خبر يا نتنياهو.. سر في هذا- معاريف

الساعة 08:18 ص|18 أغسطس 2013

بقلم: حاييم آسا

مستشار استراتيجي لاسحق رابين

بينما تشتعل مصر، سوريا وبيروت، تحرر اسرائيل سجناء وتجري اتصالا مباشرا بين اسرائيليين رسميين وفلسطينيين رسميين على تسوية سلمية. الفوضى فالتة العقال تقف حيال الهدوء، الظاهر، الذي يخلق النشاط الدبلوماسي الاسرائيلي مع الفلسطينيين. ويدور الحديث عن النقيض التام لوضع الشرق الاوسط مثلما كان في عشرات السنوات الاخيرة. في حينه كان الشرق الاوسط هادئا ومستقرا، ظاهرا، والاسرائيليون وحدهم الذين "عرضوا للخطر" الاستقرار في المنطقة.

وعليه، فان السؤال الذي يوم في الهواء هو "هل جيد لاسرائيل ان تجري مسيرة سياسية أم لا. اليمين في اسرائيل يدعي أن لا، ولكن نذكر انه ادعى هكذا دوما. خسارة، لان صورة الوضع الحالي جيدة لاسرائيل، بل وحرجة. وتوريد الاكسجين الذي يمكن لاسرائيل أن تربحه منوط بوجود مسيرة سياسية. ومع ذلك، فان المفاوضات عديمة القيمة اذا لم يكن لها هدف واضح وحقيقي، بمعنى – اذا لم يكن في اساسها أمل من الطرفين للوصول الى نهاية ناجحة. لهذا الغرض فان الطرفين مطالبان بخلق الثقة، غير أن الوضع الذي بدأت فيه المفاوضات لم تكن ذرة ثقة بين الطرفين. وهذا هو السبب الذي يجعل اسرائيل مطالبة بان تتخذ خطوات لبناء الثقة فحررت سجناء، مخربين، قتلة من السجن. يجدر بالذك أنه لا توجد مفاوضات مجردة، هذه مسيرة تلزم الطرفين "بدفع اثمان". خطوات بناء الثقة هي الاثمان "التي على الطريق" اثمان تتيح المسيرة نفسها. اسرائيل تدفع الاثمان العالية مثابة ورقة ضمانة لنواياها الجدية، والمسيرة نفسها تساهم في مكانتها بشكل كبير، مكانة لها تأثير مباشر على مكانتها الاستراتيجية.

ليس واضحا لاي منا اذا كانت هذه الخطوة الاسرائيلية الناجحة هي نتيجة استراتيجية اسرائيلي ام ضغط امريكي. كلنا نعرف بان هذا الطريق ليس طريق اليمين، الذي يوجد اليوم في الحكم في اسرائيل. هناك غير قليل في اوساط اليمين ممن يتوقعون انهيار المسيرة، صحوة احد ما او فقدان تصميم الامريكيين. ويجدر القول لرئيس الوزراء: سر الى هذا حتى النهاية. حتى لو ترك بينيت ورفاقه، حتى لو هجر فايغلين ورجاله الليكود. اسرائيل والفلسطينيون يمكنهم أن يكسبوا الامر الذي توقعوه منذ سنوات كثيرة جدا – استقرار العلاقات بينهم، وهذا يمكن أن يحصل فقط في وضعيات نادرة، مثل الان. فبالذات الان الامريكيون يحتاجون لجزيرة صغيرة من الاستقرار داخل الفوضى. بالنسبة للامريكيين شكل موضوع الاستقرار في الشرق الاوسط دوما استراتيجية تأسيسية. هذا هو السبب الذي يجعلها دوما مصممة للسير حتى النهاية. اذا فوتنا اللحظة يحتمل الا يعود، وهكذا يحتمل ان ننخرط في الفوضى المجنونة التي حولنا. التسوية التي يحتمل أن نكون نسير نحوها أهم من أي شيء آخر حتى من الشعار الممجوج المسمى "التهديد الايراني".

يظهر مبعوثو اليمين بين الحين والاخر في وسائل الاعلام الاسرائيلية ويدعون بوجود صفقة بين بيبي والامريكيين – نحن نسير نحو تسوية وانتم تسمحون لها بمهاجمة الايرانيين. هذا طرح مجنون، عديم كل منطق، ولكنه تعليل رائع من أجل اقناع اليمين غريب الاطوار بانه من المجدي الوصول الى تسوية مع الفلسطينيين. وها هو دليل على أن للسخافة ايضا قيمة ايجابية.

اذا عرقلت اسرائيل مسيرة السلام، فانها ستجد نفسها داخل الفوضى. من يعتقد أن القرار للوصول الى تسوية هو أصعب القرارات لا يفهم بان القرار بعدم خوض المسيرة حتى نهايتها هو القرار الصعب. هذا سيكون قرارا عديم المسؤولية وغير رسمي، قرار سياسي يخدم بعض اللاعبين الذين يتمسكون بكراسي الائتلاف، ولديهم ظاهرا القوة لتهديد رئيس الوزراء سياسيا. لم افكر ابدا يوما اني سأكتب مقالا يشجع نتنياهو بل ويثني عليه. ها هو، هذا أيضا يحصل.