خبر الأهرام تكشف آخر مفاوضات « الإخوان » مع الجيش..وأسباب دعوة السيسى للاحتشاد

الساعة 05:47 ص|25 يوليو 2013

وكالات

رصدت "بوابة الأهرام" في تقرير سابق كواليس المفاوضات بين جماعة الإخوان والقوات المسلحة، تضمن وكشفت عن معوقات إنجاز المصالحة الوطنية، ونقلت "بوابة الأهرام" خلال هذا التقرير عن المصادر التي شاركت في المفاوضات الإجماع على أن بقاء المواطنين في الشوارع سواء المؤيدين للموجة الثانية من الثورة أو المطالبين بعودة مرسى يمثل خطرا ويزيد من احتمالية سقوط الضحايا والاقتتال الأهلي.

إلا أن خطاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، أمس الأربعاء، والذي دعا فيه المواطنين للنزول إلى الميادين لتفويض القوات المسلحة في مواجهة كل أشكال الإرهاب، يعتبر تصعيدا من جانب القيادة العامة للقوات المسلحة.

من جانبها حاولت "بوابة الأهرام" معرفة أسباب ضجر القيادة العامة للقوات المسلحة من الوضع الراهن، وبحسب أحد وسطاء الاتصال بين الجانبين فإن التصعيد في لهجة خطاب السيسي جاء ردا على التصعيد من جانب جماعة الإخوان.

وأوضح الوسيط في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام" أن سياسة جماعة الإخوان في تنظيم مظاهرات عشوائية وما يترتب عليها من سقوط ضحايا بشكل يومي أثار حنق القيادة العامة للقوات المسلحة.

ويشار إلى أن "بوابة الأهرام" نشرت في وقت سابق، على لسان مصدر لها بجماعة الإخوان، أن الدكتور محيي حامد والدكتور حسام أبو بكر عضوا مكتب إرشاد الجماعة اتخذا قرارا بالتصعيد بتنظيم مظاهرات عشوائية في المناطق الشعبية، ومظاهرات أخرى لا يحدد خطط سيرها لإرباك القيادة العامة للقوات المسلحة ولإرسال رسالة للجيش مفادها أن الجماعة وحلفاؤها قادرين على إرباك المشهد السياسي في البلاد.

وأكد وسيط الاتصال أن هذه المسيرات التي تنظمها جماعة الإخوان بشكل عشوائي تجهد القيادة العامة للقوات المسلحة ورجال الشرطة، وذلك لكون هذه المسيرات تحتاج إلى متابعة وتأمين لضمان عدم اشتباكها مع المواطنين وزيادة أعداد الضحايا.

يذكر أن تنظيم المظاهرات العشوائية أسلوب لجأت إليه الحركات الاحتجاجية والثورية خلال ثورة 25 يناير، خصوصا في يومي 26 و27 يناير بهدف إجهاد الشرطة، حيث عمد النشطاء السياسيين إلى تنظيم مظاهرات في مناطق مختلفة تتباعد جغرافيا لإرباك الشرطة، والتي كانت تتعامل مع المظاهرات بعنف.

ونظم النشطاء السياسيين خلال يومى 26 و27 يناير 2011 مظاهرات عشوائية عديدة لإقناع المواطنين بالمشاركة في الثورة بمناطق عديدة مثل مدينة نصر والهرم وبولاق الدكرور وشبرا ومصر الجديدة ومنطقة القبة، ونجحوا بالفعل في استقطاب الملايين للمشاركة في مظاهرات يوم الغضب 28 يناير، والتأثير على قدرات رجال الأمن في مواجهة المظاهرات بالقمع، بسبب حالة الإنهاك التى عانوا منها لوجودهم بشكل دائم في الشوارع على مدى 4 أيام.

ولفت المصدر إلى أن القوات المسلحة تنظر لهذه المسيرات العشوائية غير محددة المسار مسبقا على أنها وسيلة للضغط تلجأ إليها الجماعة بغية إرسال رسائل للمجتمع الدولي للضغط على الجيش، لتحقيق المزيد من المكاسب في المفاوضات التي تتم على جولات بين الجانبين.

وأضاف المصدر: "وبالفعل نجحت مظاهرات الجماعة في هدفها وتجلى ذلك في تقسيم الكونجرس الأمريكي المعونة العسكرية لمصر على 4 أجزاء أحدها يرتبط بتحقيق المصالحة الوطنية والتي تراوغ الجماعة في إنجازها"، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوربي أصبح يضغط على القيادة العامة للقوات المسلحة من أجل قبول وساطة دولية مع الإخوان.

وأشار المصدر إلى أن التصعيد في لهجة خطاب الفريق السيسي اليوم كانت بغرض التأكيد على أن القوات المسلحة لن تتنازل عن ولو نقطة واحدة في خريطة طريق المستقبل التي أعلنتها، وأن الضغوط الدولية لن تحقق بها الجماعة المزيد من المكاسب في المفاوضات، موضحا أن مطالبة الفريق السيسي المواطنين بالاحتشاد في الميادين يهدف إلى إرسال رسالة للمجتمع الدولي أن ما حدث في مصر ثورة شعبية وليس انقلابا عسكريا كما تزعم جماعة الإخوان.

وكشف وسيط الاتصال والعاكف الآن على إعداد مبادرة لحل الأزمة السياسية الراهنة أنه حاول امتصاص الغضب الذي تجلى في خطاب الفريق السيسي، ولكنه تفاجأ بأن القوات المسلحة رهنت الشروع في أي مفاوضات جديدة بوقف الجماعة تسيير المظاهرات العشوائية والاكتفاء بتنظيم المليونيات في مواقع الاعتصام والشروع فورا في مفاوضات جادة ليس من بينها إدخال أي تعديل على خريطة طريق المستقبل.

واختتم المصدر تصريحاته لـ"بوابة الأهرام" بالتنويه إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة أكدت أنها حاولت كثيرا ضبط النفس ضد استفزازات الجماعة، وأنها لم تتخذ أي خطوات تصعيدية ضد الجماعة، مشيرا إلى أن قيادات القوات المسلحة شددوا على أن جميع الصدامات مع المطالبين بعودة الرئيس السابق كانوا هم السبب فيها، وذلك ابتداء من واقعة الحرس الجمهوري مرورا بمظاهرات شارع رمسيس ومحاولة بعض مظاهرات الجماعة التظاهر أمام مقار منشآت عسكرية مثل المخابرات الحربية والمخابرات العامة وقاعدة ألماظة، انتهاء بالصدامات عند اعتصام النهضة وميدان التحرير.

وعلمت "بوابة الأهرام"، أنه رغم التصعيد إلى أن وسيط الاتصال يواصل حاليا مساعيه لاحتواء الأزمة السياسية المتصاعدة تفاديا للوصول للصدام، بهدف حقن دماء المصريين الذي تؤكد عليه جميع الأطراف.