تقرير رغم ادخال كميات منها.. أزمة الفكة تشتد مع اقتراب العيد!!

الساعة 08:57 ص|01 أغسطس 2013

غزة (خاص)

عادت أزمة الفكة النقدية لتعصف بقطاع غزة مجدداً، كما هو الحال في مثل هذا الموسم من كل عام، ما أحدث استياءً واضحاً بين المواطنين، و خصوصا سائقي الأجرة و الركاب و البقالات الصغيرة.

و يلقي المواطنون باللوم في احتكار الفكة على التجار الكبار، الذين يجمعون الفكة قبل بدء شهر رمضان، و يحدثون هذه الأزمة حتى ينتهي موسم العيد، فالعديد من المحال التجارية اصبحت تشترط وجود الفكة لاتمام عملية البيع و الشراء مع الزبون و الا فليذهب الزبون ليبحث عن الفكة، و في احيان كثيرة يضطر ركاب سيارات الأجرة للنزول الى احد محلات السوبرماركت لشراء غرضاً ما ليعود للسائق بالفكة.

مراسلة وكالة فلسطين اليوم الاخبارية رصدت في هذا التقارير المعاناة اليومية التي يواجهها المواطنون في كافة مناحي الحياة في قطاع غزة، جراء أزمة الفكة هذه، و خصوصاً من العملة النقدية المعدنية من فئات "الشيكل و 5 شيكل، و10 شيكل".

تقول أم أنس: "ذهبت لشراء بعض الأغراض من احد محال الادوات المنزلية في غزة، فاذا بصاحب المحل يطلب مني ان اعطيه فكة قبل الحديث عن اسعار او أي شيئ آخر".

و أشارت الى أن عدم وجود الفكة يشكل مشكلة كبيرة لديها كما الكثير من المواطنين، و خصوصاً في شهر رمضان، حيث تغيب فيه الفكة نهائيا حتى ينتهي موسم الأعياد.

بدورها حملت الطالبة الجامعية ربا شاهين، التجار و اصحاب رؤوس الأموال المسؤولية عن هذه الأزمة، موضحة بأنها تعاني يومياً من قلة وجود الفكة عند توجهها للجامعة، حيث لا يقبل السائقون بالعملات الورقية حتى من فئة الـ 20 شيكل، و يطلبون من الطلاب اعطائهم فكة.

و كانت سلطة النقد الفلسطينية قد أعلنت عن نجاحها قبل أسبوعين في إدخال الفئات المعدنية اللازمة من عملة الشيقل إلى قطاع غزة، إلا أن ذلك لم يكن كفيلاً بحل هذه الأزمة التي تتصاعد حدتها في القطاع.

و من جهته قال سامر،32 عاماً ،و هو صاحب احد محال الملابس الجاهزة بأنه يتم تداول الفكة في الايام العادية بسهولة، الا أنه في رمضان تتعثر عمليات البيع و الشراء لديه في احيان كثيرة لعدم توفر الفكة مع الزبائن.

و أشار الى أن البنوك تتحمل جزء من المسؤولية الى جانب التجار الكبار، حيث تقوم البنوك بإعطائهم الفكة عند وصولها اليها، و بالتالي يقوم هؤلاء التجار بتخزينها ليتسنى لهم استخدامها في موسم شهر رمضان و العيد دون عناء.

و يرى محللون اقتصاديون بأن قطاع غزة يعاني من أزمة في الفكة النقدية بسبب الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع، و منع ادخال الأموال والقطع النقدية اليه بشكل منتظم.

من جهته أوضح الخبير الاقتصادي، د. محسن أبو رمضان بأن شح الفكة في قطاع غزة يعود لعدة عوامل أهمها أن الطلب يزداد عليها في هذه المواسم و فصل الصيف ايضاً، مضيفاً الى أن قيام التجار الكبار بتخزين الفكة حتى لا يواجهوا أزمة حين يتوقف ادخالها من الجانب الاسرائيلي ،  مؤكداً أن تخزينها من قبل التجار يعتبر من أهم العوامل التي تؤثر في وجودها لدى المواطنين.

و لفت أبو رمضان في حديث لوكالة فلسطين اليوم الاخبارية الى أن هذه الأزمة سببها استمرار فرض الاحتلال الإسرائيلي للقيود المشددة على إدخال العملات النقدية المختلفة، و ادخالها بكميات قليلة لا تكفي حاجة المواطنين، و بشكل متقطع، داعياً سلطة النقد الفلسطينية للضغط على الاحتلال لادخال هذه القطع النقدية بشكل مستمر و منتظم.