خبر حكم ذاتي، ليس دولة -معاريف

الساعة 08:12 ص|24 يوليو 2013

بقلم: يوسي احمئير

        (المضمون: الآن، مع بدء المفاوضات مع السلطة من المهم الحفاظ على أساس الوصية السياسية لرئيس الوزراء السادس مناحيم بيغن، حكم ذاتي فلسطيني وليس دولة فلسطينية - المصدر).

        "خير تفعل، يا رئيس الوزراء، بان تحافظ على يهودا والسامرة. يجب أن تكون في سيادتنا. محظور أن تقوم دولة فلسطينية". هذه الاقوال سمعها رئيس الوزراء السابع، اسحق شمير الراحل، المرة تلو الاخرى من سلفه، رئيس الوزراء السادس مناحيم بيغن الراحل، في لقاءاتهما في المنزل في شارع تسيمح في القدس.  فقد درج شمير على ان يؤم هذا المنزل مرة كل شهر – شهرين كي يطمئن على صحة سلفه منذ اعتزل رئاسة الوزراء ("لم اعد استطيع") في ايلول 1983. وكانت اللقاءات تجرى ثنائيا، ولكن ليس بالضبط. زوج عينين كانتا تشاهدان الرجلين عند حديثهما الحميم. هاتان العينان لرجل ثقتهما، الذي لم يكن حضوره يزعجهما. واليوم، بعد أن لم يعد هذان الرجلان المحبوبان معنا، في ختام مائة عام على ولادة مناحيم بيغن، وعام على وفاة خليفته، يمكن أن نروي بعضا من الاقوال التي قيلت في الاحاديث الحميمة بين قائد "ايتسل" السابق وقائد "ليحي" السابق. كلمات هي مثابة وصية بيغن السياسية.

        عن مناحيم بيغن يقال انه خلق سابقة الانسحاب الكامل مقابل اتفاق سلام. وليس صدفة أن مُنح بيغن جائزة نوبل للسلام. ذات الشخص الذي "يقرع طبول الحرب" – كما قال عنه خصومه السياسيون، وعلى رأسهم بن غوريون – كان الزعيم الاسرائيلي الاول الذي نجح في عقد اتفاق سلام. في صالحه يقال: هو أول من حطم دائرة العداء العربي حين أخرج كبرى الدول العربية واهمها من قائمة اعداء اسرائيل. لقد سلم بيغن كل شبه جزيرة سيناء، حتى آخر سنتيمتر، ولكن انطلاقا من المعرفة بان هذه الارض الهائلة، ثلاثة اضعاف اسرائيل في حدود 1967، ليست جزءاً من بلاد اسرائيل التاريخية. لقد آمن بيغن بان هكذا تكون اسرائيل أوفت بقراري الامم المتحدة 242 و 338. أي سلمنا "اراضٍ"، على حد تعبير القرار، وليس "الاراضي".

        برأي بيغن، لم يكن في تسليم سيناء ما يخلق سابقة في ساحات اخرى، وبالتأكيد ليس في الساحة الاردنية – الفلسطينية. حتى يومه الاخير، وفي السنوات الثمانية لاعتزاله وعزلته أيضا، لم يكن مستعدا مناحيم بيغن لان يوافق على اقامة دولة فلسطينية. وعن حق ضرب التمييز: حكم يهودا والسامرة ليس كحكم سيناء. فهما مقاطعتان من الوطن. وعلى مجرد طرح القدس على طاولة المفاوضات لم يكن مستعدا حتى أن يسمع. ومع ذلك اعترف مناحيم بيغن بالمشكلة الديمغرافية – الانسانية في يهودا والسامرة. وهكذا طرح خطة الحكم الذاتي لعرب يهودا والسامرة. وبالدقة: للسكان وليس للارض! حكم ذاتي يشمل كل مجالات الحياة – باستثناء شؤون الامن والعلاقات الخارجية. بالنسبة له، هذا انجاز كبير لعرب بلاد اسرائيل، الذين لم يكونوا ابدا قريبين من الاستقلال.

        في ختام مائة سنة على مولد مناحيم بيغن، يتعاظم الاعتراف بانه وصل الى السلطة متأخرا جدا وترك السلطة مبكرا جدا. وعلى وصيته واجب الحفظ، ولا سيما الان حين تجري على نحو شبه مؤكد المفاوضات مع السلطة التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية: حكم ذاتي فلسطيني، وليس دولة فلسطينية.