خبر زمن الجيش الاسرائيلي الغالي.. افتتاحية هآرتس

الساعة 11:44 ص|02 أغسطس 2013

بقلم: أسرة التحرير

 

        زمن الجيش الاسرائيلي هو بضاعة غالية؛ لا حد ولا مدى للثمن الذي ينبغي دفعه لقاءه. في رد الدولة على التماس سكان ثماني قرى فلسطينية في جنوب جبل الخليل يريد الجيش اخلاءها، قيل أن الدولة تريد ان تطرد 1300 موان من بيوتهم لتوفير زمن للجيش الاسرائيلي.

        رد الدولة على الالتماسات التي تبحث في محكمة العدل العليا رفع هذا الاسبوع، بعد عدة تأجيلات. وأفادت عميرة هاس في "هآرتس" امس بان موقف الدولة في محكمة العدل العليا يستند الى التوفير في الزمن وفي المال، النابع من قرب الارض المرشحة للاخلاء، ميدان اطلاق النار 918، من قاعدة التدريب للواء "الناحل" (الشبيبة المقاتلة). "قرب ميدان النار من قاعدة التدريب يسمح بتوفير المقدر الاغلى في مجال التدريب في الجيش الاسرائيلي – مقدر الزمن... فكلما ازدادت المسافة بين قاعدة التدريب وميدان النار، يتضرر زمن التدريب للجنود ونتيجة لذلك تتضرر أهليتهم"، جاء في الرد الوقح للدولة.

        زمن الجيش الاسرائيلي بالفعل غالٍ، ولكن العقل لا يحتمل ان بسببه سيحكم على 1300 من السكان بالطرد من بيوتهم والانقطاع عن مصادر رزقهم. زمن الجيش الاسرائيلي غالٍ في نظر الدولة أكثر من مصير مئات من السكان الذين يعيشون في المنطقة منذ أجيال، ولكن يتبين أنه ليس غاليا بما يكفي للنظر في اخلاء سكان المستوطنات في نفس المنطقة، والتي بعضها غير قانوني على نحو ظاهر. أحد لا يتصور اخلاء مزرعة لوتسيبر، سوسيا، معون او متسبيه يئير التي تحاذي ميدان النار 918. زمن سفر الجنود ليس هاما بما يكفي لاخلاء من استوطنوا في هذا القاطع من البلاد بعد الفلسطينيين بكثير، في ظل انتهاك القانون وسلب اراضي الجيران.

        ينبغي الامل في أن تتمكن محكمة العدل العليا من فهم مدى انغلاق الحس وروح الشر اللذين ينشآن عن المبررات السخيفة للدولة. المرة تلو الاخرى ينشأ الاشتباه بان خلف كل ميادين النار وهذه الاخلاءات يقف هدف طموح أكثر بكثير: تطهير جنوب جبل الخليل من سكانه الفلسطينيين، بالضبط مثلما تحاول الدولة عمله في غور الاردن ايضا. لقد كان الوقت لوضع حد لهذا التنكيل الذي لا يصدق بحق السكان الذين طرد بعضهم من بيوتهم وقراهم في 1999 واعيدوا بأمر من محكمة العدل العليا. لا توجد أي حجة يمكنها ان تبرر طردهم.