة اخرى إن السوريين لا يستعدون حتى الآن لعمل هجومي ما على اسرائيل ردا على هجوم امريكي.

        إن التنصت الاستخباري على سوريا – الامريكي والاسرائيلي – في ذروته في هذه الايام؛ فلو أن الجيش السوري أجرى تحريكا لقوات كبيرة ومهددة قد يصبح عملا هجوميا – مثل نشاط ما في ألوية صواريخه الـ ارض – ارض أو في سلاح الجو – لكان من المنطق جدا أن نفرض أن تعرف اجهزة الاستخبارات بهذه التحركات، ولم يحدث ذلك، ولهذا لا يوجد للذعر الذي يصيب اليوم عددا من السكان في البلاد أي أساس في الواقع.

        استعمل النظام السوري موظفين في المستويات المتوسطة وبعثهم على تهديد اسرائيل على رؤوس الأشهاد. وكان ذلك عملا دعائيا هو جزء من الحرب النفسية التي ترمي الى احباط المبادرة الامريكية. وقد هددت آلة الدعاية السورية تركيا والاردن والسعودية واسرائيل بغرض احراز شيء من تأثير الدومينو يُنزل الامريكيين عن الشجرة – وفشلت.

        إن الامريكيين اليوم مستعدون للهجوم على سوريا في كل وقت. وستتلقى اسرائيل إنذارا محددا قبل الهجوم بساعات معدودة فقط. ولهذا فانها تُجري الآن عددا من الاجراءات لتقصير المدة اذا ما حدث خلل ما أو خطأ في تقدير الوضع وأطلق السوريون صواريخ عليها. وهذه الاستعدادات ايضا هي بوليصة تأمين اذا ما ظهر أن تقديرات الوضع في اسرائيل كانت مخطئة تماما وأن السوريين قد نجحوا في خداع الجميع والاستعداد سرا لهجوم على اسرائيل مباغت بالصواريخ. ولهذا جُند أمس ناس من كتيبة احتياط القبة الحديدية، وتم تثخين قسم البحث وجمع المعلومات الاستخبارية في "أمان" وتم تجنيد صغير للاحتياط لجهاز الرد السريع في سلاح الجو والجبهة الداخلية. وقد جُند في الحاصل نحو من ألف من رجال الاحتياط كي يمكن الرد سريعا في حال مفاجأة تامة.

        قام السوريون من قبل بخطأ مهني – تقني واستراتيجي – حينما استعملوا الصواريخ الكيميائية على ريف دمشق. ومما يُعلم الى الآن أن تركيب المادة السامة التي حملتها هذه الصواريخ كان يختلف عن تركيب المادة التي استعملوها في الماضي في اثناء قتالهم للمتمردين. هذا الى أن الاطلاق تم في حال كانت فيها حال الرياح والظروف الجوية في منطقة الابادة مثالية لنشر ناجع للمادة القاتلة المُركزة. والذي اخطأ هذا الخطأ قد يخطيء اخطاءً اخرى، ولهذا تستعد دولة اسرائيل.

        ويفهم الروس ايضا قواعد اللعبة، فقد أخرجوا جزءً من ناسهم من سوريا وأجلوا قواتهم الموضوعة في مواقع استراتيجية – مثل ميناء طرطوس. فالحال على النحو التالي: حينما يسلك الامريكيون سلوك الروس – أو مثل امبراطورية تحافظ على مكانتها – يفهم الروس هذه اللغة ويسلكون سلوك الامريكيين فيتنحون جانبا.

        وقد تلقت اسرائيل إنذارا استراتيجيا غير رسمي بالهجوم الامريكي. ولا يجب الكلام، فالاستعدادات التي تقوم بها الولايات المتحدة مشاهدة عيانا. وقد أخذت ساعة رمل الهجوم – الذي هو في أساسه هجوم عقاب وردع – أخذت تفرغ.

        اذا لم يكن اعلان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بأنه يُطيل مدة عمل المراقبين في سوريا بأربعة ايام اخرى لم يُنسق مع الامريكيين، فالحديث هنا عن مواجهة شديدة جدا تنشأ بين الامين العام للامم المتحدة والرئيس الامريكي. إن استقرار رأي بان كي مون على إبقاء المراقبين في دمشق هو في حقيقة الأمر نقض يستعمله الامين العام على الجدول الزمني الامريكي. ونشك في أن يخضع الامريكيون لهذا النقض. ويضيف اعلان بريطانيا المفاجيء أنها تطلب الانتظار حتى إنهاء عمل مراقبي الامم المتحدة في سوريا قبل عملية عسكرية، شيئا من عدم اليقين ايضا. لا يوجد تغيير في الجدول الزمني الامريكي بحسب ما هو معلوم في اسرائيل، لكنه بدأت تنشأ أمس تحت الأنف دراما دبلوماسية صغيرة.