خبر نتنياهو فقط هناك- هآرتس

الساعة 08:45 ص|14 أغسطس 2013

نتنياهو فقط هناك- هآرتس

بقلم: رؤوبين بدهتسور

        (المضمون: إن رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو هو وحده اليوم من يصوغ قرارات اسرائيل المصيرية دون إشراك آخرين من الوزراء أو المنتقدين أو المستشارين فيها - المصدر).

        ما هي سياسة اسرائيل للقضية الفلسطينية؟ لا يعلم أحد لأننا قد دُفعنا في عصر القرارات الحاسمة المصيرية خاصة الى وضع أصبح فيه مستقبلنا ومستقبل جيراننا في يد شخص واحد يصوغ هو نفسه السياسة ولا يعلم أحد سواه ما هي نيته. ليس لوزراء حكومة بنيامين نتنياهو أي علم برؤياه وخططه وليس لهم أي تأثير في السياسة التي سيختارها بشأن التسوية مع الفلسطينيين. ولا تصوغ الحكومة سياسة اسرائيل في هذه القضية وينتظر أعضاؤها ما يخرج من فم نتنياهو كي يعلموا الى أين تتجه الدولة. وأخطر من ذلك ان الوزراء جميعا يُسلمون بهذا الوضع ويمنحون نتنياهو استقلالا كاملا ليُقرر مصيرنا وحده.

        ليس نتنياهو في الحقيقة أول رئيس حكومة يصوغ سياسة دون ان يُشرك وزراء حكومته. فقد اتخذ كل أسلافه قرارات مصيرية حاسمة بعد ان استقرت آراؤهم عليها فقط جاءوا بها لابلاغ وزراء حكوماتهم. هكذا استقر رأي اسحق رابين على مسيرة اوسلو، وهكذا استقر رأي اهود باراك على الانسحاب من لبنان، وهكذا حسم اريئيل شارون أمر الانفصال. لكن الفرق بين نتنياهو وجميع أسلافه أنه ليس لرئيس الوزراء الحالي من يشاوره. فيبدو أنه أول رئيس وزراء ليس له "مطبخ". ولا يثق نتنياهو الشكاّك بأحد من زملائه حول طاولة الحكومة. ولم يبق في ديوانه مستشارون يُشركهم في نياته، وهو لا يحسب حسابا لوزارة الخارجية ولا يستعمل مجلس الامن القومي ببساطة لصوغ السياسة.

        كان الى جانبه في حكومته السابقة وزراء برغم انه لم يثق فيهم دائما، كان يستطيع مع ذلك ان يستمع الى نصائحهم بل أن يُباحثهم في القضايا الاستراتيجية، هكذا كان باراك ودان مريدور وبني بيغن. واليوم في المقابل يوجد معه في السُباعية نفتالي بينيت ويئير لبيد. وهكذا يواجه نتنياهو وحده قرارات حاسمة ستبت مصير اسرائيل. إن مستقبلنا جميعا متعلق بقرار شخص واحد يعمل وحده في وحدة غير لامعة.

        أحسن اعضاء لجنة فينوغراد الذين حققوا في اجراءات اتخاذ القرارات التي أفضت الى حرب لبنان الثانية، تحليل الآثار السلبية التي قد تكون لاسلوب اتخاذ القرارات الذي يستعمله نتنياهو في هذه الايام: "إن الاجراءات المنظمة لاتخاذ القرارات يفترض أن تهب لمتخذي القرارات – ولمن يُقدرون سلوكهم ايضا – وسائل لاعادة بناء ولانتقاد التقدير، تساعد على مضاءلة الأخطار من اعتماد غير مراقب على العاطفة والحدس الذي أساس صلبا له وعلى الرد التلقائي أو التقديرات الشخصية والسياسية التي قد تُفسد التقدير. إن متخذي القرارات الذين يعملون بلا مقر عمل منظم وبلا اجراءات اتخاذ قرارات راسخة يزيدون في الخوف من ان تُتخذ القرارات على أساس قاعدة حقائقية ومهنية ناقصة ودون ان توزن كاملة بالصورة الصحيحة كل التقديرات ذات الصلة. والى ذلك فانه مع عدم وجود اجراء مؤسس فانه يوجد ميل طبيعي الى التوصل الى استنتاج بالاعتماد في الأساس على "مشاعر البطن" والحدس دون ان تُخضع لامتحان نقدي منظم من آخرين ذوي شحنة مختلفة من العلم أو الخبرة أو الثقافة أو الايديولوجية".

        وفي الوقت الذي نشغل أنفسنا فيه بالتباحث والجدل في المساواة في العبء واختيار محافظ بنك اسرائيل، وتأدية الحاخامية الرئيسة لعملها، يُبت مصيرنا ومصير أبنائنا في بيت رئيس الوزراء. فهناك في شارع بلفور في القدس يسكن من يستطيع ان يبت مستقبلنا وحده وهذا شيء مخيف.