تقرير خطوة خطيرة ..المناهج « الإسرائيلية » في مدينة القدس لتزوير التاريخ

الساعة 08:23 ص|28 أغسطس 2013

رام الله(خاص)

للمرة الأولى منذ احتلال الشق الشرقي لمدينة القدس المحتلة في العام 1967 فرضت سلطات الاحتلال الصهيوني منهاجها الإسرائيلي على خمس مدارس فلسطينية، مما أثار حفيظة أهالي الطلبة الذين أعلنوا رفضهم الخطوة.

هذه الخطوة والتي تعتبر الأخطر على نظام التعليم في القدس، كما حذر بعض الخبراء التربويين، يخشى من انتشارها لتشمل كافة مدارس القدس "الشرقية" مما يعني إسرلة كاملة للمناهج الفلسطينية في خطوة للسيطرة على العقول الطلاب المقدسيين والتأثير عليهم.

والمدارس التي طبقت هذا المنهاج هي مدرسة ابن خلدون تدرس المنهاج الاسرائيلي للصف السابع، أما ابن رشد وعبد الله بن الحسين للصفوف السابع والثامن، ومدرستي صور باهر للذكور والاناث للصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائي.

تقول إحدى الأمهات ميساء الكالوتي، إن استبدال المنهاج الفلسطيني بالإسرائيلي لا يقتصر على "التوجيهي" و إستبداله ب"البجروت"، بل يتعداه بدأ بعض المدارس بتدريس المنهاج الاسرائيلي من الصفوف الابتدائية.

وتابعت خلال حديث ل"فلسطين اليوم"، وهي الناشطة في حملة نظمت لمقاومة هذا المنهاج:" "ان استبدال المنهاج الفلسطيني بالإسرائيلي هو أخطر مما يحدث على الأرض هذه الأيام، أخطر من اقتحام الأقصى وهدم المنازل وسحب الهويات وفرض الضرائب، لان الجيل الجديد سيدرس المنهاج الإسرائيلي المسموم".

ومما يتضمنه المنهاج الجديد أن "الهيكل" حقيقي وموجود مكان الأقصى، وأن بلدية الاحتلال تعطي التراخيص لتنظيم البناء في المدينة المقدسة ولكنها تهدم منازل "الفلسطينيين الفوضويين" وسترسخ بفكرهم الأسماء العبرية للشوارع والأماكن في المدينة المقدسة.

رئيس لجنة اتحاد أولياء الأمور في المدارس التابعة للبلدية ب"القدس الشرقية" عبد الكريم لافي قال ل"فلسطين اليوم" إن الأهالي كانوا يخوضون حربهم لعدم إستبدال التوجيهي بنظام "البغروت" الإسرائيلي، ليصطدموا بالعام الجديد باستبدال شامل لكافة المنهاج.

وتابع:" لن يقتصر الأمر الأن على استبدال امتحانات التوجيهي كما يعتقد، بل سيكون هذا التدريس من الصف الأول وصولاً إلى الصف الثاني عشر".

وأوضح لافي أن المنهاج الاسرائيلي يحرف التاريخ والدين والجغرافيا إضافة إلى تشويه الثقافة الوطنية، حيث يتكلم عن "التاريخ الاسرائيلي"، وعلى سبيل المثال لن يدرس الطالب بأن يافا هي مدينة فلسطينية إنما اسرائيلية وبالتالي يسلخ الجيل الجديد عن الفكر والوعي الفلسطيني".

تقول ديما السمان مسؤولة التعليم في القدس في وزارة التربية و التعليم، إن إسرائيل وصلت لقناعة أنه من الصعب تهويد المناهج دفعة واحدة، فقامت بخطوات أخطر من ذلك، أولها أنها قسمت المدارس إلى مجموعات المجموعة الأولى خمس مدارس، ستبدأ فيهم هذا العام، وقامت بالاجتماع مع بعض المدارس وأولياء الأمور فيها وتقديم حوافز للموافقة.

وتابعت السمان في تصريحات إذاعية لها :"الخطورة أن هذا المنهاج هذا العام بدأ في خمس مدارس ولكنه سيعمم في السنوات المقبلة ليشمل كل مدارس القدس المحتلة".

وعن فحوى المناهج قالت:" هذه المناهج قائمة على تزوير الحقائق ويقدمون الرواية الإسرائيلية بكل ما فيها من كذب و تزوير وليس فيها ايه حس وطني".

فالمنهاج الفلسطيني بحسب السمان، مهم جدا لطلبة القدس تحديدا فهم في أمس الحاجة الذي يحوي فلسفة وطنية تغرس فيه الحس الوطني في ظل الظروف القائمة في القدس، ومحاولات التهويد الدائم للمدينة".

و طالبت السمان كل مرجعيات القدس و المؤسسات للوقوف ضد هذه الخطوة، فهي المسمار الأول في نعش العملية التعليمية في القدس المحتلة.