خبر السيد نصر الله: انفجار الضاحية اعتداء ارهابي خطير

الساعة 03:42 م|16 أغسطس 2013

بيروت- وكالات

دان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله صمت بعض الدول عن الانفجار الذي هز الضاحية الجنوبية لبيروت يوم أمس وأوقع عشرات القتلى ومئات الجرحى، قائلاً "سيظهر لاحقا أنها داعمة للإرهاب في لبنان".

 

وقال "نقف باحترام امام صبر الناس امام اهل الضاحية ووعيهم الكبير وسلوكهم الحضاري" كما "نتوجه أيضاً بأحر التعازي والتعزية لكل من تأذى جسدياً ونفسياً ومادياً".

 

وأضاف السيد نصر الله في خطابه بمناسبة ذكرى الانتصار في حرب تموز 2006 في منطقة عيتا الشعب الجنوبية "لابد أن نستحضر ما جرى بالأمس ونتوجه بالدعاء وطلب الرحمة للشهداء المظلومين الذين قضوا بالتفجير الإرهابي وبالشفاء العاجل لكل الجرحى"، "اتوجه اليكم وإلى هذا الحضور الكريم بالشكر الجزيل لحضوركم في مثل هذه الأجواء والظروف".

 

وقال "أحببنا أن نحيي الذكرى السابعة للانتصار في بلدة عيتا الشعب على مقربة من فلسطين المحتلة كرمز عيتا ولا لهذا المكان من دلالات".

 

و"عيتا الشعب رمز لكل البلدات التي قاتلت 33 يوما وقاومت ولم تنهزم وهي عنوان للمقاومة والنصر".

 

وقال نصرالله "انتصاركم التاريخي في 25 ايار 2000 كان اجهازا على مشروع اسرائيل الكبرى لان جيش اسرائيل الذي لا يستطيع البقاء في لبنان الدولة العربية الاضعف لا يستطيع اقامة دولة من النيل الى الفرات، وكان انتصار 14 آب 2006 اجهازا على مشروع اسرائيل دولة عظمى التي كانت تريد ان تجعل نفسها دولة مهيمنة تفرض قرارها على كل المنطقة وعلى ايران وان تكون قوة مخيفة ومرعبة ، وهذا سقط في 14 آب".

 

المقاومة قادرة أن تكون قوة دفاع

وأضاف " انتم اليوم تثبتون ان هذا سقط، اسرائيل خرجت من حرب تموز باعتراف قادتها وشعبها ضعيفة مهزومة وما زالت تعالج جراحها حتى اليوم لكن في محصلة هذين الانتصارين الكبيرين هناك نتيجتان استراتيجيتان: الاولى ان المقاومة المسلحة والمحتضنة من شعبها قادرة على فعل التحرير والدليل 25 ايار 2000 وما حصل في غزة لاحقا".

 

و"النتيجة الثانية المترتبة على الانتصار الثاني اوضحت ان المقاومة الشعبية المنظمة المحتضنة من شعبها قادرة ان تكون قوة دفاع حقيقية في زمن لا يملك البلد الامكانات والتكنولوجيا التي يملكها العدو المهاجم والدليل ما حصل في حرب تموز التي قدمت مدرسة كاملة تدرس في اكاديميات العالم وان كان البعض هنا يريد التخلي عنها".

 

وقال السيد نصر الله "نؤكد اليوم التزامنا بهذه المدرسة وبطريق المقاومة لتحرير ما تبقى من ارضنا المحتلة وللدفاع عن شعبنا واهلنا وقرانا ووطنا وارضه ومياهه وسيادته، ونؤكد ايماننا القاطع واعتقادنا الجازم الذي اثبتته تجارب السنوات الطويلة وعلى مدى 65 سنة، بان اغلى ما يملكه لبنان الان وافضل ما يملكه واقوى ما يملكه هو المعادلة المذهبية التي تقول الجيش والشعب والمقاومةنقول للعدو والصديق باقون هنا عند الحدود فضلا عن الاعماق والمناطق الخلفية، باقون هنا نبني بيوتنا عند الشريط الشائك وليس فقط عند الحدود، وسوف نحفظ مياه انهارنا ولو غارت في الارض ولكن لن نسمح ان تُسرق من قبل العدو ودولتنا ستستخرج غازها ونفطها والاسرائيلي لن يستيطع ان بفعل معنا شيء".

 

وحول عملية اللبونة قال أمين عام حزب الله "مع رسالة الكمين النوعي في اللبونة اجدد ما قلته قبل ايام لم يعد مسموحا لاي جندي اسرائيلي تحت اي عنوان من العنوان او تسامح ان يخطو خطوة واحدة ليدنس ارضنا اللبنانية التي طُهرت بدماء شهدائنا وهذه الاقدام ستقطع مع الرقاب".

 

"لن نتسامح في الدفاع عن قرانا وارضنا واهلنا واقول للاسرائيليين زمن السياحة العسكرية الاسرائيلية على الحدودمع لبنان وداخل ارض لبنان انتهى بلا عودة".

 

المقاومة أقوى اليوم

 

وقال نصر الله "مقاومتكم اليوم وبعد سبع سنوات من انتصار تموز، ورغم كل ما جرى في هذه السنوات القاسية اؤكد لكم ان هذه المقاومة اقوى من اي زمن مضى واكثر عدة واوفر عديدا من اي زمن مضى واكثر ارادة من اي زمن مضىفي القسم الثاني، ان يُستهدف هؤلاء الناس والاهالي في الضاحية وغيرها ليس امرا جديدا، مع العدةو دائما عندما كان يفشل في مواجهة العدو يلجأ الى ضرب الناس حتى الناس الذين ليسوا مع المقاومة وتاريخ الحروب الاسرائيلية في قانا والضاحية والشياح وغيرها من الاماكن في حرب تموز شاهد واضح، العدو يتصرف بهذه النقطة بانها نقطة ضعفنا عندما يفشل في مواجتنا عسكريا".

 

وأضاف "هذه نقطة اعتزاز تدلل على ان العلاقة بين المقاومة وبين الناس هي علاقة عاطفية وانسانية واخلاقية وروحية ومعنوية وانهم واحد، هذه المقاومة لم تتصرف في اي يوم كانها مستوردة كبعض المقاتلين في هذه الايام، وبالتالي ما يجري في الناس لا يعنيها، ابدا، وطوال سنوات سلوك المقاومة لم تكن تقوم بعمل عسكري ومقاوم بمعزل عن ردات الفعل وحماية الناس الى ان جاء تفاهم نيسان الذي استطاع الى حد كبير ان يحمي الناس".

 

انفجار الضاحية

 

وحول الانفجار الذي وقع أمس قال نصرالله "ما جرى بالامس كان استهدافا للناس، لم يكن عملية اغتيال، لم يكن هناك كادر من حزب الله مستهدف ولا مقر مستهدف لحزب الله انما من ارتكب المجزرة في الضاحية كان يريد ان يلحق اكبر قدر ممكن من الاصابات في صفوف الناس. عندما يكون هناك مقاومة وناس تبادلهم المشاعر وتتألم لألمهم فهذه نقطة قوة من زاوية ونقطة تضعف من جهة اخرى يستخدمها العدو".

 

وفي معلومات عن تفاصيل التفجير أضاف "العبوة اكثر من 100 كلغ، وفي هذا المكان بالتحديد، كما كان الحال في متفجرة بئر العبد وكان الهدف قتل الناس هذه المجزرة تأتي في سياق هذه المعركة الكبيرة المفتوحة منذ عشرات السنين ، وهذه من ادوات وتفاضيل هذه المعركة، ما دام هناك فريق يقاوم ويرفض الاستسلام للارداةا لصهيونية والاميركية فمن الطبيعي ان يتحمل هذا الفريق وبيئته الحاضنة ان يتحملوا. الدولة مسؤوليتها ان تكون الى جانب المتضررين ونحن ايضا سنكون الى جانبهم ولكن يجب ان نكون حاضرين لمواجهة الاتي وما حصل حلقة فذا هذه المواجهة الطويلة".

 

صواريخ بعلبك

 

وعن الصواريخ الي سقطت في بعلبك قال "خلال الاسابيع الماضية سقطت صواريخ على بعلبك وجوارها وكان معروفا من اطلقها، الجماعات السورية المسلحة هي التي اطلقت الصواريخ والفاعل معروف، حصلت امور اخرى وتفجيرات على طريق الهرمل اصابات مدنيين وقوة من الجيش، حصل تفجير على طريق مجدل عنجر واطلقت صواريخ على الضاحية الى ان كانت متفجرة بئر العبد والصواريخ التي اطلقت باتجاه الجبل ثم الصواريخ باتجاه اليرزة والخاتمة كانت امس بالتفجير".

 

لا نتهم أحدا

 

وأضاف "العبوات كانت تستهدفنا على طريق الهرمل ومجدل عنجر وزحلة والصواريخ التي سقطت على الضاحية كانت تستهدفنا، الانفجار الكبير في 9-7 ايضا يستهدف بيئتنا وناسنا، لم نقم نحن بأي رد فعل متسرع، وهنا يجب التنويه بالناس وبصيرتهم ووعيهم".

ولم يوجه أمين عام حزب الله اي اتهام قائلا "لم نتهم احدًا وعملنا علميًا كما كنا نطالب من يُعتدى عليه بتفجير او اغتيال، وكنا نرى الاتهامات صدرت والاحكام والجريمة في ارضها، حتى بمتفجرة بئر العبد قيل كلام من بعض الاوساط اللبنانية إن هذه السيارة وضعها حزب الله ليأخذها ذريعة، لانه يريد قلب الطاولة في البلد، أكثر من هكذا افتراء وظلم، لن تجدوا احدا يحب هؤلاء الناس ويقبل التراب تحت اقدام هؤلاء الناس مثل حزب الله وقيادته، ولكن يأتي بعض السفلة للقول ان متفجرة بئر العبد من حزب الله والدليل ان لا احد قُتل، انتم هكذا تعملون ولكن حزب الله لا يعمل هكذا".

 

فرضيات عن التفجير

 

وتحليلا للتفجيرات قال نصر الله "وضعنا فرضيات من وضع هذه السيارة في بئر العبد ووضع لنا العبوات واطلق الصواريخ؟ الاجهزة الامنية وخصوصا المخابرات كانت تعمل على نفس الملفات وقاطعنا هذه المعطيات، وضعنا فرضيات الاولى اسرائيل فتشنا عن مؤشرات تجعل هذا الاحتمال قويا او ضعيفا وعملنا على هذه الفرضية ولم يظهر امامنا شيء ولكن بقيت قائمة".

 

وأضاف "الفرضية الثانية هي الجماعات الارهابية التي اعلنت حربها ليس عند دخول حزب الله الى القصير بل من فترة سابقة، وبحثنا في هذه الفرضية"، أما "الفرضية الثالثة ان تكون هناك جهة اخرى دخلت على الخط لكي تأخذ على تصعيد الجو مع الاسرائيلي او الى فتنة داخلية وقتال طائفي".

 

"لم نسارع الى توجيه اي اتهام لكن انا اليوم سأتهم، بعد اكثر من 30 يوما على متفجرة بئر العبد واكثر على عبوات والصواريخ التي انفجرت، ومديرية المحابرات اعتقلت اشخاصا ونحن اجرينا تحقيقا وقاطعنا المعطيات ووصلنا الى نتيجة"، "من وضع العبوتين على طريق الهرمل بات معروفا بالاسماء واحدهم معتقل، وبعض ما سأقوله صدر في بيان لوزير الدفاع وهذا البيان يعبر عن شجاعة واحساس كبير بالمسؤولية"