تحذير من ضياع ثواب الشهر الفضيل ..

تقرير زيارة الأرحام في رمضان بين القطيعة والبهرجة !!

الساعة 01:44 م|23 يوليو 2013

غزة - (خاص)

"صلة الأرحام" بين الأقارب في شهر رمضان المبارك لها نكهتها وطعمها الخاص، فيها تتجلى مظاهر التواصل بين أبناء العائلة فيجتمعون ويتسامرون تحت بريق القمر والتي غالباً ما تفتقدها العائلة خلال أيام السنة بسبب الأعمال اليومية والانشغال بالدراسة والعمل وهموم الحياة.

ففي هذا الشهر الكريم، يحرص المواطنون على تبادل الزيارات، فيتزاور الإخوة والأعمام والأخوال والأقارب والجيران، لتعطي الشهر الكريم نكهة خاصة تفتقدها باقي أشهر السنة.

ولكن ما يثير الدهشة والاستغراب أن تتحول تلك الزيارات العائلية التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى "البهرجة والاستعلاء" خاصة بين النساء لتوزيع الهدايا، مما يزيد حالة الاحتقان (الحسد أو الغيرة) داخل العائلة.

فهناك العديد من المواطنين الغزيين قاموا بتأجيل الزيارات العائلية إلى ما بعد رمضان .. ومنهم من يقوم بالزيارة دون تقديم الهدايا نظراً للأوضاع الاقتصادية التي يمر بها السكان في قطاع غزة .. وآخرون يتزاورون ويتبهرجون في تقديم الهدايا.

أجلت الزيارة

"أم أحمد" أكدت لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية" أنها طالبت زوجها بزيارة "رحمه" بالنيابة عنها تفادياً للإحراج التي قد تقع به لعدم تقديم الهدايا، مبينة أنها قامت بإحصاء زيارات رحم زوجها حيث وصل عددها نحو 50 زيارة".

وأشارت "أم احمد" ، إلى أن العام الماضي قامت بزيارة الأقارب ولم تترك أحداً إلا وقامت بزيارته مؤكدة أن تكلفة زياراتها للعام الماضي وصلت إلى 700 شيقل تقريباً علاوة على العزائم واحتياجات الشهر الفضيل.

وعن سبب تقاعسها من زيارة رحم زوجها قالت "أم أحمد" :"الهدايا أصبحت من الضروريات المفروضة على الإنسان خلال الزيارة فلا طعم لها دون تقديم الهدايا الرمزية أو غيرها، لافتتاً إلى أن نساء أسلافها يتبهرجون أمامها ما يوقعها في إحراج كبير.

فرصة للقاء الأحبة

من جانبها اعتبرت المواطنة "أم سليمان" أن شهر رمضان فرصة ثمينة لصلة الأرحام، وزيارة الأقارب كما أوصى الدين الإسلامي، وخاصة في ظل هذه الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني والذي أصبح يفتقد للجلسات العائلية والعلاقات الاجتماعية الجيدة.

وأضافت لفلسطين اليوم"، أن كثير من العائلات لا ترى بعضها إلا قليلاً فيكون شهر رمضان فرصة لهذه اللقاءات، منتقدةً البعض الذي يصل رحمه فقط في شهر رمضان، ويتناساهم في غمرة الأيام وهموم الحياة المتزايدة.

ورفضت أم سليمان في حديثها لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية" ربط زيارة صلة الأرحام خاصة في شهر رمضان المبارك في تقديم الهدايا قائلة :"المقصود من صلة الرحم في الإسلام عدم القطيعة بين الأقارب، والحث على زيارتهم سواء كانت بتقديم الهدايا أو بدونها"، وأن الله تعالى قال في القرآن الكريم :" (واتقوا الله الذي تسالون به والأرحام).

الإسلام وسطي

أما رأي الشريعة الإسلامية لتارك صلة الرحم بسبب الأوضاع الاقتصادية أو المتبهرج في تقديم الهدايا، فقد أكد الشيخ الداعية سميح حجاج، أن الإسلام وسطي في هذه المسألة فهو يحرض المسلمون على زيارة الأرحام لما فيها من خير وبركة حيث حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه :"من أحب أن يبسط الله في رزقه أو يُنسأ له في أثره فليصل رحمه".

وقال الداعية حجاج في تصريح خاص لفلسطين اليوم الإخبارية، :"هناك نوعان من صلة الرحم وهي "رحم محرم"، "ورحم غير محرم" فالأول هو زيارة الأبوين والإخوة والأخوات والأخوال .. والثاني هو زيارة بنات العم وبنات الأخوال وغيرهم من أقارب الدرجة الثالثة".

وعن الهدايا أوضح، أن تقديم الهدايا شيء مستحب وعادة طيبة وجميلة من الأهل والأقارب فهي تُعزز أواصر الأخوة والمحبة بين أبناء الأسرة الواحدة، مشيراً إلى وجود خلل عند بعض الناس الذين لا يمتلكون الأموال فتراهم لا يتحركون لزيارة "محارمهم"، مما يدفعهم للوقوع في خطر "قطع الأرحام" الذي حذر منه الله عز وجل".

ويقول تعالى :"لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" ويضيف الداعية حجاج :"كل الشريعة الإسلامية قائمة على رفع الحرج" والأصل في صلة الأرحام هو مساعدة الأهل في الزيارات العائلية وليس إحراجهم"، مبيناً أن بعض الأخوات تطلب من إخوتها هدايا معينة تقدم لهم في شهر رمضان المبارك وهذا خطأ وخلل قد يؤدي للوقوع في المحاذير".

وعن المتبهرج في تقديم الهدايا قال الداعية حجاج :"لا يجوز أن يتحدث الإنسان بما أنفق من هدايا على أهله ومحارمه لان الإنفاق يجب أن يكون بين العبد وربه ولوجه الله تعالى.