خبر من يترنح على الحبل- يديعوت

الساعة 07:51 ص|26 أغسطس 2013

من يترنح على الحبل- يديعوت

بقلم: ايتان هابر

        (المضمون: السيسي يعرف بان هذه معركة لا يمكنه أن يخسرها. فالمسألة هي إما رقبته وقبة  مؤيديه أو رقاب معارضيه. على الغرب ان يجري دروسا في فهم مصر والشرق الاوسط - المصدر).

        هاكم تخمين: الجيش المصري سيفتك في الزمن القريب القادم بالاخوان المسلمين. فالجنرال السياسي لن يرفع يده عن الرئيس حتى وقت اخير مضى، محمد مرسي. فهو سيمسك بعنقه وسيحاول ان يحطم الى شظايا خلال الحركة المتطرفة في نظره. السيسي كان يوده أن يرى مرسي يترنح على حبل: فهو يعرف جيدا أن الحال هو أما هو ورفاقه او مرسي والمحكومين المتطرفين من جماعته: وهو، وكم هو طبيعي، يريد أن يعيش وان يحكم.

        السيسي يعرف جيدا بانه قد لا يكون كل الشعب المصري خلفه يؤيدونه، ويؤيدون جيشه وخطواته، ولكن في العالم، وبالاساس في دول عربية عديدة، يعلقون به وبجنوده آمالا عظام. الفشل غير وارد. الكثير جدا من اصحاب المناصب الكبرى، في اسرائيل ايضا، يؤمنون بان السيسي ورجاله سيخلقون – اخيرا؟ - المحور الذي يمنع سيطرة الاخوان على الشرق الاوسط. في السعودية، في الاردن وفي دول الخليج يتنفسون هذه الايام الصعداء ويصلون خمس مرات في اليوم الا يكون هذا مؤقتا.

كان هناك وسيكون من سيشكون من ضياع امكانية اقامة حكم ديمقراطية في القاهرة. الامريكيون هم من كبار الخبراء في هذا المجال. عندنا ايضا لا ينقص من سيركضون نحو الصيدلية المجاورة كي يشتروا محارم ورقية لمسح الدموع. المهم أنهم محقون، ولكن من، بحق الجحيم يريد أن يسمع عن المبادىء حين يدور الحديث عن الحياة أو الموت – في الحالة التي أمامنا حياتنا وموتنا؟ السيسي قد لا يكون الديمقراطي المطلق، ولكن ما فعله في مصر، وعلى ما يبدو سيفعله، جدير باسناد الغرب. ذات الغرب الذي يحتاج الان الى دروس خاصة في ادارة الشرق الاوسط وانماطه.

 

وهاكم تخمين آخر: الزمن القريب القادم سيستغله السيسي ورفاقه كي يكتشفوا في جيشهم الكبير الجنود الذين هم اعضاء او مؤيدون للاخوان وهؤلاء سرعان ما سيجدون انفسهم مسرحين. في مصر، بقدر كبير، يعني الامر الحكم عليهم برغيف أو اثنين في اليوم، مع او بدون زعتر. الجيش، بالمناسبة، يتمتع بعطف كبير في الشارع المصري، حتى بعد أن قتل مئات المواطنين الذين ارادوا الاعراب عن رأيهم بشكل ديمقراطي.

لقد احتفل الاخوان في وقت سابق لاوانه بانتصارهم في الانتخابات العامة. فالسيسي ورفاقه وكذا العديد من المواطنين المصريين، يرون فيهم اعداء حقيقيين وتهديدا حقيقيا على حياتهم. وفي صالح الاخوان يقال انهم لم يخفوا ابدا نواياهم في السيطرة وفي فرض دينهم ورأيهم.

وفي طالحهم يقال انه حتى بعد 80 سنة من انتظار الحكم، لم يقدروا على نحو سليم الخطر المحدق امامهم عندما ساروا، عملوا وتحدثوا "مع السكين بين الاسنان". الناس العاديون لا يحبون الناس المتطرفين في اي مجال من مجالات الحياة. ماذا يتبقى للاخوان ان يفعلوه الان؟ ارهاب وحشي. في هذا المجال اختصوا في الماضي ايضا. اغتيال الرئيس السادات، مثلا، أتذكرون؟

        للسيسي ورفاقه ميل وتعليم عسكري غربي. هو وابناء جيله في الجيش تعلموا في الولايات المتحدة. سيكون صعبا عليهم التنازل عن صندوق الوفرة الامريكي الذي يوقف على اقدامها مصر وبالاساس جيشها. والجيش، بالمناسبة، هو دولة داخل دولة، اقتصاد مغلق وعظيم الحجوم. ولحظهم، فان الدول التي ترغب في نجاحه هي ايضا تلك التي لديها كنوز كبيرة، يمكنها ان تشكل بديلا عن المال الامريكي الذي قد لا يصل.

        وهاكم الخلاصة، صحيح حتى اليوم: ربح ونجدة يوجدان لنا، مؤقتا على ما يبدو، بفضل السيد السيسي، الذي هو كاره لاسرائيل غير صغير بحد ذاته. السؤال هو ماذا ستفعل دولة اسرائيل مع هذا الزمن؟ الزمن يعمل في صالح من يعمل في صالحه، يقول القول الممجوج. إذن ماذا نفعل.

        (ملاحظة: نحن نتذكر جيدا بان لنا مشاكل من سيناء ومشكلة كبيرة في ايران، ولكن لماذا نفسد فرحة الفقراء؟).